تتعدد خيارات الادخار البديلة أمام الأفراد، حال انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار، بين ودائع بنكية دولارية أو أراض وعقارات أو غيرها من وسائل الاستثمار، لكن الذهب ينافس تلك البدائل كمخزن للقيمة يتمتع بانخفاض نسبى فى سعر الحصول عليه، وسهولة التداول، كما يحقق عائدا مناسبا على المدى الطويل، ولكن هل الوقت الحالى مناسبا لاقتناء المعدن الثمين، هروبا من فخ انخفاض الجنيه، وسعر الفائدة، وما يصاحبهما عادة من آثار سلبية على المدخرات؟ «الشروق» قامت بجولة بين المتعاملين على الذهب، وسألت الخبراء، فى محاولة لاستطلاع مدى فاعليته كبديل، وحجم الإقبال عليه. أحمد، مهندس زراعى، ووالد لطفلين، حصل على ميراثه من والده منذ أيام، قال إن انخفاض سعر الفائدة فى البنوك، دفعه للبحث عن استثمار آخر، وأستقر على الذهب. «أسعار الذهب تتذبذب بالفعل، ولكنها على الأقل لا تشهد انخفاضات كبيرة، وعلى المدى الطويل، يعد اقتناء الذهب الاختيار الأفضل للاستثمار»، يقول أحمد، ويضيف «أخذت رأى أكثر من بائع وخبير مالى، وأجمع الغالبية العظمى منهم على نقطة واحدة: إذا كنت تريد الاستثمار فى الذهب، فعليك أن تشتريه وتحتفظ به لمدة لا تقل عن 5 سنوات، لكى يحقق الفائدة المستهدفة من الادخار». فيما أكد، عم نصر، صاحب ورشة للذهب فى سليمان باشا، أن الإقبال على شراء الذهب، تراجع منذ نصف العام الماضى، رغم انخفاض أسعاره، ورجح أن يكون اتجاه الأفراد إلى ادخار الدولار مع توقعات ارتفاعه، سببا فى هذا التراجع، إلى جانب انخفاض دخل الأسر بشكل لم يعد يسمح لهم بشراء الذهب. ولكن بعض الأفراد الذين يستهدفون الاحتفاظ ببعض الثروة لأبنائهم، ما زالوا يفضلون شراء المصوغات الذهبية، أضاف عم نصر، الذى نصح بشراء الجنيهات الذهب لتحقيق أفضل فائدة. «الجنيه الذهب أحسن استثمار فى الذهب، فسعره ثابت عند الشراء، ولا يتم احتساب مصنعية فى سعره، ومن ثم لن يخسر المدخر جزءا من القيمة، كما أن سعره يزداد على مر السنوات»، يقول عبدالسلام، بائع فى محل ذهب فى الزمالك. ويضيف عبدالسلام، أنه مع انخفاض أسعار الذهب خلال الأيام الماضية، عاود الأفراد الإقبال على شراء الذهب مرة أخرى وادخاره، وأوضح أن المواطنين العاديين باتوا على دراية بتطور أسعار الذهب، وهم يتابعونه بدقة، ويقبلون عليه حال تراجع سعره. من جهة أخرى، يرى آخرون، أن تراجع الذهب، وارتفاع سعر الدولار الرسمى، وقيام البنوك بتخفيض سعر الفائدة، ساهموا فى عودة شريحة كبيرة من الأفراد للاستثمار فى الذهب. «شهدنا إقبالا قياسيا على شراء الذهب خلال الأسبوعين الماضيين، بعد بدء تحرير سعر الدولار، بعنا ما يقرب من 1000 جنيه ذهب، بالإضافة إلى بضاعة تتعدى ال5 ملايين جنيه، وهذا رقم قياسى خلال السنوات الثلاث الأخيرة»، يقول شريف، صاحب محل ذهب فى العجوزة. وبحسب شريف، فإن هناك ظاهرة لافتة للأنظار، تكمن فى أن جزءا كبيرا من الأفراد الذين أقبلوا على شراء الذهب، ينتمون إلى الشريحة الوسطى أو الأقل منها، «يشترون الذهب للادخار وليس للزينة» فسر شريف. لكن عالية ممدوح، الخبيرة الاقتصادية، ترى أن الادخار فى الذهب بالوقت الحالى ليست الوسيلة الأفضل، وأضافت أن أسعار السلع، وبصفة خاصة الذهب، تشهد تذبذبا كبيرا، لذلك على المستثمر أن يحرص على عدم ايداع كل ادخاراته فى سلة الذهب.