إبراهيم نصر الدين: القارة الأفريقية أصبحت مسرحا لعمليات الجماعات الإرهابية والعلاقات العربية الإفريقية دخلت مرحلة شديدة الخطورة «نصار»: المواجهة الأمنية للإرهاب تمنع وتحد ولكن لا تقتلعه ولابد من مواجهة ثقافية وفكرية وشعبية
قال الدكتور إبراهيم نصر الدين، أستاذ علم السياسة وأحد أهم علماء الفكر الأفريقي، إن "القارة الأفريقية أصبحت بدورها مسرحًا لعمليات العديد من الجماعات الإرهابية التي انتشرت من الصومال وكينيا شرقًا إلى مالي غربًا، ومن ليبيا شمالا إلى نيجيريا والكاميرون جنوبًا مرورًا بالعديد من الدول الأخرى". وأضاف نصر الدين، خلال افتتاح مؤتمر "الإرهاب وتأثيره علي العلاقات العربية الأفريقية" بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية أمس، أن هذا الانتشار كان له أثر سلبي مباشر على العلاقات بين دول شمال أفريقيا وبين دول جنوب الصحراء، وتابع: "جاء ادعاء هذه الحركات الإرهابية تبنيها توجهات "إسلامية"، وارتباطها بعلاقات تنظيمية مع بعض الحركات المتطرفة في الدول العربية إلى اعتبار الشمال الأفريقي مصدرًا لهذه الموجة من الإرهاب". وأوضح نصر الدين، مقرر المؤتمر، أنه زاد من أثر ذلك ارتباط تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية في أفريقيا جنوب الصحراء بالتطورات السياسية الأخيره التي شهدتها العديد من دول شمال أفريقيا، الأمر الذي أكد الصلة بين الظاهرتين، ومن هنا دخلت العلاقات العربية الأفريقية في مرحلة شديدة الخطورة تهدد بتفويض عملية التكامل القاري، وتوفر أرضًا خصبة لنشوب الصراعات بين الجانبين في المستقبل. وأشار إلى أن المؤتمر يناقش 4 محاور رئيسية، المحور الأول يهتم برسم خريطة الحركات والجماعات الإرهابية في أفريقيا من خلال دراسات حالة مفصلة لعدد من النماذج مثل حركة شباب المجاهدين في الصومال، وبشكل حرام في نيجيريا، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأنصار الدين في مالي، وغيرها، وتابع: إن الإرهاب ظاهرة عالمية تمثل الحركات التي تدعي اتصالها بالإسلام أحد نماذجها، ولم تغفل أوراق المؤتمر دراسة الحركات الإرهابية ذات المرجعية الأصولية المسيحية كجيش الرب في أوغندا وأنتي بالاكا في أفريقيا الوسطى، ورابطة إخوان الأفريكانزا في جنوب أفريقيا. والمحور الثاني يسعى لتقييم جهود مكافحة الإرهاب في أفريقيا بمستوياته المختلفة التي تبدأ بالمستوى الوطني مرورًا بالإقليمي، ووصولا لجهود القوى العالمية الكبري في مكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية. وأضاف نصر الدين: إن المحور الثالث يتناول البعد الاقتصادي لظاهرة الإرهاب سواء من خلال دور اقتصاديات التهريب والتجاره غير المشروعة في تغذيته، أو من خلال آثاره السلبية علي اقتصاديات الدول الأفريقية شمال الصحراء وجنوبها، بينما يدرس المحور الرابع للمؤتمر الآثار المحتملة لتفشي ظاهرة الإرهاب علي العلاقات العربية الإفريقية في أبعادها المختلفة. وقال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة أن الإرهاب أصبح موضوع حديث الساعة، ولا أتصور أن جيلا من أبناء البشر واجه تحديات خطيره كما يواجهها هذا الجيل، مؤكدا أنه لن تتقدم دولة في أفريقيا دون أن تتحد لمواجهة الإرهاب. وأضاف نصار أن حياة البشر تطورت من الأسرة والعائلة والقبيلة إلي الدولة، والأن يفرض الإرهاب عليها أن ترتد من الدولة إلي القبيلة إلي الأسرة، حيث أن الإرهاب يتوجه إلي تفكيك الدولة، فإستيراتيجية الإرهاب هو دهس الشعب وتفكيك الدولة، من خلال استخدام المقدسات الدينية في الإرهاب. وأكد نصار، على أن المواجهة الأمنية للإرهاب في أي دولة من الدول قد تمنع وتحد، لكن لا يمكن أن تقتلعه، ولابد أن تكون مواجهة ثقافية وفكرية وشعبية، ولا يمكن أن تواجهه سلطة بمفردها، ويجب مساعدة العلماء والدارسين، ونتمني أن ينتهي المؤتمر لدراسات وحلول وإجراءات تطبق على أرض الواقع.