قال المفتي العام للقدس والديار المقدسة الفلسطينية محمد الحسيني إن الوحدة الوطنية هي أساس الدفاع عن المقدسات وخط الحماية الأول في التصدي لما يتعرض له المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الإعلام اليوم الإثنين في رام الله، تحت عنوان "انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية واستخدامها كورقة انتخابية لحكومة الاحتلال وأحزابه". وشدد الحسيني على أن جميع المصليات والقباب والأبواب والمنافذ والمرافق والمصاطب هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، والبالغة مساحته 144 دونما، وهكذا يعرفه المسلمون وتُعرفه كتب الفقه، وكذلك لجنة "شو" البريطانية، وأن الحفريات الإسرائيلية المستنكرة والمدانة ما هي إلا إدعاءات بوجود آثار ومقدسات يهودية تحت المسجد الأقصى، وتأتي في سياق تشجيع وتطوير السياحة والاقتصاد لدى الإسرائيليين، وجلب السياح والمزيد من يهود العالم إلى فلسطين. وأكد أن اعتداءات واستفزازات الإسرائيليين حكومة وشعبا، لا تعطيهم حقا في المسجد الأقصى، ولن تعطيهم الحق فيه مهما حاولوا، وقد سبق لهم الاعتداء على الأقصى في العام 1996 وتصدى لهم الشعب الفلسطيني، في ما عرف ب "هبَّة النفق"، وكذلك في العام 1999 حين حاولوا وضع حجر الأساس لهيكل سليمان المزعوم، وتصدى لهم المرابطون في مواجهات أسفرت عن 20 شهيدا، ثم جاءت محاولة نتنياهو تدنيس باحات الأقصى في أيلول 2000 والتي أسفرت عن الانتفاضة الثانية المباركة، وانطلقت من باحات الأقصى، دفاعا عن الأقصى في وجه كل المحاولات التي ترمي لانتهاكه والسيطرة عليه، واستفزاز مشاعر المسلمين. وأوضح أن ما تناقلته الأخبار في وسائل الإعلام حول نية رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو اقتحام الحرم الإبراهيمي، هو دعاية انتخابية له ولحزبه، حيث دأب الزعماء اليهود قبل أي انتخابات تدنيس أماكن ومقدسات إسلامية، وارتكاب مجازر بحق شعبنا، ليصنعوا ورقة رابحة لأحزابهم في الانتخابات، وهي أوراق رخيصة. وأشار إلى أن إسرائيل متخوفة من اقتحام نتنياهو للحرم الإبراهيمي الشريف، لأن شعبها وقيادتها يدرك حجم إيذاء مشاعر المسلمين، ويعرف تماما أنه ملك للمسلمين وحقهم، وأنه من هنا يبدأ اللعب بالنار، من نقطة تدنيس المقدسات وأماكن العبادة، وعلى إسرائيل تحمل النتائج. وقال "إن القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، والمستوي السياسي يجري اتصالات دائمة ومكثفة، مع القيادات السياسية العربية والدول الصديقة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، لتذكيرهم بدورهم وواجبهم تجاه المقدسات الإسلامية، وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى". ودعا للاستمرار في الهبات الشعبية والرباط، حيث أثبت الشعب الفلسطيني أنه قادر على ردع الاقتحامات الصهيونية وإفشالها.