أوبرا عايدة بدار أوبرا بكين

افتتحت دار أوبرا بكين موسمها الفنى لهذا العام بالأوبرا الشهيرة "عايدة" بإقبال بالغ من الحضور الذين استمتعوا بألحان فيردى الكلاسيكية على خلفية المناظر الرائعة لنهر النيل والسفن والمعابد الفرعونية لتعطى الانطباع بالبيئة المصرية الأصيلة وبمحاكاة تمثال الملك المصرى توت عنخ أمون.
وقد استضافت دار أوبرا بكين ندوة حول بهذه المناسبة حضرها المستشار الثقافى المصرى بالصين الدكتور حسين مرسى.
والمستشارة الإعلامية للسفارة المصرية ببكين هدى جاد الله حول الاستعدادات التي سبقت عرض التي ألفها الموسيقار الإيطالي المشهور فيردى في عام 1870 بناء على طلب من حاكم مصر الخديوي إسماعيل.
وقد تحدث د. مرسى إلى الحضور يومها حول كيف تم اكتشاف مخطوطات أوبرا عايدة والتى هى عبارة قصة من أربعة صفحات من قبل عالم الآثار الفرنسي أوجست مارييت في وادى النيل وكيف أن المخطوطات تلك تتحدث عن واحدة من روايات التاريخ الفرعوني القديم، حيث تعود وقائعها، كما يرجح إلى عصر الفرعون رمسيس الثالث الذي حكم مصر في حوالى القرن الثانى عشر قبل الميلاد أي في أواخر سنوات الأسرة التاسعة عشرة الفرعونية وهى فترة شهدت تعرض جنوب مصر إلى غزوات من الخارج.
و قد ألف قصة أوبرا عايدة ميريت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير وكتب نصها الغنائى (الليبرتو) جيسلا نزونى وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار فيردى من أجل وضع الموسيقى لها مقابل 150 ألف فرنك من الذَّهَب دفعها له خديوي مصر إسماعيل باشا.
وروى المستشار الثقافى للحاضرين المبهورين بتاريخ ميلاد تلك الأوبرا الرائعة كيف أن خديوي مصر إسماعيل باشا كان يرغب في ان تقدم تلك الأوبرا لأول مرة في حفل افتتاح قناة السويس ودار الأوبرا الخديوية، وأنه قد تم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس حيث تكلفت حوالى 250 ألف فرنك ولكن بسبب ظروف الحرب في أوروبا وحصار القوات الروسية للعاصمة الفرنسية آنذاك تعذر وصول الملابس وديكورات العمل من باريس إلى مصر في الوقت المحدد، ولهذا فقد استبدلت عايدة بأوبرا أخرى وهى أوبرا ريجولتى لتقدم في دار الأوبرا في الاحتفال بافتتاح قناة السويس. وأما أوبرا عايدة فقد قدمت لأول مرة بدار الأوبرا الخديوية بالقاهرة عام 1871 وقاد الأوركسترا في ليلة الافتتاح المايسترو جيوفانى بوتيسينى.
وأوبرا عايدة عبارة عن قطعة تياترية تشتمل على مناظر ولوحات راقصة يتخللها أغاني موسيقية متوزعة على أربعة فصول تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة، وتحكي عن قصة الحب التي نشأت بين الأسيرة الحبشية الأميرة عايدة وراداميس قائد الجيش المصري، الذي حكم عليه فرعون مصر بالإعدام بعد أن ثبت عليه محاولته للهرب مع عايدة إلى الحبشة.
وكما كانت مديرة الإدارة الفنية بأوبرا بكين وى لانفين قد ذكرت فإن دار الأوبرا بدأت التخطيط لإنتاج أوبرا عايدة منذ أربعة سنوات ماضية، موضحة أن السبب في اختيار عايدة للعرض هذا العام هو أنه وبعد سبع سنوات من العمل المتواصل بدار الأوبرا فقد اجتاح الجميع الشعور بأن الوقت قد حان أخيرا لإنتاج عرض أوبرالى ضخم سواء من حيث القوة أو عمق التجربة.
وتقدم أوبرا عايدة في أربعة فصول حيث يستغرق العرض 180 دقيقة بما فيها الاستراحة. وقد أقبل الجماهير بعد العرض الافتتاحي للأوبرا أمس على شراء الكثير من التذكارات الفرعونية التي عرضتها دار الأوبرا للبيع في قاعة مخصصة لذلك.
وسيستمر عرض أوبرا عايدة بدار أوبرا بكين حتى الاول من فبراير وتتراوح قيمة تذاكر العرض ما بين 1000 يوان و180 يوانا.