قال وزير خارجية إيطاليا "باولو جينتيلوني"، إنه لابد من توسيع نطاق الإجراءات الهادفة للحد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، لتصل إلى الدول التي يمر عبرها المهاجرون مثل ليبيا وتركيا، خاصة بعد مأساة المهاجرين الأخيرة في البحر المتوسط التي أسفرت عن مقتل 300 شخص. وأضاف جينتيلوني، في تصريحات للصحفيين بنيويورك، إن عملية "تريتون" للتصدي للهجرة غير الشرعية غير كافية بشكلها الحالي، قائلا "علينا أن نفعل أكثر من ذلك". وفي إشارة للانتقادات التي وجهت لإيطاليا بعد إيقاف عملية "مار نوستروم" الإنسانية، التي أنقذت أرواح آلاف المهاجرين العام الماضي، واستبدالها بعملية "تريتون"، قال جينتيلوني: "علينا تجنب تلك النقاشات السياسية، عندما نكون أمام مأساة إنسانية بهذا الحجم"، مضيفا أن "إيطاليا فعلت ولا تزال تفعل الكثير فيما يتعلق بالتعامل مع الهجرة غير الشرعية، إلا أن هذا لا يكفي للأسف". وطالب وزير الخارجية الإيطالي، الاتحاد الأوروبي بعمل المزيد فيما يتعلق بموضوع الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن الميزانية الشهرية لعملية تريتون التي تبلغ 3.9 مليون يورو غير كافية، وموضحا أن زيادة الجهود الإنسانية وحدها لن تكون كافية. وقال جينتيلوني، إن أساس المشكلة يكمن في ليبيا، مشيرا إلى أن حوالي 278 ألف مهاجر غير شرعي وصلوا إلى أوروبا العام الماضي، منهم 170 ألفا وصلوا عبر إيطاليا، وكان 142 ألفا من هؤلاء وصلوا إلى إيطاليا عن طريق ليبيا. وقدّر جينتيلوني نسبة إسهام تهريب البشر في الناتج المحلي الإجمالي لليبيا ب 10% . مشيرا إلى عدم وجود "نظام دولة مسيطر على الوضع في ليبيا، وإلى العدد الكبير من المنظمات الإجرامية التي تنشط في ليبيا". وقُتل أكثر من 300 شخص في كارثة غرق 3 قوارب من أصل أربعة، كانت تقل مهاجرين غير شرعيين من ليبيا إلى إيطاليا، يوم السبت الماضي، وتمكنت الفرق من إنقاذ 76 مهاجرا، أُعلن أنه سيتم نقلهم إلى مراكز المهاجرين في عدد من المدن الإيطالية. وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، أطلقت القوات البحرية الإيطالية عملية "مار نوستروم" بمشاركة 920 عسكريا، و4 سفن من سلاح البحرية، واستطاعت إنقاذ آلاف من المهاجرين في البحر المتوسط. وأوقف الاتحاد الأوروبي نهاية العام الماضي عملية "مار نوسترم" دون توضيح الأسباب، وأطلق عملية "تريتون، التي تديرها وحدة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس" (تابعة للاتحاد الأوروبي ومقرها العاصمة البولندية وراسو)، لحماية شواطئ جنوب أوروبا.