أكد الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، أنه غادر صنعاء مكرها بعد سيطرة ميليشيات الحوثى على دار الرئاسة ومنزله ، واصفا ما حدث في صنعاء بأنه انقلاب عسكري مكتمل الأركان من جانب الحوثيين بعد تنصلهم من كافة التفاهمات السياسية . وقال «هادى» في أول خطاب له منذ وصوله عدن قبل شهر وبثه تلفزيوزن عدن مساء السبت ، إن انتقاله الى عدن ليس كما يروج له الإنقلابيون وحلفائهم .. بل جاء بهدف خلق ظروف مستقرة وآمنة تمكن المؤسسات الشرعية من ممارسة مهامها في تسيير أمور الدولة والمجتمع بصورة طبيعية خدمة لأبناء شعبنا في كل المحافظات . ووجه الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى في خطابه الشكر والتقدير للشعب اليمنى على موقفه الشجاع الرافض للمؤامرة الانقلابية على الشرعية الدستورية والوقوف الى جانب الشرعية الدستورية والوحدة والأمن ..وقال أن رفض الشعب للحصار والانقلاب ووقوفه صفا واحدا رافضا للحرب الأهلية والاقتتال الداخلي ومحفزا له للاستمرار في القيام بمهامه وقيادة السفينة لإنجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وصولا الى إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مدة زمنية محددة حتى يتمكن الشعب اليمني من تجاوز آلامه وجراحه سعيا الى بناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة. وأوضح أنه يشعر بحجم المعاناة والقلق لدى الشعب وصبره ورغبته في الاستقرار والنماء والبناء ومغادرة دوامات الصراع والعنف .. مؤكدا أن من واجبه كرئيس للجمهورية أن يعمل على تحقيق تطلعاته المشروعة وأن يعمل على لم الشمل ودعوة كافة القوى والمكونات السياسية بما في ذلك منفذي الانقلاب على الشرعية الدستورية الى الاتفاق على ما يحقق تطلعات أبناء الشعب ويجنبه ويلات الاقتتال . ودعا الرئيس هادي كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب الى العمل على الالتزام بما اتفق عليه اليمنيون جميعا من اتفاقات وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والعمل بصدق على الالتزام بتلك المرجعيات التي وافقت عليها كافة المكونات السياسية ووضع برنامج زمني محدد وواضح لتنفيذها تحقيقا لرغبات الشعب في الديمقراطية والوحدة والأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي لأن استمرار هذا الوضع سوف يؤدي الى كارثة اقتصادية ستفقد المواطنين قدرتهم على العيش والبقاء. وأضاف أن القضية الجنوبية أخذت حيزا كبيرا في مؤتمر الحوار الوطني وكان ابرز ما جاء في مخرجات الحوار هو وضع معالجات حقيقية لكافة بنودها وكذلك إعادة صياغة أسس الوحدة وبناء الدولة على أسس الدولة الاتحادية والتي تعتبر خطوة هامة في كسر مركزية الدولة وخطوة متقدمة على طريق تحقيق الشراكة لكل محافظات اليمن . وأكد الرئيس اليمنى أن استمراره في آداء مهامه كرئيس للبلاد ليس تشبثا بالسلطة كما يدعي البعض ولكن ذلك يأتي في إطار مسئولياته الدستورية في الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار البلاد والعمل على نزع الفرقة ونبذ العنف والوقوف ضد الدعوات الطائفية والجهوية والمذهبية والعمل على الحفاظ على الوضع الاقتصادي من الانهيار بسبب الممارسات اللا مسئولة التي قامت وتقوم بها مليشيات الحوثي المسلحة . وأكد ضرورة انسحاب كافة العناصر المسلحة واللجان المفروضة من قبل المليشيات المسلحة في كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية وسحب كافة العناصر المسلحة من العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى وإعادة كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة المنهوبة والمستولى عليها من معسكرات ووحدات القوات المسلحة والأمن الى المؤسسة العسكرية والعمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي كافة والعودة عن كافة الإجراءات التي تمت منذ الحادي والعشرين من سبتمبر والبدء الفوري بتنفيذ المرجعيات الخاصة بخارطة طريق العملية السياسية المتمثلة بما تبقى من استحقاقات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها كافة