في ندوة عن "تطور أساليب الدعاية الإرهابية بين الواقع والخداع"، قال الإعلامى يسري فودة إن الحوار الحقيقى لمواجهة الإرهاب لم يبدأ بعد فى مجتمعاتنا، ويجب علينا البحث جديًا فى كيفية التعامل مع الإرهاب، مضيفا أنه لا يجب إطلاق مصطلح الدولة الإسلامية بالشام والعراق على تنظيم داعش في وسائل الإعلام، ولكن يجب تسميتهم "داعش" فقط. الندوة التى نظمتها كلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية أمس الأول، بالتعاون مع مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والإلكترونية، أضاف فيها فودة " علينا أن نعرف كيف نجفف منابع الارهاب، وأن نعرف الفرق بين استغلال جو إرهابي داخل وخارج مصر، بدون البحث جديا عن كيفية التعامل معه، لتحقيق أغراض سياسية ، بحسب قوله . وأوضح فودة أن البعض من الشباب ينضم لتنظيم داعش بهدف إثبات النفس، لافتا إلى أن تنظيم القاعدة كان يصدر له مجلة باللغة الإنجليزية، تصدر كل 3 شهور، وكان وراءها شخص أمريكى الجنسية، وكان هدفها تجنيد شباب من الغرب. وقال فودة " يجب أن لا يكون مهمتنا وتفكيرنا كله الآن ، هل فيديوهات داعش حقيقية أم لا ؟، فالمشكلة الأساسية أننا أمام إرهاب حقيقي، ولابد من عمل جبهة للوقوف ضد هذا الارهاب، ولن تتشكل هذه الجبهة الإ في مجتمع يتحقق فيه الحد الأدنى من التوافق، لافتا إلى أن هناك ارهابا في المنطقة العربية، وإرهابا داخل مصر وخارجها. وأشار فودة إلى وجود أصوات كثيرة على الساحة تطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتدخل، والقضاء على تنظيم داعش، قائلا "يجب التفريق بين الرغبة والقدرة، فأدوات السياسة الخارجية والعسكرية للولايات المتحدةالأمريكية من وجهة نظري غير قادرة على القضاء على داعش ، والدول العربية هى الوحيدة القادرة على القضاء على داعش، ولكن للأسف الدول والشعوب العربية أصبحت مهلهلة "، وتابع " رغم وجود الإرهاب في المنطقة العربية وفي مصر إلا أن الطريقة التى تتم بها مواجهة هذا الإرهاب ليست الطريقة المثلى" بحسب قوله. وحول رأيه في هل الإعلام يساعد في نشر فيديوهات داعش أم يمنع تداولها أجاب فودة "لابد من عمل كل المحاولات لإقناع الناس بوجود إعلام محترم يثق فيه، فضلا عن المعايير التى تحكم الذوق العام، وأن هناك خطا بين توصيل الرسالة الخبرية وإرسالها للمتلقي بالشكل المهنى، لبناء جسور الثقة بين الإعلامي والجمهور. ومن جانبه قال وزير الخارجية السابق نبيل فهمى "هناك محاولات لترهيب وتضخيم من قوى إرهابية إذا لم تكن حقيقية، وتحتوى رسائل هذه الجماعات الإرهابية على "هنعمل اللى هنعمله بشكل غير إنسانى" مضيفا "أنا مؤيد عملية القصف الجوى التى قامت بها القوات المسلحة ضد داعش". وأضاف فهمى "لو حملنا الغرب مسئولية داعش ، فلابد في النهاية أن تكون الدول العربية الطرف الرئيسي في السعى لحلها، فالعالم العربي عليه أن يقود تلك المواجهة، وليست شرطا أن تكون مواجهة عسكرية فقط ، وإنما مواجهة بشكل صريح، وتابع "على الدول العربية أن تفصل بين قضايا الإرهاب، والقضايا الإقليمية ، فيجب أن لا يكون هناك اختلاف بين الدول العربية في مواجهة الإرهاب. فيما كشف المخرج السينمائي شريف مندور عن الأخطاء الموجودة في بعض الفيديوهات التى بثها تنظيم داعش الإرهابي، والتى تحتوى على خدع ومشاهد غير واقعية، منها فيديو حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، وفيديو ذبح ال21 مصريا في ليبا، وإعدام البشرمكة في العراق، . وقال المخرج شريف مندور إن عدونا ليس داعش، فكيف ظهر هذا التنظيم بكل هذه القوة والاحترافية خلال 5 شهور، وتابع المخرج أن الإرهاب الحقيقي هو نشر الفيديوهات التى تبثها الجماعات الإرهابية لتنظيم داعش والتسويق لبيع فكرة التخويف والترهيب ، حيث ترتكب وسائل الإعلام جريمة في نشر هذه الفيديوهات، التى كسرت حاجز البشاعة لدى المواطنين ، وأصبح رؤية مشاهد العنف والقتل شىء عادى لدى الأطفال والمواطنيين، بحسب قوله . فالبنسبة لفيديو حرق الطيار الأردنى قال شريف مندور " الفيديو خادع ، وبه أخطاء منها ارتداء معاذ الكساسبة بدلة تحت البدلة الحمرا، وعدم تصوير الفيديو ب6 كاميرات كما يشاع، وهو يؤكد حدوث مونتاج وstop أثناء تصوير الفيديو، كما يحدث في المشاهد السينمائية، مضيفا "معاذ الكساسبة لم يأخذ أى رد فعل طبيعى لأى إنسان تقترب منه النار، لافتا إلى أن النار التى ظهرت ليست حقيقية ويمكن عملها من برامج الفوتو شوب كما يحدث في الأفلام . وفيما يتعلق بفيديو ذبح ال21 مصريا في ليبيا، وفيديو إعدام البشرمكة في العراق قال شريف مندور " فيديوهات داعش تعتمد على التصوير الدرامي ، قائلا " وفقا لعملى في الإخراج فهناك نوعان من التصوير وهما التصوير التوثيقي ، وهو تصوير الحدث كما هو دون تدخل من صاحب الحدث، والنوع الثانى من التصوير هو الدرامى، يتم فيه التدخل لصناعة الفيلم ووضع أداء وحركة ممثلين. وأوضح مندور أنه من خلال تحليله للفيديوهين وجد اختلافا بين مقاتلى ال21 مصريا في ليبيا ، وبين مقاتلى البشرمكة والاختلافات كالآتى " في فيديو ذبح 21 مصريا في ليبيا ، ارتداء القائد ماسك على الوجه ضد الحر رغم أن الجو الآن شتاء ، قائلا " من عملى كمخرج هناك نوعان من الماسكات ، والماسك الذي ظهر فيه القائد ضد الحر ومن شركة "يو إس باتيو" . وأضاف مندور أن مرتكبي الجريمة ارتدوا جوندات وزى وجزم موحدة ، وكانوا طوال القامة إضافة إلى صوت البحر غير الواقعى، وبمقارنة هذا الفيديو مع فيديو إعدام البشرمكة سنلاحظ أن مقاتلى داعش الأصليين ليسوا طوال القامة ولم يرتدوا زى وجزم موحدة، بل حاولوا تقليد فيديو ذبح المصريين ولكن وقعوا فى أخطاء أيضا بحسب قوله.