الفسيخ أكله موسميه يتناولها المصريون في عيد شم النسيم، فهى عادة قديمة فرعونية يتوارثها المصريون يطلق على صانعها الفسخاني. ماندوة محمد شعير،الرجل ذو التسعون عاما، ورث المهنة عن أجداده، فقد تجاوز عمله وعمل والدة وجدة منذ 120 فى مدينة نبروة التابعة لمحافظة الدقهلية، لذلك يطلق علية شيخ الفسخانية، وعمدة فسخانية نبروة. الرجل المسن، لا يزال يعمل بنفسه فى هذه المهنة، على الرغم من عمل أحفاده معه، بالإضافة إلى العمال فى مخازنه. يقول «مندوة» إن "شهرة نبروه في صناعة الفسيخ ترجع إلي أكثر من 100 عاما، وقد توارثنا المهنة أبًا عن جد، ونبروه كان بها أربع عائلات فقط يقومون بصناعة الفسيخ واليوم أصبح هناك أكثر من 40 مصنعًا يعمل فيها أكثر من 300 عاملا، بخلاف مئات العمال في مجال تربية الأسماك الخاصة بالفسيخ والموزعين. ويضيف «مندوة» أن "المهنة لم يطرأ عليها تغير بخلاف طرق التمليح والحفظ، حيث أصبح الآن يستعمل التكييف والمراوح والدفايات فى عملية التمليح على عكس الماضي حيث كانت تلقى الأسماك على الأرض لكى تمتص حرارة الشمس". ويوضح شيخ الفسخانية، أن "النظافة والأمانة والثقة هى سر تألق نبروه، وهناك بعض الأماكن خارج نبروه تقوم بشراء أنواع معينة من الأسماك لتصنيعها وهي لا تصلح للتمليح، وتباع على أنها فسيخ، أما هنا فنحن لا نستخدم الا الأسماك المعروفة، وهذا سر نجاح نبروة فى صناعه الأسماك المملحة"، مشيرا إلى "وجود شخصيات كبيرة تتوافد من كافة أنحاء مصر على المدينة لشراء الفسيخ".