تتكشف مأساة إنسانية على امتداد شواطئ البحر المتوسط، بينما تجاهلها الساسة البريطانيون المهمومون بالشأن الداخلى وركزوا على الانتخابات، وهو ما فعله كذلك الاتحاد الأوروبى الذى لا يبدى أى اهتمام وتتسم ردود أفعاله بالبطء»، هكذا استهلت صحيفة الأوبزرفر البريطانية، افتتاحيتها، أمس، حول كارثة الهجرة غير الشرعية. وقالت الصحيفة إن «هذه الأحداث المرعبة لو وقعت على الشواطئ السياحية فى كوستا ديل سول الإسبانية، أو الريفييرا الفرنسية.. لحظيت بقدر أكبر من الاهتمام» وأوضحت الصحيفة أن جذور هذه المأساة فى تشاد ودارفور وسيراليون الفقيرة، واريتريا، وسوريا وغيرها من بلدان الربيع العربى التى دمرتها الحروب، إذ يسعى عدد متزايد من اللاجئين والساعين للجوء والمهاجرين الاقتصاديين للوصول إلى إيطاليا واليونان بحرا»، مشيرة إلى أنه «فى هذه الظروف، تعمل عصابات الاتجار بالبشر والتهريب محصنة من أى عقاب وتلجأ إلى العنف دون تردد«». وطرحت الصحيفة سؤالا جوهريا مفاده ما الذى تفعله أوروبا حيال ذلك؟، مشيرة إلى أن الإجابات حتى الآن تبدو قليلة على نحو مرعب، فبدلا من الانضمام إلى عملية «مارى نوستروم» للبحث والإنقاذ التى التقطت 100 ألف شخص من البحر فى عام 2014، استبدلها الاتحاد الأوروبى بعملية «تريتون» للأمن حدودى أنقذت حتى الآن 5 آلاف شخص، وهى أكثر محدودية وبميزانية سنوية أقل من ثلث «مارى نوستروم». بدورها، وتحت عنوان « أوقفوا إبحار السفن»، جاءت افتتاحية صحيفة «الديلى تليجراف» البريطانية، أمس، واستهلتها بالإشارة إلى إعراب بابا الفاتيكان فرنسيس الأول عبر عظته خلال عطلة نهاية الاسبوع عن أسفه العميق لغرق الآف من الأفارقة المهاجرين خلال محاولتهم البائسة للوصول إلى أوروبا، ونقلت عنه قوله «إنهم رجال ونساء مثلنا تماما، إخواننا الباحثون عن حياة أفضل، بعيدا عن الجوع والاضطهاد والاستغلال والتعرض لإصابات، هم ضحايا الحروب». وأكدت الصحيفة أن «التعاطف ضرورى أمام هذه المواقف، إلا أنه ليس استجابة كافية لهذه المأساة المروعة» مشيرة إلى أن «تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء الأشخاص يعد من أفضل الحلول، إضافة إلى القبض على مهربى البشر المتسببين بهذه الجرائم، إلا أنهم متواجدون فى بلدان لا وجود فيها لسلطة القانون مثل ليبيا»، لذا ختمت الصحيفة بالقول إن «الحل المثالى لهذه المشكلة هى منع السفن من الإبحار كما قال رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى».