بعد 788 عاما من غرقه في نهر الفرات، وهو يحاول الفرار من جنود المغول الذين غزوا إمبراطوريته عام 1227، ثم يرقد جثمانه مدفونا بالقرب من ضفاف نفس النهر الذي ابتعلته مياهه، يظهر اسمه من جديد على الساحة السياسة، بأمر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي حرك عشرات الدبابات والمركبات ومئات الجنود داخل الأراضي السورية؛ لنقل رفات جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية السلطان سليمان، إلى أنقرة، خوفًا عليها من تنظيم «داعش»، الأمر الذي اعتبرته السلطات السورية تعديًا سافرًا على أراضيها من الجانب التركي. وبالأرض التي تقع تحت سيادة تركيا رغم أنها خارج حدودها والمسماه «ترك مزاري» في قلعة «جعبر» داخل الأراضي السورية بمسافة عشرين كيلومترا، ظلت رفات «سليمان شاه» مدة تقترب من ال 800 عام دون حراك. وفرضت تركيا سيطرتها على الأرض الحاضنة للضريح الذي يبعد مسافة 35 كم عن أراضيها بعد إبرام معاهدة أنقرة بين تركيا وفرنسا في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا سنة 1921، ومنذ ذلك الحين يقوم على تأمينه حرس خاص من الأتراك بلغ عددهم 40 جنديا يتم تغييرهم بانتظام. في الثانية عشر صباح اليوم كان «شاه» على موعد مع رحلة غير متوقعة قطعها إلى أنقرة حين دخل لسوريا 39 دبابة و57 عربة مدرعة و100 عربة، و572 جنديا، لتصل تلك القوات إلى الضريح في حدود الساعة الثانية عشر والنصف صباحا – وفقا لتصريحات وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو، ونقلتها عنه وكالة أنباء الأناضول، ليستقر في أنقرة مؤقتا. «عملية النقل تمت بسبب الخطر الشديد المحدق بالضريح»، هكذا وصفت الخارجية التركية عمليتها بالأراضي السورية صباح اليوم، لنقل الضريح الذي رأت أنقرة أنه يقع تحت التهديد مع تقدم مقاتلي "داعش" في شمال سوريا واشتباكهم مع مقاتلين أكراد على الحدود التركية. وتعد هذه النقلة التي قطعها الضريح ليست الأولى ففي عام 1973 نقل الى منطقة أخرى على شريط من الأرض ناتئ في ماء نهر الفرات قرب قرية قرة قوزاك على بعد 25 كم داخل محافظة حلب بعدما كادت مياه سد الفرات أن تغمره. عملية نقل رفات السلطان سليمان من الأراضي السورية لأنقرة اعتبرتها زارة الخارجية السورية عدوان سافر على أراضيها، قائلة في بيان رسمي لها نشرته وكالة الأنباء الرسمية «بأنه بالرغم من قيام وزارة الخارجية التركية بإبلاغ القنصلية السورية في اسطنبول عشية هذا العدوان بنيتها نقل ضريح سليمان شاه إلى مكان آخر، إلا أنها لم تنتظر موافقة الجانب السوري على ذلك، كما جرت العادة وفقا للاتفاقية الموقعة العام 1921 بين تركيا وسلطة الاحتلال الفرنسي آنذاك». وأضافت الخارجية السورية، «أن ما يثير الريبة حول حقيقة النوايا التركية أن هذا الضريح يقع في منطقة يتواجد فيها تنظيم (داعش) الإرهابي في محافظة الرقة والذي دمر المساجد والكنائس والأضرحة، لكنه لم يتعرض لهذا الضريح، الأمر الذي يؤكد عمق الروابط القائمة بين الحكومة التركية وهذا التنظيم الإرهابي». فيديو عملية نقل ضريح سليمان شاه