المكونات أثناء الحوار الوطني وأيدتها الدول العشر الراعية للمبادرة والأمم المتحدة ووضع زمن محدد لها . وأوضح أن تنفيذ هذه البنود يخلق بيئة مناسبة لعودة الأمور الى مسارها واستئناف العملية السياسية التي انحرفت عن طريقها كما يمهد الطريق لعودة الحكومة الى تنفيذ أعمالها حتى لا تنهار مؤسسات الدولة وينهار اقتصادها . وأدان الرئيس اليمنى التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مسجدي بدر والحشوش في صنعاء يوم امس والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء شعبنا وتقدم بصادق العزاء والمواساة لأسر الضحايا وأمنياته للمصابين بالشفاء العاجل . وأضاف إن مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية الآثمة ومن يقف ورائهم قد تجردوا من كل القيم الأخلاقية والإنسانية ولا تربطهم بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه ومبادئه السمحاء وكل الأديان السماوية أي صلة ، مشيرا الى أن تلك الأعمال الوحشية الإرهابية مدانة من كافة أبناء الشعب وسنبقى في عمل متواصل لمكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله . وتطرق الرئيس اليمني الى ما حدث في عدن أمس الأول ، وقال انه يعد استمرارا لعملية الانقلاب العسكري التي بدأت في صنعاء وقادها في عدن المتمرد عبد الحافظ السقاف ومن ورائه مليشيات الحوثي المسلحة والتي هدفت للانقلاب على الشرعية واستهدفت مطار عدن الدولي ومبنى المحافظة وأماكن أخرى وأحدثت حالة من القلق لدى أبناء عدن وهو الأمر الذي استدعى قيام وحدات القوات المسلحة ومساندة اللجان الشعبية لها بواجبها في التصدي لتلك المؤامرة وإحباطها وعودة الأمن والاستقرار الى مدينة عدن ومطارها وكافة مؤسساتها. ووصف الغارات الجوية على القصر الجمهوري بعدن بالعدوان الهمجي الأرعن لميليشيات مسلحة انقلابية سيقف الشعب اليمني بكل قواه ومكوناته سدا منيعا أمامه ..مؤكدا أن تلك الممارسات المجنونة واللا مسئولة لن تثنيه عن تحمل المسئولية حتى تصل البلاد الى بر الأمان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبال مران في صعدة بدلا عن العلم الإيراني. وأضاف أن التجربة الإيرانية الإثنا عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثيين ومن يساندها لن يقبلها شعب اليمن زيدي وشافعي وقال موجها كلامه لزعيم الحوثيين / كفى مغالطة الشعب اليمني يا عبد الملك الحوثي انت والذين يخططون لك وهم يعرفون من هم / . وطالب الشعب اليمنى بان يكون يدا واحدة في مواجهة العابثين بأمن واستقرار ووحدة بلاده والالتفاف حول الدولة ومؤسساتها والحفاظ على وحدته الوطنية بعيدا عن الدعوات الطائفية والمناطقية والمذهبية ..ودعا المكونات السياسية الى استشعار خطورة المرحلة والابتعاد عن الحسابات والنظرات الحزبية القاصرة والمشاركة بفعالية في الحوار الذي دعينا له في مقر أمانة مجلس التعاون الخليجي بالرياض للخروج بحلول تجنب اليمن الانقسام والعنف. ووجه هادى التحية الى رجال القوات المسلحة والأمن درع اليمن الحصين ودعاهم الى التمسك بالشرعية الدستورية وبالواجب العسكري والتلاحم والتفاني والانضباط والجاهزية، وتنفيذ تعليمات قيادتهم الشرعية .. وتعهد بالعمل قدر استطاعته على إصلاح مواطن الخلل في كافة المؤسسات وفي مقدمة ذلك الجيش والأمن لبناء مؤسسة وطنية . كما تقدم بالشكر لدول مجلس التعاون الخليجي كافة وفي المقدمة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على الدعم والمساندة للشعب اليمني سياسيا واقتصاديا وامنيا في مختلف المراحل وكافة الظروف ، كما توجه بالشكر والتقدير الى كافة الدول الرعاية للمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي على دعمهم السياسي والاقتصادي لليمن وكذلك كافة الدول العربية الشقيقة على رأسها جمهورية مصر العربية رئيسا وشعبا التي تقف الى جانب الشعب اليمني في محنته ولن ينسى أبناء الشعب كل من وقف معه وسانده. وأعرب عن تطلعه الى اليوم القريب للعودة الى العاصمة صنعاء العزيزة لممارسة مهامه بعد أن تزول كافة الأسباب التي أدت الى تركها .