كشف أول تحليل عام لآثار التسريبات الاستخباراتية من قبل المتعاقد السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي، إدوارد سنودن، عن أنها دمرت قدرة بريطانيا على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وأوضح التحليل الصادر من جمعية هنري جاكسون للأبحاث أنه من الصعب جدا اكتشاف المشتبه بضلوعهم في الإرهاب، إضافة إلى أن رسائل البريد الالكتروني المشفرة تستغرق وقتا أطول لاختراقها، بجانب أنه كان يجب إجهاض مراكز التنصت الحكومية بعد الكشف عن تسريبات سنودن. وأوضح تقرير المركز البحثي أن المشتبه بضلوعهم في الإرهاب أصبحوا يستخدمون الرسائل العادية بدلا من البريد الإلكتروني والهواتف المحمولة في ما وصفه أحد ضباط المخابرات الامريكية "بأهم" تغيير في السلوك الإرهابي منذ تم كشف ملفات سنودن في يونيو عام 2013. وقال روبن سيمكوس، كاتب التقرير معتمدا على مصادر استخباراتية "إن سنودن، من خلال الكشف عن المعلومات المتعلقة بتقنيات جمع المعلومات الاستخبارية، أضر بشدة العمليات الجارية". وأضاف "نظرا لأنها لم تعد تجرى بأمان بسبب الخوف من الاكتشاف، تم إيقاف عمليات جمع المعلومات." وتابع أن شركات التكنولوجيا أصبحت أيضا أقل استعدادا للتعاون في الطلبات المقدمة من الأجهزة الأمنية للحصول على معلومات الاتصالات الخاصة. ونقلت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية عن مسؤول أمني بريطاني قوله "إنه بسبب تسريبات سنودن أصبحت وشركات التكنولوجيا أقل ارتباطا بأجهزة الأمن بعد سنوات من كونها مفيدة في حدود القانون". وقال مسؤول آخر إن المواطنين سيصابون بصدمة عندما يعلموا كم قلت قدرة الدولة على اتخاذ إجراءات لحمايتهم بسبب تصرفات شركات التكنولوجيا الكبيرة في تقديم التشفير التلقائي. يذكر أن وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، قالت أمس للجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم إن سنودن تسبب في أضرار وأعاق الأجهزة الأمنية، مضيفة أنه "سيكون من العدل أن نقول أن تأثيره تخطى وكالات الأمن في المملكة المتحدة".