قال مسؤولون إن "إطلاق الصاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس اكسبلوريشن تكنولوجيز (سبيس اكس) للفضاء حاملا قمرا صناعيا أمريكا للأرصاد الجوية ألغي قبل دقائق من إطلاقه أمس الأحد بسبب مشكلة فنية". وكان من المقرر إطلاق الصاروخ من قاعدة كيب كنافيرال في ولاية فلوريدا مساء أمس، ولكن قبل 2.5 دقيقة من إطلاق الصاروخ طرأت مشكلة في نظام رادار القوات الجوية وهو أمر ضروري لمتابعة إطلاق الصاروخ. وقال مسؤول في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن "الفرصة التالية لإطلاق الصاروخ ستكون في مساء اليوم الاثنين". ويحمل صاروخ الدفع جهازا يعرف باسم (مرصد الفضاء السحيق للمناخ) الذي تشارك في ملكيته ناسا والادارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي. وكان من المتوقع أن يحل (مرصد الفضاء السحيق للمناخ) محل قمر صناعي أمضى 17 عاما في الفضاء كانت مهمته تنحصر في مراقبة العواصف الشمسية الخطيرة المحتملة. والعواصف الشمسية عبارة عن موجات جارفة من الجسيمات المشحونة كهربيا التي تنطلق من الشمس وتسمى أيضا (كتلة الهالة الشمسية المنبعثة) يمكنها التشويش على النظام العالمي لتحديد المواقع (جي.بي.اس) وإشارات الأقمار الصناعية الأخرى وتعطيل الاتصالات اللاسلكية والتأثير على شبكات القوى الكهربية على الأرض. وقالت كاثرين سوليفان المديرة في الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي ورائدة الفضاء السابقة "نعتقد أن مرصد الفضاء السحيق للمناخ مركبة لرصد الطقس تستشعر أولا انفجارات الرياح الشمسية والمجالات المغناطيسية المقترنة بها والتي تنطوي على قدر من الخطر". وعقب الاطلاق سيستغرق المرصد أكثر من ثلاثة أشهر للوصول إلى مداره الفعلي حول الشمس على مسافة 1.6 مليون كيلومتر تقريبا من الارض. وكانت المهمة الأصلية للقمر الصناعي -التي كان يتبناها آل جور النائب الاسبق للرئيس الأمريكي آنئذ- هي تقديم صورة شبه مستمرة لكوكب الأرض يمكن نشرها على شبكة الانترنت في محاولة لرفع الوعي البيئي وهي تشبه إلى حد كبير صور القمر الصناعي أبوللو 17 للأرض في مطلع سبعينات القرن الماضي. وهذا القمر الصناعي -الذي سمي آنذاك تريانا أو (جور سات) كان من المقرر إطلاقه في مهمة للمكوك الفضائي المشؤوم كولومبيا عام 2003 لكن الرحلة ألغيت وتم تخزين القمر الصناعي بعد دخول الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش البيت الأبيض. وبعد عشر سنوات من ذلك تقرر تجديد القمر الصناعي تريانا وسمي مجددا (مرصد الفضاء السحيق للمناخ) لرصد الشمس. وعلاوة على تزويده بمعدات لدراسة الرياح الشمسية فلديه جهازا استشعار لمراصد علوم الارض التي تراقب الأبخرة المتصاعدة من البراكين من الفضاء السحيق فضلا عن قياس غاز الاوزون ومراقبة موجات الجفاف والفيضانات والحرائق. وسيقوم القمر الصناعي ايضا بالتقاط صور للأرض يجري بثها على الانترنت كل 24 ساعة ليتحقق جزئيا حلم جور. وقال جور الذي كان في مركز كنيدي للفضاء لمراقبة عملية الإطلاق إن "فرصة كل رجل وامرأة وطفل يعيش على الأرض لمشاهدة، منزله في إطار كل ذلك يمكن أن يضيف إلى طريقتنا في التفكير بشأن علاقتنا بالأرض".