م يثن حكم بطلان قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، وإيقاف عملية الانتخابات البرلمانية، مؤقتا، عددا من المرشحين المحتملين لمجلس النواب، عن تحركاتهم الميدانية مع أهالى دوائرهم، إذ أكدوا عزمهم على الاستمرار فى مشوارهم الانتخابى، من حملات طرق أبواب الناخبين، وجلسات التعارف والمقابلات، لحين تحديد اللجنة العليا للانتخابات الخريطة الزمنية البديلة لمواعيد الانتخابات. «سأعمل على استغلال فترة تأجيل الانتخابات فى تكثيف نشاطى الميدانى، عن طريق عقد جلسات مع التجمعات الشبابية وإقامة الفاعليات الخاصة بتقديم الخدمات العامة للدائرة » يقول شادى العدل، المرشح المستقل عن دائرة الزاوية الحمراء والشرابية، غير عابئ بالتأثير السلبى لحكم المحكمة الدستورية الذى عطّل الاستحقاق الثالث. ويرى العدل، مؤسس تيار البديل الحر، الذى يتبنى شعارات ثورتى 25 يناير و30 يونيو، أن تأجيل الانتخابات منحه فرصة ذهبية لتوطيد علاقته بأهالى دائرته، وسيسعى جاهدا لتنظيم الوقت من الآن؛ لاستثمار فترة التوقف فى تعبئة المؤيدين. يتفق مع العدل عدد كبير من المرشحين المحتملين لمجلس النواب، ولاسيما الذين لم يسرفوا فى الدعاية الانتخابية بدوائرهم منذ فتح باب الترشح، كما ظهر فى الدوائر التى غمرت شوارعها لافتات الدعاية، إذ يرون أنهم لم يتكبدوا خسائر مادية كبيرة تدفعهم لانتظار فتح باب الترشح، ووضوح الرؤية بخصوص مواعيد الانتخابات. وحرص بعض المرشحين، من خلال صفحات حملاتهم الانتخابية، على مواقع التواصل الاجتماعى، أن يجددوا الثقة فى نفوس مؤيديهم، وهو ما تبناه مجدى حمدان، مرشح فردى عن دائرة إمبابة، إذ كتب: عند قرار المحكمة بتأجيل الانتخابات، فأود أن أشير إلى أننى موجود معكم وأن تأجيل الانتخابات أو انعقادها لم يكن مؤشرا لعلاقتى بكم.. وإن شاء الله مستمر فى الزيارات والمقابلات ومراعاة شئون الدائرة». الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، إنما يشير العدل إلى استمرار العمل داخل المقار الانتخابية، التى شرع فى تدشينها الأيام الماضية، كى يوفر الدعم اللوجيستى لأعضاء حملته فى التحرك بين المواطنين. المرشحون قالوا إنهم لن يكتفوا بالتواصل مع أهالى دائرتهم فحسب، إنما سيلجأ آخرون لتدشين مؤسسات اجتماعية، هدفها التواصل المباشر مع الأهالى، واستقطاب عدد كبير من شباب المنطقة لصفوف الحملة الانتخابية، مثلما يسعى محمد أمين، المتحدث باسم حزب المحافظين، المرشح المحتمل عن دائرة المعادى. يقول أمين، 27 عاما، الذى يخوض الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى، «الحملة لم تكن قد انطلقت، ولكننا نستغل التأجيل فى تدشين مشروعات اجتماعية مثل المؤسسة الخدمية التى اعتزم المشاركة فيها لخدمة أهالى المعادى، هدفها إثبات تواجدنا، دون النظر إلى مواعيد الانتخابات». وفى دائرة الجمالية، أبدى المرشح أحمد الحلو ترحيبه بقرار المحكمة الدستوية العليا، وقال ل«الشروق» إنه من الأفضل بالفعل ضمان دستورية جميع النصوص المنظمة للعملية الانتخابية من البداية حتى لايتم حل المجلس بعد تشكيله بوقت قليل. وأضاف الحلو أنه بالحديث عن الاستعدادات الانتخابية فإن القرار لن يؤثر على أحد، فمن يثق فى أرضيته وشعبيته لدى الجماهير لن ينال منه سقف زمنى طال أو قصر، أو حتى حدث تغير فى تقسيم الدوائر، لافتا إلى انه على باقى المرشحين استغلال تلك الفترة ل«إحداث تغيير» فى الخطاب الانتخابى الذى يروجونه، وعليهم عدم الاكتفاء بكلام سطحى وحديث خال من الجدية عن خدمات وهمية، وإنما تجهيز ضمانات حقيقية وبدائل للمشاكل والأزمات بما يخدم مصر. فيما أكد شادى خفاجة القيادى بتحالف شباب الجمالية أنه فى كل الاحوال ومهما تغيرت معطيات الامور سياسيا من حولهم، فإنه بالاشتراك مع عدد كبير من شباب حى الجمالية سيسعون للحد من «الظواهر السلبية» والتصدى لسماسرة الانتخابات، معتبرا أن ماحدث فرصة لمزيد من «إعادة تقييم» الأوضاع، ليجدد المرشحون خططهم ويعيد الناخبون ترتيب أولوياتهم واختياراتهم المقبلة.