شارك آلاف الروس فى تأبين السياسى المعارض بوريس نمتسوف الذى اغتيل قرب الكرملين فى قلب العاصمة الروسية أمس الأول، وذلك بوضع أكاليل الزهور واشعال الشموع فى المكان الذى قتل فيه. ووفق هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى"، تم تحويل مسيرة للمعارضة كان نمتسوف قد دعا اليها فى موسكو إلى مسيرة لتأبينه، أمس، بعد يوم من وصف الرئيس فيلاديمير بوتين، لعملية الاغتيال بأنها "خسيسة وقذرة"، ووعد بالاقتصاص من القتلة. ولكن حلفاء نمتسوف السياسيين يقولون إنه راح ضحية عملية اغتيال سياسية لها علاقة بمعارضته لسياسات بوتين ولاسيما فيما يخص الأزمة الأوكرانية. ورفع المشاركون فى التأبين أمس، لافتات كتب عليها "كلنا نمتسوف"، وهو شعار اشتهر عقب الهجوم الذى تعرضت له مجلة "شارلى إبدو" الساخرة فى باريس. وقال أحد الحاضرين، ويدعى الكسندر بادييف: "لا يوجد أى شك بأن بوتين هو الذى أمر بهذا. فقد بينوا لنا المصير الذى ينتظر اولئك الذين يقفون ضدهم". من جانبه، قال الناشط المعارض مارك جالبرين: "يخشى الناس تأييد حركتنا، فالناشطون المعارضون يتسلمون رسائل تهديد كل يوم، وبوريس لم يكن حالة استثنائية. ولكنهم لن يوقفوننا". وقال زعيم حزب يابلوكو السابق جريجورى يافلينسكى: "المسئولية السياسية لهذه الجريمة تقع على السلطات وعلى الرئيس بوتين شخصيا". فيما شارك عدد من السفراء الأوروبيين بوضع أكاليل الزهور. وقال السير تونى برنتون السفير البريطانى السابق لدى روسيا لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" إن "جوا من الهستيريا السياسية يسيطر على روسيا يشجع على ظهور جماعات يمينية مكونة من عسكريين سابقين. من الممكن جدا أن تكون جماعة كهذه مسئولة عن اغتيال بوريس". من جانبها، قالت اللجنة التى تولى التحقيق فى الجريمة إنها تنظر فى عدد من الدوافع الممكنة منها معارضة نمتسوف للحرب فى أوكرانيا وحياته الخاصة والسياسية والتطرف الاسلامى واحتمال أن يكون اغتياله محاولة لزعزعة استقرار الدولة. وتشير تقارير إلى أن نمتسوف كان يعدّ وثائق تتعلق بالتدخل العسكرى الروسى المزعوم فى أوكرانيا. وكان نمتسوف تولى منصب النائب الأول لرئيس الوزراء إبان حقبة الرئيس بوريس يلتسين فى تسعينيات القرن الماضى، ولكنه اختلف مع الرئيس بوتين وأصبح من معارضيه.