بعد افتتاح جراج التحرير رسميا السبت الماضي، إيذاناً بانتهاء فوضى “ركن السيارات” بشوارع وسط المدينة، كان متوقعا أن تنتهي أزمة انتظار السيارات بشوارع وسط البلد الرئيسي منها والفرعي وهو ما لم يحدث. فالسيارات في صفوفها و”السياس” مارسوا عملهم بشكل منتظم. وكأن قرار محافظة القاهر ة بمنع انتظار السيارات بعدد من شوارع وسط المدينة وإعلان اليوم السبت، كأول يوم لتطبيقه، لم يصل إليهم، فاصطفت السيارات بعدما تركها أصحابها بشوارع محمد محمود والبستان وشارع شريف، بجوار الرصيف وانتظر البعض في صف ثان أيضًا. جراج التحرير ليس بديلا قاد سيارته من شارع هدى شعراوي باتجاه ميدان الفلكي متفاديا السيارات الأخرى الآتية من الاتجاه المقابل في الشارع الذي لا يعرف اتجاها واحدا فالسيارات لا تلتزم بالاتجاهات بالشورع الفرعية. يقول حسني إن جراج التحرير ليس بديلا ولا حلا لكي تسارع الحكومة بتطبيق قرار حظر الانتظار بشوارع وسط البلد، مشيرا إلى أن تكلفة الانتظار بالجراج “عالية” وغير منطقية، قائلا إنه من غير المعقول أن يترك الشارع الذي لا يدفع به سوى جنيه واحد مقابل ساعة “للركنة” ويلجأ للجراج. اتفق حسين سائق ملاكي آخر مع نفس الرأي وبعدما ركن سيارته بشارع البستان المؤدي لميدان التحرير وهو أحد الشوراع التي ينطبق عليها القرار، قائلا إنه لن يستخدم جراج التحرير على الرغم من قرار محافظة القاهرة الأخير بتخفيض سعر الانتظار من 5 جنيهات ل4 في الساعة، قائلا: قرار المحافظة بمنع السيارات من الانتظار بتلك الشوارع سيجعل الناس يهربون إلى الشوراع الفرعية الرابطة بين الرئيسية وهو ما سيؤدي لتكدسها وتفاقم الأزمة. طابور طويل من السيارات على اختلاف أحجامها انتظم على الجانبين بشارع محمد محمود، وهو أيضا أحد الشوارع التي يشملها قرار حظر انتظار السيارات في المرحلة الأولى، السواد الأعظم من قائدي المركبات الذين اتخذوا من “محمد محمود” مكانا للانتظار أبدوا اعتراضهم على أسعار تعريفة الانتظار بجراج التحرير، لكن مصطفى فوزي، الذي وقف على باب سيارته مستندا إلى بابها، قال: محمد محمود أحد الشوراع الممتلئة بالمدارس والطلبة، موضحا أنه يأتي لتوصيل أبنائه لمدرستهم في الصباح ثم يأتي ليصطحبهم بعد الظهر، وهو ما يجعله مضطرا للانتظار في هذا الشارع. اللواء محمد أيمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، قال إن كل السيارات التي ستخالف القرار وتنتظر بالشوارع المحيطة بميدان التحرير ستحصل على مخالفات، مضيفا في تصريحات للشروق: “لو كل مخالف أخد مخالفة أو عربيته اتكلبشت أو اترفعت بونش لن يلجأ للانتظار بوسط البلد مرة أخرى”. وقال للمعترضين على تعريفة الانتظار بجراج التحرير:” اركنوا في أي مكان تاني لكن وسط البلد لا”، معددا الجراجات الموجودة والتي تتلقى مقابل قليل مقارنة بجراج التحرير مثل جراج البستان وساحة الفلكي وعبد المنعم رياض وجراج الأوبرا.