يجري الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي محادثات في البيت الأبيض في واشنطن الثلاثاء يفترض أن تهيمن عليها الحرب على تنظيم «داعش». وكان العبادي الذي سيلتقي للمرة الأولى أوباما في البيت الأبيض صرح الاثنين بأنه سيطلب من الولاياتالمتحدة المزيد من التسليح والضربات الجوية في مواجهة التنظيم. وقال: "نريد زيادة كبيرة في الغارات الجوية وإمدادات السلاح". وصل العبادي إلى الولاياتالمتحدة بينما ما زال التنظيم الجهادي يسيطر على مناطق في العراق بما فيها الموصل ثاني مدن البلاد. لكن القوات العراقية التي أضعفتها الحروب وحالات الفرار ونقص التمويل تمكنت من صد تقدم تنظيم «داعش» باتجاه بغداد، إلا أنها تواجه صعوبات على جبهات أخرى. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تنظيم «داعش» خسر بين "25 وثلاثين بالمئة" من الأراضي التي كان يسيطر عليها منذ بدء الضربات الجوية من قبل التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، التي بلغ عددها 19 ألفا. وقال الكولونيل ستيفن وارن، المتحدث باسم البنتاغون، إن المناطق التي خسر تنظيم «داعش» السيطرة عليها تمثل من 13 ألفا إلى 17 ألفا كلم مربع خصوصا في شمال ووسط العراق، حسب المتحدث الأميركي. وأضاف وارن أن "تنظيم «داعش» يتراجع ببطء" ولكن "ستكون معركة طويلة"، ويولي أوباما أهمية كبرى لإضعاف وتدمير تنظيم «داعش» خوفا من أن تتحول الأراضي التي يسيطر عليها في سورياوالعراق إلى قاعدة انطلاق لعمليات إرهابية في المنطقة والعالم. وتقود الولاياتالمتحدة تحالفا دوليا يشن ضربات جوية على التنظيم ويقدم الاسلحة والتدريب للقوات العراقية، ويتوقع أن تركز محادثات الثلاثاء في البيت الأبيض على تحديد الخطوات المقبلة في المعركة. وكانت تكريت تعد اختبارا لقدرات القوات العراقية قبل هجوم لطرد الجهاديين المتطرفين من الموصل، لكن ووسط تشكيك في قدرة القوات العراقية على القيام بهذه المهمة، أعلن العبادي الأسبوع الماضي أن الخطوات المقبلة قد تكون في محافظة الأنبار. وتقول واشنطن أن الهجوم على الموصل "يجب أن يجري عندما تكون الاستعدادات كاملة لشنه ويجب ألا يكون مرتبطا ببرنامج زمني بل بالجاهزية". وصرح مسؤول أميركي أن هذا الهجوم "سيحتاج إلى قدرات كبيرة وبناؤها سيحتاج إلى وقت". وترى الحكومة الأميركية أن وصول العبادي إلى السلطة أدى إلى تغير الوضع في البلاد المهددة بالتوتر الديني خصوصا بينما كان قسم من المسلمين السنة الذين يشكلون عشرين بالمئة من سكان العراق، يشعرون بانهم مهمشون من قبل سلطات بغداد التي يهيمن عليها الشيعة مما دفع البعض منهم إلى تقبل -- وحتى دعم -- تنظيم «داعش». ولفت مسؤول أميركي إلى "أن حكومة العبادي مختلفة عن سابقتها بشأن تعاطيها مع كافة المسائل الهامة" مشيرا إلى الأزمة العميقة التي كانت تواجهها البلاد عندما كان نوري المالكي في الحكم. لكن معركة تكريت كانت ايضا مصدر توتر مع واشنطن عندما اعتبرت أن الفصائل الشيعية المدعومة من إيران أحيانا هي التي تقود الهجوم. وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام إن القادة العراقيين لا يريدون أن يكونوا "دمى" في يد إيران المجاورة، مؤكدا أن القوات العراقية يجب أن تتلقى أوامرها من بغداد وليس من طهران. وأيا تكن الاستراتيجية المعتمدة فإن استقرار البلاد ما زال مشروعا بعيد المنال، وقال مسؤول أميركي "إنها حملة طويلة الأمد". وأضاف "ستكون طويلة، طويلة، طويلة. يجب قطعا أن يبقى ذلك في البال".