النافذة الضيقة المفتوحة لتلقي طلبات التوظيف، لاتسع آلاف المتقدمين الذين تزاحموا بشارع رستم في جاردن سيتي، آملين في الحصول على وظيفة فرد أمن بشركة التعاون للبترول. شروط الوظيفة التي أعلنتها الشركة منذ أسبوعين، هي أن ألا يتعدي المتقدم 30 سنة وقت التقدم، وأن يكون حاصلا على الإعدادية أو بأقصى تقدير دبلوم فني صناعي، وأن يكون أدي الخدمة العسكرية ولم يحصل على معافاة منها، أي يكون متدربًا على حمل السلاح وكيفية إستخدامه. رغم الراتب الضئيل الذي أعلنت عنه الشركة، 600 جنيهًا شهريًا لمدة عام شرط الالتزام بالمواعيد، ووعد بزيادته بعد سنة، فإن الإعلان اجتذب أضعاف أضعاف العدد المطلوب، ففي حين تحتاج الشركة إلى 50 موظفا فقط، يتقدم للوظيفة مئات من الشباب يوميا، قادمين من أقصى شمال مصر لأقصى جنوبها. "الواحد يروح فين لا شهادة نافعة ولا كورسات، أعمل إيه"، هذا ما قاله أحمد إبراهيم، الشاب الثلاثيني المحبط من شروط التقديم، حصل أحمد على بكالريوس تجارة عام 2009 من جامعة عين شمس، وحتى الآن لم يحصل على وظيفة. وتقدم اليوم لوظيفة فرد أمن بالشركة، ليفاجأ بالرفض، حيث أن الشركة تشترط ألا يكون المتقدم من حاملي المؤهلات العليا، وهو الشرط الذي اكتشفه المئات من المتقدمين مصادفة. أما ياسر عيد عبد الفتاح، 28 سنة، جاء من الفيوم كي يفوز بفرصة العمل، وانطبقت عليه كافة الشروط. رغم ذلك، فإن غياب التنظيم وصعوبة الوصول لشباك الموظف المسؤول عن تلقي الطلبات، أجبرته على السفر للقاهرة يومين متتاليين، يزاحم المتقدمين، ويدافعهم، ويقفز فوق السور الحديدي، حتى يصل بمظروف الأوراق للشركة. الحاج سعيد الذي كست التجاعيد وجهه بحكم السن، أتى من أبو حماد بالزقازيق، من أجل التقديم لابنه وحيد أحمد، حيث يبحث إبنه عن عمل بالإسكندرية، في حين يتقدم هو لإبنه بوظيفة في القاهرة، «حد دلوقتي لاقي وظايف في الحكومة، أدينا بنسعى وربنا بيكرم». أحد مديري محطات التعاون، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأنه ليس من المصرح له الحديث مع الصحفيين، قال ل«الشروق»، إن "أعداد المتقدمين فاقت الخمسة آلاف طلب ومازالت الطلبات مستمرة حتى نهاية اليوم الخميس، آخر أيام التقدم للطلبات، وسيتم الإعلان عن النتائج يوم 26 فبراير الجاري". وعن وجود «واسطة» أو المحسوبية، أكد أنه قدّم الأوراق الخاصة بشقيقه لرئيس الشركة ولكن تم رفض الطلب بسبب تعدي شقيقه السن المسموح بشهر واحد، «رغم إن المدير حبيبي»، مضيفًا «الرواتب كويسة وتفتح بيوت».