توقع خبراء الذهب حدوث حركة رواج طفيفة على المبيعات بنسبة لاتتجاوز 10% بمناسبة عيد الاضحى بعد ان تراجعت حركتا البيع والشراء بنسبة بلغت 70% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، حيث لا تزال اسواق الذهب تعاني حالة من الركود نتيجة نقص السيولة لدى المستهلكين والارتفاع الجنونى فى الاسعار. يقول الدكتور بهجت كمال عضو مجلس ادارة الشعبة العامة للمشغولات الذهبية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن اسعار الذهب ارتفعت بنسبة تجاوزت 25% منذ بداية العام صاحبها ارتفاع اسعار الحلى والمجوهرات بكافة انواعها، واصبحت تناسب دخول الشريحة الكبرى من المستهلكين. ويضيف كمال ان مشكلة الذهب فى السوق المحلية تكمن فى ارتباطها بالاسعار العالمية حيث يتم تحديدها من خلال البورصة الدولية وتتحكم فيها المضاربات واسعار العملات العالمية، خاصة الاوروبية والامريكية ، موضحا ان الشهور الثلاثة الاخيرة شهدت ارتفاعا كبيرا للاوقية فى الخارج مرتبطة بتراجع الدولار الامريكى امام العملات الاوروبية، حيث اقتربت من حاجز 2000 دولار ثم اتجهت للتراجع النسبى مع الازمة الاقتصادية التى تعرضت لها منطقة اليورو وخسائر الاقتصاد اليونانى، وبدأت المناوشات حول خروج اليونان من المنطقة ولكن نجحت المفاوضات فى اعادة تعويم الاقتصاد اليونانى والموافقة على ضخ الشريحة الخامسة من المساعدات الاوروبية لها ليعاود اليورو الانتعاش مرة اخرى امام العملة الخضراء مسجلا 1.38 دولار وتتأرجح حاليا أوقية الذهب ما بين الزيادة والتراجع الطفيف، ويستمر ذلك لفترة قليلة حتى يعود الاقتصاد اليونانى الى قوته مرة اخرى حيث لن يقبل المضاربون فى الخارج تحقيق خسائر شديدة فى مشترياتهم الذهبية. من جانبه يرى امير عبده عضو مجلس ادارة الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، ان سوق الذهب تمر حاليا بحالة ركود شديدة بين كافة مستويات شرائح الدخل، سواء المرتفعة او المتوسطة ولم يعد هناك اقبال حتى من الافراد ذوي الدخل المرتفع على شراء الذهب ، حيث كانت تشهد المحلات فى المناطق الراقية ارتفاعا فى الشراء من جانب تلك الشريحة، سواء لتلبية احتياجاتهم من الهدايا، او تغيير موديلات الحلى والمجوهرات للنساء، ولكن مع القفزات الهائلة للاسعار وتذبذبها، و تزامنها مع الحالة الاقتصادية للبلاد من نقص السيولة وعدم الاستقرار الامنى، لم يعد هناك اقبالا من تلك الشريحة على شراء النوعيات السابقة. ويضيف عبده ان الذهب لم يعد الملاذ الامن لاستثمار الاموال و الودائع لباقى الافراد ؛ خوفا من ضياع مدخراتهم مع التذبذب الواضح للاسعار. ويقول الدكتور عبدالله عبد القادر، رئيس شعبة الذهب بغرفة تجارة القاهرة السابق، ان الزيادة في نسبة المبيعات مع قرب حلول عيد الاضحى قد لا تتجاوز نسبة 10% عما كانت عليه فى السنوات السابقة ، وتنحصر حركة المبيعات فى توجه الشباب المقبل علي الزواج نحو شراء الشبكة "التوينز" فقط، وهى عبارة عن الدبلة "والمحبس"، وتتراوح اسعارها ما بين الفين الى ثلاثة الاف جنيه، ويتوقع ان يكون الاقبال ضعيفاً على الاطقم المكونة من الخاتم والكوليه والانسيال ، حيث تبدأ اسعارها من 15 الف جنيه ، ويبلغ سعر الجرام عيار 21 .. 268 جنيها بينما الجرام عيار 18 بلغ 228 جنيه ، وذلك بخلاف الرسوم والضرائب. وتقول زينب علي، ربة منزل : " أحب إقتناء الذهب خاصة عيار 21 كمدخرات للزمن ، إلا أن ارتفاع الاسعار وتواكبها مع دخول المدارس ومصاريف الدراسة، ودخول عيد الاضحى والذى ترتفع فيه النفقات جعلتها ترشد النفقات للاحتياجات الضرورية فقط". بينما تؤكد منى عبد العظيم، التي تعمل مدرسة انها كانت تنتظر قدوم العيد لتغيير مجوهراتها وشراء المزيد ، ولكن الارتفاع الجنوني في الاسعار جعلها تقلع عن الفكرة تماما، الا انها اشارت الى رواج سوق الذهب في ايام العيد نظرا لكثرة الاعراس في مختلف محافظات مصر.