تبدأ بسلطنة عمان يوم الأحد القادم - 5 أبريل - أعمال ندوة تطور العلوم الفقهية في نسختها الرابعة عشرة وتستمر أربعة أيام بمشاركة نخبة من علماء مصر و مختلف دول العالم. يتم تنظيم الندوة سنويا فى إطار التوجهات الإستراتيجية بعيدة المدى التى يدعو إليها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، والتي تستهدف نشر الفكر الإسلامى المستنير كما يشارك فيها لفيف من علماء سلطنة عُمان ووزراء الأوقاف والشؤون الدينية، ومفتيي الدول العربية والإسلامية ورؤساء الجامعات. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن الندوة تعقد هذا العام تحت عنوان «فقه العصر: مناهج التجديد الديني والفقهي»، وكانت الندوة قد عقدت فى العام الماضى في نسختها الثالثة عشرة تحت عنوان: "الفقه الإسلامي - المشترك الإنساني والمصالح"، وشارك فى أعمالها وفد مصرى رفيع المستوى ضم لفيف من علماء الأزهر الشريف تعبيرا عن العلاقات العمانية المصرية الوثيقة و تقدير السلطنة لدور الأزهر الشريف. وعقدت نسختها الثانية عشرة تحت عنوان: "فقه رؤية العالم والعيش فيه – المذاهب الفقهية والتجارب المعاصرة". وتقرر هذا العام استحداث خدمة الترجمة الفورية باللغة الإنجليزية، ونظام المتابعة الفورية الإلكترونية عبر النافذة الإلكترونية ليتم تلقي الأسئلة والاستفسارات من المشاهدين عبر العالم والرد عليهم فورا. وقال الدكتور سالم بن هلال الخروصي نائب رئيس اللجنة العمانية المنظمة للندوة: أنها سوف تستعرض مسيرة الاجتهاد الإنشائي في العصر الحديث ،كما تبحث منهج الاجتهاد المعاصر الذي يتم بموجبه وضع رؤية فقهية مستقبلية للموائمة بين الماضي والحاضر. وأكد الدكتور الخروصي على أهمية جهود علماء الإسلام في استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية عبر العصور في مدوناتهم وموسوعاتهم وما استحدثه الفكر الإسلامي منذ مجلة الأحكام العدلية التي صدرت في القرن الثالث عشر الهجري وبالتحديد في 1292ه والتي جمعت نتاج الفقهاء في مستجدات العصر من مختلف المذاهب، مشيرا إلى ظهور قضايا جديدة تحتاج إلى إعمال العقل الفقهي في القرن الحالي الخامس عشر الهجري (الحادي والعشرين الميلادي) نتيجة التسارع التقني والاجتماعي المحيط بالإنسانية مع الرغبة المستأنسة لجمع هذا النتاج في إطار إحياء التراث الفقهي ومراجعة الآلية الاستنباطية لتحفيز الهمم وإثارة العقل الفقهي كان كله دافعا إلى وضع هذا العنوان الدقيق «فقه العصر: مناهج التجديد الديني والفقهي». وأشار إلى أن التشريع الإسلامي في مجمله يعد روح الحياة لدى المسلم، إذ يوجه سلوكه ويحدد خيارات رؤيته المستقبلية وفق واقع حياته ومعطيات المجتمع من حوله، ولما كان عقل الإنسان متجددا وطموحه لا يقف عند حد كانت أدوات العصر المختلفة تتطور معه وفق التغيرات الاجتماعية والسياسية «المحلية والعالمية» ووفق معارف العصر وعلومه ومكتشفاته وكذلك ضرورات العصر وحاجياته، ولذا كان التشريع الإسلامي مرنا متجددا مع بقاء القرآن الكريم والسنة المطهرة المنبع الصافي اللذين يردهما المسلم في كل آن والثوابت التي يستقي منهما الأحكام في كل مستجد ونازل وما وضعه فقهاء الإسلام عبر مختلف الأزمنة من أصول لها دلالاتها لتعتبر أيضا قواعد تنظم حركة الفقه والاجتهاد فيه وعلى ذلك ظهر ما يسمى بالاجتهاد الإنشائي. وأضاف: إن الندوة تستعرض مسيرة الاجتهاد الإنشائي في العصر الحديث ومنهج الاجتهاد المعاصر الذي يتجدد به الدين الحنيف. وأوضح أن محاور الندوة تشمل، الأصول النظرية لفقه العصر والنظريات الفقهية والمسار الجديد، وفقه العصر ومناهج الاجتهاد المعاصر، وفقه العدالة في الإسلام من حيث إدارته في «مؤسساته ونظمه ومحاكمه» أو من حيث مضمونه في (مقاصده وشموليته الدولية وطرق إثباته والعلاقات بين الأفراد ومؤسسة القضاء). كما تشمل المحاور: فقه العصر في المجال الدولي، وفقه العصر في مجال الأسرة، و«فقه العصر في المجالات الجديدة".