للوهلة الأولى وأنت في حفل توقيع للكاتب أحمد خالد توفيق، ستدرك أن علاقته بقرائه أشبه بمريدين يتبعون شيخهم. طوابير طويلة في جناح «دار الشروق» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لمئات من الشباب نشأوا على سلسلة «ما وراء الطبيعة»، وقفوا لساعات في صفوف انتظارًا لوصول «أبيهم الروحي» كما وصف أغلبهم من أجل الفوز بتوقيعه على نسخة من روايته الجديدة «مثل إيكاروس»، وبعض من أعماله القديمة مثل «يوتوبيا». وعلى هامش حفل التوقيع التي أقيمت أمس، بجناح «دار الشروق» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، «بوابة الشروق» حاورت الأديب الدكتور أحمد خالد توفيق، بعد أن وقع للكثيرين من محبيه على عدد من أعماله، وحين عرف أن أغلب القراء وصفوه ب«الأب الروحي» قال" كلمة كبيرة وفخور بها". «مرحلة التسعينيات» سألنا أحمد خالد توفيق عن رأيه في مجتمع القراء هذه الفترة ومقارنته بمرحلة التسعينيات التي بدأ فيها بسلسلة «ما وراء الطبيعة»، قال إنه "من الواضح أن مجتمع القراء اختلف عن فترة التعسينيات، وهذا ظهر في حفل التوقيع اليوم، لأن الحضور كله كان من الشباب، منذ أن ظهرت رواية «عمارة يعقوبيان» وهناك هزة حدثت في تذوق الأدب لدى الشباب، «عمارة يعقوبيان» كان بداية للأدب الذي لا يخشى أن يكون مسليًا، وأرست فكرة الرواية المسلية، وحفلات التوقيع، وتزامن معها انتشار المكتبات الخاصة، وأًصبحت القراءة جزءًا من حياة الشاب". «مثل إيكاروس» عن سبب تسمية الرواية، قال توفيق إن الرواية عن شخص «مثل إيكاروس»، وأضاف أن كلمة «إيكاروس» تعني أن من يقتربون من الحقيقة يحترقون، عن شخص عرف الكثير وأصبح غير قادر أن يعيش. وعن أحداث الرواية التي تدور في عام 2020، قال إن قراراه بأن يكتب عن أحداث مستقبلية ليس تنبأ وإنما هروب للأمام، وأَضاف "حتى لا يقال أن هناك إسقاطات سياسية، أو ربط الأحداث بأحداث جارية، فأنا أحاول أن يكون في عمومية أكثر". «العلاقة بين الطب والأدب» قال أحمد خالد توفيق، إنه "يحب كلاهما الأدب والطب، وأنه لا يستطيع الاستغناء عن أحدهما" وأضاف أنه يهرب من الطب للأدب والعكس صحيح، ولكنه قال إنه "لو اختار فسيكون اختياره "الأدب" لأن هناك أطباء كثيرون". واستطرد في حديثه عن الطب قائلا، إنه "يساعد على فهم الإنسان وأبعاده وألمه، يجعلك ترى لحظة الموت، وضعف الأٌقوياء، والخوف من المستقبل". «الأدب والسينما» عن المشاريع السينمائية والتلفزيونية، قال "طوال الوقت هناك مشاريع لكنها لا تكتمل في أغلب الأوقات"، وأضاف قائلا "أي رواية ناجحة لابد أن تحبط القارئ لو تحولت لعمل سينمائي، وهذا إجباري"، إلا أنه أكد أن تحويل العمل الأدبي لعمل سينمائي يعتمد على السيناريو والمخرج، وهنا ضرب مثالا برواية البوسطجي للكاتب يحي حقي ورواية «بداية ونهاية، والقاهرة30»، فقال "رواية البوسطجي التي كتبها يحي حقي تحولت لفيلم جميل وعميق، واستطاع المخرج صلاح أبو سيف أن يخرج عملاً فنيًا ناضجًا مثل فيلمي «بداية ونهاية والقاهرة 30» المأخوذان عن أعمال لنجيب محفوظ واحتفظا الفيلمان بنفس مستوى الرواية" وأضاف أن هناك تناول آخر للقصص المعقدة بتحويلها لصيغة تناسب العامة، مثل ثلاثية نجيب محفوظ، فالسينما وقتها لم تقدم الثلاثية كما هي، ولكنها عرفت الناس بها. وقال إن هناك أعمال أدبية تزيد قيمتها بالسينما، وهناك أعمال أدبية تقل قيمتها بالسينما، وهناك أعمال تحتفظ بنفس مستواها، وهناك أعمال صيغتها النهائية أدبية ولاتصلح نهائيًا للسينما. التحول للرواية الطويلة بعد «الجيب» قال أحمد خالد توفيق، إنه بدأ بروايات الجيب وتحول للرواية الطويلة فيما بعد، لأنه بحسب قوله "الأدب يحب الانتشار"، وأضاف قائلا " أنا حاليًا في مرحلة الرواية الطويلة، لأني لدي الكثير الذي يمكن تقديمه من خلال الرواية، بالإضافة إلى أن جمهور روايات الجيب أًصبح فيما بعد جمهور للرواية الطويلة، ويكفي على روايات الجيب 20 سنة، فأنا لم أتوقف عنها، لكني الآن في مرحلة الرواية الطويلة". «أدب الرعب» أدب الرعب تعرض لنفس النظرة التي توجه لأدب الجاسوسة والأدب البوليسي، فهناك من يعتبره أقل قيمة من الأنواع الأخرى للأدب، والنقاد لم يهتموا بالقصص البوليسية، وهذه الرؤية تنفي العديد من الأعمال الجيدة، فأدب الرعب والخيال العلمي ليس أقل عمقًا بل هو أكثر إمتاعًا، ويستطيع الوصول لعدد أكبر من الناس". وأنهى حديثه قائلا "أنا أحاول تقديم أدب ممتع بأقل قدر من التنازلات". «المحبون» حضور الشباب كان لافتًا للانتباه بصورة ملحوظة، فرواية "مثل إيكاروس" نفد منها 1500 نسخة في أول ساعتين من حفلة التوقيع التي بدأت مساء السبت في الرابعة عصرا وانتهت في الثامنة تقريبا، وذلك بحسب ما قاله محمد خضر مدير مبيعات دار الشروق. وبعض القراء طلبوا من توفيق أن يوقع لهم على روايات قديمة مثل "يوتوبيا"، بالإضافة إلى حرصهم على التقاط صورة "سيلفي" معه بعد توقيعه لهم على نسخة من روايته، والكلمة التي تكررت على لسان عدد من الشباب الذين سألناهم عن سبب مجيئهم للحفل كانت "أبونا الروحي"، حتى أن بعضهم كان يوزع دبابيس مرسوم عليها وجه الأديب أحمد خالد توفيق، وكان من ضمنهم رشا عبدالكريم التي قالت إنها تعمل ضمن مجموعة اسمها "في جانب النجوم" وهو اسم لأحد أعمال أحمد خالد توفيق، وأن المجموعة كلها من محبيه وأنهم يقومون بتوزيع "دبابيس مرسوم عليها وجه أحمد خالد توفيق" في حفلات توقيع كتبه. شاهد.. محبو أحمد خالد توفيق يحكون عنه حوار خاص مع الدكتور أحمد خالد توفيق في جناح «الشروق» بمعرض الكتاب تصوير: مصطفى أحمد