الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
لأول مرة.. دعم المعمل المشترك بمطروح بجهاز السموم GC/MS/MS
محافظ الجيزة يشهد توزيع 9 أطنان من لحوم الأضاحي على 5268 أسرة من العاملين بهيئة النظافة
جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم: لم نحاول تنفيذ عملية لتحرير الأسير متان تسينغاوكر في غزة
السيسي يتلقى اتصالًا من رئيس وزراء باكستان للتهنئة بعيد الأضحى ويؤكد تعزيز التعاون بين البلدين
لبنان يحذر مواطنيه من التواصل مع متحدثي الجيش الإسرائيلي بأي شكل
تقرير عن أداء مستشفيات جامعة القاهرة خلال يومي الوقفة وأول أيام العيد
واشنطن وباريس تتفقان على التزام مشترك لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية
حصاد الرياضة المصرية اليوم السبت 7 - 6 - 2025
مانشستر سيتي يحسم صفقة آيت نوري
إصابة 8 أشخاص إثر انقلاب تروسيكل ببني مزار بالمنيا
موعد ظهور نتيجة سنوات النقل في القاهرة عبر بوابة التعليم الأساسي 2025 برقم الجلوس (تفاصيل)
شريف منير يوجه رسالة لابنته أسما بعد عقد قرانها على شاب من خارج الوسط الفني (فيديو)
كل عام ومصر بخير
هل ترتفع أسعار الذهب الفترة المقبلة؟ رئيس الشعبة يجيب
عيّد بصحة.. نصائح مهمة من وزارة الصحة للمواطنين حول أكل الفتة والرقاق
هدية العيد
مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بريطانيا المفتوحة للإسكواش
السيسي ورئيس الوزراء الباكستاني يؤكدان أهمية تعزيز التشاور والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية
حركة فتح: مصر تؤدي دورًا محوريًا في القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية
سيجارة أشعلت النيران.. مصرع أربعيني أثناء تعبئة البنزين في قنا
مصرع سيدة أسفل عجلات قطار فى البحيرة
الصين توافق على تصدير بعض المعادن النادرة قبل المحادثات مع أمريكا
نائب الرئيس الأمريكي: إسرائيل تحاول تدمير حماس لأنها تلقت ضربة موجعة
مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بإقليم جنوب الصعيد الثلاثاء
سلمى صادق واندريا بيكيا وشريف السباعى فى أمسية ثقافية بالأكاديمية المصرية بروما
القومي للمرأة ينظم لقاءاً تعريفياً بمبادرة "معاً بالوعي نحميها" بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس
فى موسم الرحمة.. مشاهد البر تتصدر مناسك الحج هذا العام.. أبناء يسيرون بوالديهم نحو الجنة بين المشاعر المقدسة.. كراسى متحركة وسواعد حانية.. برّ لا يعرف التعب وأبناء يترجمون معنى الوفاء فى أعظم رحلة إيمانية
محلية نجع حمادي تواصل حملاتها لرصد مخالفات البناء ورفع الإشغالات خلال العيد
إعادة هيكلة قطاع الكرة داخل الزمالك بخطة تطويرية شاملة.. تعرف عليها
"أكلات العيد".. طريقة تحضير الأرز بالمزالكيا
اللحوم بين الفوائد والمخاطر.. كيف تتجنب الأمراض؟
بعد تخطي إعلان زيزو 40 مليون مشاهدة في 24 ساعة.. الشركة المنفذة تكشف سبب استخدام ال«ai»
ما حكم من صلى باتجاه القبلة خطا؟.. أسامة قابيل يجيب
زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب اليونان
مها الصغير: أتعرض عليا التمثيل ورفضت
مجدي البدوي: تضافر الجهود النقابية المصرية والإفريقية للدفاع عن فلسطين| خاص
12 عرضا في قنا مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بجنوب الصعيد
البابا تواضروس الثاني يعيّن الأنبا ريويس أسقفًا عامًا لإيبارشية ملبورن
تعرف على الإجازات الرسمية المتبقية فى مصر حتى نهاية عام 2025
وزارة النقل: الأتوبيس الترددى يعمل طوال أيام العيد فى هذه المواعيد
رونالدو: الحقيقة أنني لن أتواجد في كأس العالم للأندية
بشرى تتألق بإطلالة صيفية أنيقة في أحدث جلسة تصوير لها| صور
محمد سلماوي: صومعتي تمنحني هدوءا يساعدني على الكتابة
المالية: صرف المرتبات للعاملين بالدولة 18 يونيو المقبل
