فى مسقط رأسها بمنطقة غيط الصعيدى بمنطقة محرم بك فى الإسكندرية، تحول منزل الشهيدة شيماء الصباغ إلى خلية نحل من قبل أصدقائها وعدد من النشطاء الذين ذهبوا لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيدة، ورصدت «الشروق» مشاهد الحزن داخل المنزل، وبالأخص حين انهارت والدتها من البكاء فور رؤية أصدقائها الذين احتضنوها وسط حالة من الكمد. كان أول المشاهد الحزينة مع والدة شيماء الصباغ التى طالبت فى تصريحات خاصة للجريدة بالقصاص قائلة: «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى يتموا حفيدتى وفى اللى حرقوا قلبى، ومقدرش أقول غير لا إله إلا الله عشان هو وحده اللى هيجبلى حق بنتى». وداخل المنزل رصدت «الشروق» تهافت عدد كبير من جيران والدة شيماء بمنطقة محرم بك اللاتى اتشحن بالسواد وطالبن بالقصاص من الجانى، وحملن وزارة الداخلية المسئولية عن مقتل الشهيدة. تقول الناشطة الحقوقية ماهينور المصرى: «من معرفتى البسيطة بشيماء من قبل ثورة 25 يناير أنها كانت مصدقة فى الناس والثورة، وعدوة البلطجة، وكل اللى مصدقاه أن عمر الموت ما يبقى نهاية، بالذات الموت غدر، لأنه بداية حياة جديدة للغلابة ولو بعد حين». صفوان محمد الناشط السياسى قال: «ماتت كل القيم والمبادئ الإنسانية فى مصر، خلاص القتل بقي للجميع، الظلم ملى القلوب والسجون، اللهم ثورة تقتل الظلم كله». «شيماء كانت فى مقدمة كل المسيرات الرافضة لحكم الإخوان، بدءا من جمعة مصر مش عزبة، وحتى 30 يونية»، يقول طارق جندى الذى تابع: «كانت معنية بقضايا العمال، ومشروع الحوار الوطنى من أجل تغيير المناخ، ومعنية أكثر بقضية تجريف الأراضى الزراعية، وأثر استخدام الفحم على البيئة والصحة». ويضيف: «شيماء انضربت بالخرطوش واستشهدت وهى ماسكة ورد لشهداء مصر، فلحقت بهم، بعدما نزلت يوم 24 يناير تُحيى ذكرى استشهاد أطهر شباب مصر، وتطالب بالقصاص لهم، عشان ما تنزلش يوم 25 وتستغلها الجماعات الطائفية». «دائما كنت أناديها يا خالتى شيماء» يقول محمد دانيال، ويتابع: «آخر مرة شفتها منذ شهر ونصف أعطتنى ثلاثة كتب أقرؤها وأرجعها، يا ترى يا شيماء هنتقابل تانى وهديكى الكتب؟». محمد جيرى الناشط السياسى يقول: «شيماء كانت ملازمة ابنها بلال 24 ساعة، توديه الحضانة وتجيبه، تفسحه وتلعب معاه، كانت كل حاجة فى حياته، دلوقتى نقوله إيه؟! نقنعه إزاى يعيش من غيرها؟! نقنعه أزاى إن أمه اتقتلت عشان مصر»؟.