أكد برناردينو ليون، مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، أن مباحثات "لترتيب وقف لإطلاق النار" ستسبق الجولة الجديدة من الحوار الوطني المرتقب عقدها خلال أيام. وأضاف ليون في تصريحات صحفية بطرابلس عقب لقائه برئيس المؤتمر الوطني العام "المنتهية ولايته " وأعضاء لجنة الحوار الوطني الليلة الماضية أنه " اتفق على عقد الجولة القادمة من محادثات السلام في ليبيا خلال أيام". إلا أنه، لم يحدد مكانا وتاريخا لانعقاد الحوار، قالا في الوقت نفسه إن الأممالمتحدة ستتحدث أولا مع "القادة العسكريين" لترتيب وقف لإطلاق النار قبل بدء المحادثات. وكانت الأممالمتحدة قد دعت في 20 يناير الأطراف المتحاربة في ليبيا إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه سابقا، وسط أنباء عن تواصل المعارك في أجزاء من البلاد.. ووصل رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناندينو ليون مساء أمس للعاصمة الليبية طرابلس للقاء أعضاء المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته للتباحث حول إمكانية مشاركة الأخير بالحوار السياسي الليبي المنعقد في جنيف. و أعلنت في وقت سابق بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عبر بيان لها أنها تدرس إمكانية نقل جلسات الحوار الليبي من جنيف السويسرية إلي داخل ليبيا شريطة توافر الظروف اللوجستية والأمنية المناسبة لذلك الأمر الذي دعي المؤتمر الوطني المنتهية ولايته ينهي تعليق مشاركته في الحوار والتي كان قد أعلن عنها في وقت سابق. وتسعى الأممالمتحدة من خلال حوار جنيف إلى حل الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد منذ أشهر في حين عقدت جولة أولي في ديسمبر الماضي في مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا. وتابع المبعوث الامم قائلا:- إنه سيتم خلال الحوار التناقش حول كل البنود اللازمة للتهدئة وستشارك في الحوار قيادات مختلفة من القبائل فيما ستكون المجموعة السياسية هي الأساسية الممثلة في الح وار. وفي السياق شدد المبعوث الأممي على القلق الدولي الكبير إزاء تواصل عمليات القتال في ليبيا رغم الجهود المبذولة للتحاور. أما عن رؤيته للحوار فقد صرح مبعوث الأممالمتحدة أنه سيكون هناك أمل لكل الليبيين لتخطي هذه الأزمة بناء على قرارات الأممالمتحدة والمجتمع الدولي. ويواجه الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة، بين القوى السياسية الليبية، والمقرر نقل جلساته من جنيف إلى ليبيا، إشكالية عدم قدرة الأطراف المتحاورة على تنفيذ مخرجاته؛ بسبب سيطرة الجماعات المسلحة على المشهد الأمني والسياسي في ليبيا، مما يضع المتحاورين في مأزق كبير. ويؤكد محللون سياسيون ، أن الحوار الليبي يواجه تحديات متعددة الأبعاد، فمن ناحية يؤدي انتشار الجماعات المسلحة، إلى صعوبة تأمين مكان يجمع كافة القوى السياسية، للنقاش من أجل التوصل اتفاق؛ لعدم سيطرة أطراف الحوار على الأرض. ويتمثل الهدف الرئيسي المعلن للحوار، في تشكيل حكومة توافق وطني، تشارك فيها جميع الأطراف الليبية المتصارعة، كخطوة تأسيسية يناط بعدها بالحكومة العمل على تنفيذ مخرجات الحوار، بإعادة توحيد مؤسسات الدولة واستنهاضها وتمكينها، واستتاب الأمن، ووقف نزيف الاقتصاد وتحريك عجلته، ومعالجة الانقسامات المجتمعية بخلفياتها الجهوية والقبلية التي باتت تهدد وحدة البلاد. وبحث المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون،أمس مع رئيس المؤتمر العام المنتهية ولايته، نوري أبو سهمين، جولة الحوار المزمع عقدها في ليبيا. وقالت مصادر في العاصمة الليبية طرابلس، إنه تم الاتفاق على المكان الذي ستعقد به جلسات الحوار، لكن لم يتم الإعلان عن هذه المكان، مما يبين حجم المأزق الأمني في ليبيا.