الصناعة: حجز 1800 قطعة أرض في 20 محافظة إلكترونيا متاح حتى منتصف يونيو
"الزراعة": إزالة 20 حالة تعد في المهد بعدد من المحافظات
عيد الأضحى 2025.. ما حكم اشتراك المضحي مع صاحب العقيقة في ذبيحة واحدة؟
الأحزاب تستغل إجازات العيد للتواصل مع الشارع ووضع اللمسات الأخيرة على قوائم المرشحين
الداخلية ترسم البسمة على وجوه الأيتام احتفالا بعيد الأضحى| فيديو
الأحوال المدنية: استمرار عمل القوافل الخدمية المتنقلة بالمحافظات| صور
لبنان.. حريق في منطقة البداوي بطرابلس يلتهم 4 حافلات
البحيرة.. عيادة متنقلة أمام النادي الاجتماعي بدمنهور لتقديم خدماتها المجانية خلال العيد
شعبة الدواجن تعلن هبوط أسعار الفراخ البيضاء 25% وتؤكد انخفاض الهالك
إذاعة الجيش الإسرائيلي: العثور على جثة يُرجح أنها تعود للمسؤول العسكري البارز في حماس محمد السنوار جنوبي غزة
العيد أحلى بمراكز الشباب.. فعاليات احتفالية في ثاني أيام عيد الأضحى بالشرقية
إجابات النماذج الاسترشادية للصف الثالث الثانوي 2025.. مادة الكيمياء (فيديو)
«المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو
معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
مصر .. وجوارها .. حبر 2014
أيمن الصياد
نشر في
الشروق الجديد
يوم 28 - 12 - 2014
ونحن نخرج من عام تخبطنا فيه بين رجاء في مستقبل «يبتعد»، وماض تبدو يده الثقيلة وكأنها قدرنا الحتمي، ألقيت نظرة على ما اجتهدت به؛ حبرا في هذه الصفحة، ورأيًا في هذه المناسبة أو ذاك .. وقررت أن أضع بعضًا منه أمامكم، لأسأل صاحب القرار الأول والأخير «القارئ»: إن كان لحبر الأقلام فائدة.؟
ثم كان أن ضاع «الإنصاف» بين الناس، وغابت «العدالة»، بل والسياسة عن مؤسساتها.
.................
في أجواء المعادلة الصفرية zero-sum game وفيما «بين المطرقة والسندان»، تبحث مصر / الوطن عن طريقها «الذي تستحق» الى المستقبل. إلا أن الحاصل أن «الاغتيال المعنوي» طال للأسف كل من حاول أن يتلمس الطريق وأن يقول «تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء». سبَّه هؤلاء متهمينه بالخنوع، وتثبيط همم المجاهدين، وشحذ الآخرون كل أسلحتهم آملين اصطياده، أو على الأقل تجريسه وتأديبه حتى لا يشغلهم عن «تنظيف البلد» من بعض مواطنيها.
«تبحث عن المشترك»؛ قاربا يحمل الوطن بجميع أبنائه الى بر الأمان والسلام والمستقبل، فيردون عليك ردا قاطعا وباترا: «لا مشترك بيننا وبينكم».
تدعو الى طاولة يجلس حولها الجميع باحثين عن المستقبل، فتُوأَد المبادرة تلو الأخرى. …
تُذكر بقولة مالك أن «كُلٌ يُؤخَذُ منه ويُرد» فلا يعجب كلامك أولئك الذين خدعوا بسطاءهم في رابعة بأن الملائكة يحرسونها، أو بأن النبي صلى الله عليه وسلم قدم رئيسهم ليؤمه في الصلاة.
تُذكر بأن لا استقرار إلا إذا شعر الناس بالعدل وسيادة حقيقية لقانون تحترمه الدولة قبل مواطنيها، فيُضرب بكلامك عرض الحائط. ويتجاوز من في السلطة استقواء بسطوته .. وسلطته.
يحتد عليك نفرٌ من هؤلاء وهؤلاء، طالبا منك الصمت أو الابتعاد حتى لا تشغله عن مهمته المقدسة؛ انتحارًا، أو نحرًا.
«السياسة نسبية، والدين مطلق»، هكذا نعرف. وهكذا بدا أن من الروافد الرئيسة لصفرية معادلة الصراع في مصر، وربما في المنطقة كلها ما استُحضر اليه قسرًا من مقولات دينية نقلته من مربع الصراع السياسي الذي يحتمل بطبيعته «النسبية» الاختلاف في الرأي، والبحث عن المشترك، الى مربع «المطلق» والمقدس بطبيعته. فكان أن اقتنع البعض للأسف بفكرة مريضة جرى ترويجها وترديدها كل ساعة بأنها «معركة الاسلام ضد كارهيه». وكان أن اعتبر البعض أنفسهم «هم الأحرار»، وبقية المصريين «عبيد»، فاعتبرهم المصريون بالتالي «خوارج» عنهم. زايد البعض على أغنية تتحدث عن «شعبين»، ولو تدبروا كلماتها جيدا، وكذلك كلمات الأغنية التي ردوا بها عليها، لاكتشفوا الحقيقة الموجعة.
