أكثر من عشرين سيارة إسعاف متراصة جنبا إلى جنب، هى قوام القافلة الطبية المرسلة من قبل مديرية الصحة بمحافظة القليوبية إلى قرية البرادعة والمنتشر فيها حمى التيفود.. عشرات من الأهالى يتدافعون أمام شباك التذاكر المجانية سواء كانوا مصابين بالحمى أو يعانون من أمراض أخرى، فالقافلة اشتملت على عدد من التخصصات الطبية كالجلدية والباطنة والأطفال. فاطمة محمد، من سكان القرية قالت: «الكشف لم يستمر لأكثر من 5 دقائق، لم يستخدم خلالها الطبيب سماعة أو أى أداة طبية، وسألنى عما أشعر به وأعطانى عددا من الحبوب لأتناولها قبل الأكل وبعده». «ترايكوسيد» 250 مجم، و«باراسيتامول» 500 مجم، هى العقاقير التى تصرف للأهالى عن طريق القافلة التى أرسلتها مديرية الصحة بالمحافظة. وانتقد الدكتور مجدى الصيرفى أستاذ الأمراض المتوطنة بقصر العينى عشوائية التشخيص، مؤكدا أن التيفود من أصعب الأمراض التى يمكن تشخيصها، وأن إعطاء هذه الأنواع من الأدوية يرجع فى الغالب إلى شك الطبيب فى احتمال إصابة الحالة بالمرض، وبذلك تعطى أدوية المضاد الحيوى وخافض الحرارة للوقاية والتخفيف من الأعراض. ولم تكن غرفة التحاليل بالوحدة الصحية لقرية البرادعة بعيدة عن الانتقاد، حيث أكد الصرفى أن التحاليل اللازمة لتشخيص مرض التيفود معقدة للغاية ولا يمكن إجراؤها فى معمل الوحدة الصحية ذى الإمكانات المحدودة التى لا تستطيع إجراء تحليل لمزرعة الدم والنخاع والبراز، مشيرا إلى ضرورة اللجوء إلى المعامل المركزية لوزارة الصحة. من جهة أخرى، أكد د.شريف محمد كامل، الطبيب بمستشفى حميات إمبابة أن عقار «ترايكوسيد» مجرد مطهر معوى، لا علاقة له بالميكروب المسبب للتيفود، والأمر ذاته مع عقار «باراسيتامول» مخفض الحرارة.