انتهى استطلاع أجرى أخيرا فى المملكة المتحدة إلى أن نحو عشرة بالمائة ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و13 سنة فى بريطانيا يشعرون بالقلق من أنهم يدمنون مشاهدة الصور الإباحية. وشمل الاستطلاع شهادات من 700 طفل، ووجد كذلك أن واحدا من بين كل خمسة ادعى أنه لم ير صورا إباحية صدمته، وقال 12 بالمائة إنهم شا» التى نظمت الاستطلاع: «لم أظن أنه يؤثر فيَّ فى البداية، لكننى بدأت أنظر إلى الفتيات بشكل مختلف أخيرا وهو يصيبنى بالقلق. أود أن أتزوح فى المستقبل لكننى أخاف من عدم حدوث ذلك إن ظللت أفكر فى البنات بالطريقة التى أفكر بها فيهن الآن». أما أولياء الأمور فقد أصابهم الجنون هذا الأسبوع عندما كُشِف عن أن شركة «برازرز» تعرض فيلما يدور حول تلميذة فى محطة سكة حديد إيسكس التاريخية، وأن صحيفة «ذا ميرور» الشعبية نشرت رواية مذهلة من شابة هى فى السابعة عشرة من عمرها الآن تحكى فيها كيف أن استهلاكها للصور الإباحية فى سن الثالثة عشرة حول صديقها فى ذلك الحين إلى «وحش عنيف» وكاد يدفعها إلى الانتحار. هستيريا الصور الإباحية البريطانية هذه تطرح السؤال التالى: من الواضح أن المراهقين فى هذا العمر لا ينبغى لهم مشاهدة الصور الإباحية، لكن ما هى الطريقة الصحيحة لمنع ذلك؟ من السهل القول إن الصور الإباحية مشكلة وتتطلب وضع قيود صارمة على المحتوى مع وجود «فلاتر صديقة للأسرة»، وهو الأمر الذى أقره رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون. لكن هذا النوع من ردود أفعال الرقابة الآلية يمكن أن تخلق مشكلات أكثر من تلك التى تحلها. فهذه الفلاتر الصديقة للأسرة تحجب أكثر ما يزيد عن المواقع ذات التقدير XXX. يضاف إلى ذلك أنه حتى مع وجود الفلاتر الأسرية لا تزال الصور الإباحية موجودة. والأطفال الذين يرغبون فى العثور عليها سيجدونها. تكمن القوة الحقيقية فى أيدى الآباء وليس الحكومة التى تستخدم الرقابة لحل مشكلة شديدة التعقيد. يمكن لأولياء الأور أن يعلموا المراهقين كيف يستعدون لما يمكن أن يجدوه وهم يسيرون فى حارات طريق المعلومات السريع. وبينما لا يزال الجنس موضوعا محرجا وغير مريح بالنسبة لمعظم الكبار، فما زال البعض يحمر وجهه خجلا عند مجرد ذكر كلمة «جنس». وبالنسبة لأولياء الأمور هؤلاء، لابد أن مناقشة الموضوع مع أطفالهم أمر مرعب. لكن انتظار أن يقوم نظام التعليم بتعليم الأطفال الحقيقة غير المريحة الخاصة بالجنس أمر مضحك. إذ سيرى معظم اليافعين صورا إباحية وهم فى سن صغيرة. ولا يرغب الأطفال فى مناقشة أمور الجنس لأنهم يرونها محرجة. وربما ينبغى لنا أن نسأل أنفسنا لماذا؟ لأن الجنس مكون طبيعى لبقاء البشر. ولا ينبغى أن يكون هناك خجل من الحديث عنه. وبدون إجراء تجارب مناسبة تقوم على العلم سوف تظل آثار الصور الإباحية مجهولة. أيها الآباء والأمهات، تحدثوا إلى أطفالكم.