يواجه الاتحاد الاوروبي "تحديا كبيرا" في طمأنة اليهود حول مستقبلهم في اوروبا بعد الهجمات التي شنها اسلاميون في باريس، بحسب ما افاد مسؤول اوروبي بارز الاربعاء، فيما يناقش الاتحاد فرض اجراءات جديدة لمكافحة الارهاب. وقال النائب الاول لرئيس المفوضية الاوروبية فرانس تيمرمانس ان دول الاتحاد ال28 مصممة على مكافحة الارهاب بما ينسجم مع قيمها الاساسية من التسامح والاندماج، واعدا بوضع استراتيجية جديدة بحلول ايار/مايو. وقال "اليوم نرى في بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ان غالبية اليهود ليسوا واثقين من ان لهم مستقبلا في اوروبا .. واعتقد ان هذا تحد كبير لاساس الاندماج الاوروبي". وقال ان المسالة اكثر اهمية من العملة الاوروبية الموحدة او الاسواق الداخلية او غير ذلك من المبادرات. واضاف انه من قيم الاتحاد الاساسية ان يكون لكل فرد مكان في اوروبا مهما كانت عقيدته او خلفيته. واشار الى ان على الاوروبيين ان يستخدموا التعليم وغيره من السبل "لضمان ان لا نفقد جزءا من السكان بسبب التطرف والتعصب والاستبعاد". واكد ان المفوضية ستبذل كل ما في وسعها لتطوير "استراتيجية توفر الامل والافاق للجميع في اوروبا". وقال ان "للجميع مكان في مجتمعنا سواء كانوا يهودا ام مسلمين ام مسيحيين ام ملحدين". ويقدر عدد اليهود في فرنسا بنحو 600 الف يهودي، ويشكلون اكبر عدد من اليهود في اوروبا. ويفكر العديد منهم في مغادرة البلاد عقب تصاعد الهجمات المعادية لليهود. واشار تيمرمانس الى ان المفوضية، الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي، ستعمل بجد لمعالجة مخاوف البرلمان الاوروبي حول حماية البيانات والتي حالت دون التوصل الى اتفاق حول نظام رصد المسافرين جوا. الا انه اشار الى ان ضمان الامن يبقى مسؤولية الدول الاعضاء في الاتحاد الذي بدوره "سيساعد تلك الدول ويدعمها حتى تتحمل مسؤولياتها معا". والمح الى ان دول الاتحاد يمكن ان تدرس تشديد نظام شنغن وتقوية الضوابط على حدودها الخارجية لرصد المسلحين الذين يخشى من عودتهم بعد القتال في صفوف الجهاديين في مناطق النزاع. وبشان تبادل المعلومات قال ان دول الاتحاد اكثر ثقة بشان هذه القضية، مشيرا الى "بعض العوائق" دون ان يكشف عنها. وتتردد معظم الدول الاوروبية في فتح شبكاتها الاستخباراتية لاي طرف باستثناء الحلفاء الموثوقين خشية تسرب معلومات مهمة.