وصلت شحنة ثانية من المساعدات الطبية التي أرسلتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى اليمن، حيث يستمر تدهور الوضع مع استمرار الغارات الجوية والمعارك. وأفادت مصادر عسكرية وطبية وقبلية، السبت، أن 50 شخصًا قتلوا في معارك بين المتمردين الحوثيين والموالين للرئيس عبدربه منصور هادي في جنوب اليمن. فبعد مقتل 25 شخصًا في معارك، ليل الجمعة إلى السبت، بينهم ثلاثة مدنيين، قتل 13 متمردًا وأربعة من أنصار هادي في اشتباك أعقب كمينًا نصبه أنصار هادي للمليشيات الشيعية غرب عدن ثاني أكبر مدن البلاد، بحسب عناصر في "اللجان الشعبية" المؤيدة للرئيس اليمني. وقالت هذه المصادر، إن قافلة تضم 30 عربة تنقل متمردين اشتبكت مع "اللجان الشعبية" على بعد كيلومترين من عدن، مشيرين إلى أن الحوثيين كانوا يسعون إلى الدخول إلى حي تقع فيه مصافي النفط في عدن. وتعرضت مواقع للمتمردين لغارات جوية عدة، السبت، في اليوم ال18 للعملية العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران. واستهدفت طائرات التحالف مواقع عسكرية للمتمردين أو حلفائهم في صنعاء، بينها الأكاديمية العسكرية إضافة إلى محافظات صعدة وعمران (شمال) والحديدة (غرب) وشبوة (جنوب)، بحسب شهود. وقالت مصادر طبية، إن إحدى الغارات أوقعت ثمانية قتلى بين المتمردين في محافظة عمران. وحطت في صنعاء، السبت، طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر محملة ب35,6 طنًا من المساعدات الطبية ومعدات الإغاثة لمساعدة ضحايا النزاع في اليمن، ما رفع إلى 51,6 طنًا المساعدات التي وصلت إلى اليمن في يومين. وقالت الناطقة باسم اللجنة ماري كلير فغالي، لوكالة فرانس برس، إن "هذه الشحنة الجديدة تزن 35,6 طنًا بينها 32 طنًا من المساعدات الطبية، والبقية معدات لتنقية المياه ومولدات الكهرباء وخيام". وكانت طائرتان تحملان مساعدات طبية، الأولى تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر والثانية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف)، هبطتا في صنعاء، الجمعة، للمرة الأولى منذ بدء الحملة العسكرية الجوية في 26 مارس. وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في اليمن، إن "الشحنات الأولى من المساعدات الطبية التي وصلت إلى اليمن كافية للاستجابة للحاجات العاجلة.. لكن إذا استمرت الحرب بهذا النسق سنكون بحاجة للمزيد". وأوضحت أنه لأجل إيصال المساعدات إلى مختلف مناطق اليمن "نجري اتصالات مع كافة الأطراف على الأرض بهدف ضمان ممر (إنساني) آمن"، مشيرة إلى أن "شحنة مساعدة في طريقها من صنعاء إلى عدن". من جانبها، طلبت الأممالمتحدة، الجمعة، "هدنة إنسانية فورية لبضع ساعات" على الأقل يوميًا في اليمن؛ للسماح بنقل مزيد من المساعدات إلى البلاد. وبحسب منظمة الصحة العالمية، أدى التصعيد الأخير للنزاع إلى سقوط نحو 650 قتيلاً وأكثر من ألفي جريح. لكن الأرقام الحقيقية أعلى بالتاكيد لأن الكثير من الجثث لا ترسل إلى المستشفى بل يتم دفنها على الفور، بحسب الأممالمتحدة. ويسيطر المتمردون الذين انطلقوا من معقلهم في صعدة (شمال) على صنعاء ومناطق في وسط البلاد وغربها، إضافة إلى أجزاء من عدن التي فر منها الرئيس هادي ليلجأ إلى السعودية. وعلى المستوى الدبلوماسي، ينتظر وصول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، مساء السبت، إلى الرياض خصوصًا لبحث الوضع في اليمن. ويتوقع أن يؤكد مجددًا تضامنه مع "الرئيس الشرعي" لليمن عبد ربه منصور هادي، وعلى أن فرنسا "تقف إلى جانب شركائها في المنطقة من أجل استعادة استقرار اليمن ووحدته"، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي. من جهة أخرى، لم تتمكن طائرتان روسيتان من الهبوط، السبت، في صنعاء حيث كان من المقرر أن تجليا مئات المدنيين بينهم روس، حيث منع التحالف دخولهما المجال الجوي لليمن، بحسب موقع "فيستي" الإخباري. و"علقت" روسيا التي تنتقد العملية العسكرية في اليمن، أنشطة قنصليتها في صنعاء، بحسب ما أعلنت وكالة "ريا نوفوستي" السبت. يذكر أن البرلمان الباكستاني رفض، الجمعة، طلب السعودية مشاركة إسلام آباد في العملية العسكرية، داعيًا الحكومة الباكستانية إلى لزوم الحياد والتشجيع على حل سلمي للنزاع رغم العلاقات الوطيدة مع الرياض.