40 مصنعًا تقدم أسماكًا مملحة وآمنة للمصريين والعرب.. والأسعار من 30 إلى 75 جنيهًا للكيلو حفيد شيخ الفسخانية: النظافة والأمانة والالتزام بالشروط الصحية.. سر نجاحنا بالتزامن مع قدوم أعياد الربيع، تستعد مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، والمعروفة ب«عاصمة الفسيخ»، لتلبية احتياجات المواطنين خلال شم النسيم، بتصنيع أطنان من الأسماك تظل طوال الموسم محتفظة بأسعارها دون ارتفاع يذكر، حيث تتراوح الأسعار ما بين 30 إلى 75 جنيها للكيلو حسب نوع وحجم الأسماك. يعتبر أهالى نبروه، أن أعياد الربيع هى عيد خاص لأبناء المدينة، حيث تفتح مصانع الفسيخ والتى يتجاوز عددها ال40 مصنعا، أبوابها من الصباح الباكر لاستقبال الزبائن، فيما تعتمد عائلات بالكامل على الفسيخ كمصدر للدخل . «مش أى سمك مملح يبقى فسيخ، ومش أى مكان تشترى منه، هما نوعين بس اللى يصلحوا للتمليح الطوبار والبورى، وهما ليهم شكل معروف أى حاجة تانية متشتريهاش»، هذا ما أكده مندوه محمد شعير، الشاب الثلاثينى والذى يعمل فى مجال تمليح الفسيخ، وهى المهنة التى ورثها عن والده وأجداده، حيث يطلق عليه حفيد شيخ الفسخانية فى نبروه. ويضيف مندوه، أن السمك يجب تمليحه فى براميل خشبية وليست بلاستيكية، كون الخشب يقتل البكتيريا، مشيرا إلى أن مدينتهم باتت ذات شهرة كبيرة لقيامها بتصدير الفسيخ لعدد من الدول العربية، كما يتردد عليها المصريون من مختلف المحافظات نظرا لجودة أسماكها. يؤكد مندوه، أنه مع تطور السنين تطورت المهنة ذاتها، فلم تعد كبدايتها فى التصنيع، فقديما كان الفسيخ يتم تعليقه أو وضعه على الأرض لمدة يوم ثم تمليحه، وهى عملية تستغرق أسبوعا كاملا، أما الآن فقد اختلف الوضع مع ظهور إمكانيات حديثة، ف«النظافة والأمانة هى أساس الصنعة» بحسب قوله. ويضيف: «النظافة الكاملة واتباع قواعد وأصول المهنة والالتزام بالتعليمات الصحية هى سر نجاح نبروه مع الفسيخ، فعملية الصناعة تبدأ بشراء السمك من المزارع النظيفة وجيدة السمعة، خاصة التى تقدم للأسماك أجود الأعلاف المركزة، وأشهر المزارع التى يتم الشراء منها تقع فى بورسعيد وسهل الطينة ومنطقة رمسيس بالمطرية، وأرض المطار القديم بالجمالية دقهلية». وحول طريقة تصنيع الفسيخ، يقول مندوه: «صناعة الفسيخ لها عدة مراحل بسيطة وهى الحصول على السمك الجيد غير المجمد او الذى وضع ثلج عليه، ومن ثم غسله بالماء من الداخل والخارج مع التأكد من تنظيف الخياشيم تماما، ويوضع السمك فى براميل من الخشب ويرص بطريقة جيدة مع وضع الملح الخشن والذى يتم شراؤه من أماكن موثوق فيها ومعتمدة، وتزيد نسبة الملح فى آخر سطرين عند ملء البرميل وبعدها تبدأ مرحلة التخزين بتغطية البرميل بغطاء من الورق يربط بشدة لعدم تسرب أى شيء داخله، ليبقى مغلقا لمدة 21 يوما فى الصيف و30 يوما فى الشتاء ويتم تشغيل جهاز تكييف أو مراوح حسب الجو وإمكانيات المصنع، ليكون بعدها صالحا للاستهلاك الآدمي».