أعرف أن هناك من قادته حساباته الخاطئة لأن يقرر في البداية أن تكون «معركته صفرية»، وأتفهم أن لذلك تبعاته وثمنه. وأن كل نفس بما كسبت رهينة. إلا أنني أدرك أيضًا أن القارب واحد، وإن اشتَّط، أو غفل عن ذلك يوما بعض راكبيه. كما أدرك، ككل طبيبٍ أن جرعة زائدة من الدواء قد لا تقضي على جرثومة المرض وحدها، بل قد تودي بحياة المريض. كما أعلم أن الواجب يقتضي أن تبذل كل جهد ممكن لتمنع من يحاول الانتحار أن يكمل جريمته، فما بالك بمن بدا وكأنه اختار أن يرتدي حزامًا ناسفًا ولسان حاله يقول: «عليّ .. وعلى الجميع»، حتى ولو كان هذا الجميع هو «الوطن» أو المستقبل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
(من مقال:«المعادلة الصفرية» 5 يناير 2014)
•••
هاقد جاءت الصناديق رسميًا «بصك الشرعية» لخارطة الطريق. ولكن، بالتجربة لم يكن «الصندوق» أبدًا نهاية المطاف. فهناك دائما «ما بعد الأرقام». وبعضٌ منه ما يلي:
1 أن كثيرا مما يجرى على الأرض؛ أمنيًا أو إعلاميا، أو متدثرًا برداء القانون، إنما يُدعم شرنقة «المظلومية التاريخية» للإخوان، ولهذا خطورته على المستقبل. فضلا عن أنه يؤسس لمخاوف لدى الكثيرين من احتمالات عودة نظام مستبد يستخدم مؤسساته الأمنية والإعلامية والقانونية ضد خصومه. مما قد يستحضر أجواء الحالة السياسية ما بعد 2005 والتى نشأت فى تفاعلاتها حركتا «كفاية» النخبوية، «و6 أبريل» الشبابية. وسمحت بأن تدفع حادثة خالد سعيد الأحداث إلى تلك النقطة المفصلية صباح الخامس والعشرين من يناير.
2 إن تقاعس المراحل الانتقالية المختلفة كلها وحتى الآن، (بما فيها مرحلة حكم المجلس العسكري ثم الإخوان) عن تطبيق معايير «العدالة الانتقالية» الواجبة بعد الثورات، بما فيها من إصلاح «حقيقي» للمؤسسات (وليس مجرد نغيير للولاءات) سمح بالإبقاء على مساوئ النظام الذى أدى إلى ثورة الناس عليه كما هى «دون أدنى تغيير». الأمر الذى ينذر بتكرار ما جرى مع اختلاف التفاصيل. والذى يقرأ تاريخ الثورات الجديد يعرف أن شيئا من ذلك حدث هنا أو هناك.
3 إن زمن «المستبد العادل»: كما أراده الإخوان المسلمون، قد ولى. كما ولى أيضا زمن «الزعيم الملهم»، الذي يروج له سدنة السلطة الآن. فلا الناس ولا الزمان بزمان عمر؛ ابن الخطاب أو ابن عبدالعزيز. كما لم يعد هناك حرب باردة أو سياق تاريخى يسمح بديجول أو نهرو أو لومومبا أو عبدالناصر. كما لم تعد منصة
الأمم
المتحدة
هى ذاتها التى طرقها «خرشوف» بحذائه فى ذلك اليوم البعيد.
4 إن التقدم إلى الأمام لا يكون إلا بالنظر إلى الأمام الذى علينا أن نمضى فى طريقه غير مثقلين بعبء ثأرات الماضى. التقدم إلى الأمام لا يكون إلا بكبح جماح أولئك الذين يحاولون أن يجرونا إلى ما قبل الخامس والعشرين من يناير، وليس فقط بقطع الطريق على أولئك الواهمين بالعودة إلى ما قبل الثلاثين من يونيو… فإذا كانت النتائج، وأرقامها تقول بوضوح ألا عودة لحكم الإخوان المسلمين، فينبغى أن يكون هناك من يقول بالوضوح ذاته، بالإجراءات على الأرض أن ذلك لن يعنى العودة إلى ما قبل الإخوان المسلمين (نظاما قمعيًا فاسدًا وإن تغيرت الأسماء). بل يعنى التقدم أماما إلى ما بعدهم.. إلى المستقبل.
5 أن الدستور ليس ولا ينبغى أن يكون مجرد نصوص نتناقش أو نتعارك حول صياغتها كلمة هنا أو حرفا هناك. فلا قيمة لنصوص أيا كانت إن لم يجدها الناس «تعيش فى حياتهم» ويكفى هنا مقارنة الواقع حولنا بنصوص المواد من 51 إلى 64 من الوثيقة الدستورية الجديدة.
والخلاصة أنه إذا كانت هناك أسباب أخرجت الجماهير إلى الشوارع فى 25 يناير، ثم أخرجتهم فى 30 يونيو، فمن غير المنطقى تصور أن بقاء هذه الأسباب «أو تلك» على حالها لن يؤدى إلى «النتائج» ذاتها، مهما كانت «أرقام الصناديق». ولمن يريد أن يتذكر: لم تحم النتائج «الشكلية» لاستفتاء التعديلات الدستورية المباركية على المادتين 76 و77 نظام مبارك، كما لم تحم النتائج «الصحيحة» للانتخابات الرئاسية (2012) التى جرت تحت الإشراف النزيه للقوات المسلحة نظام الإخوان. «فنتائج النتائج» هى الأهم. والجماهير، أو بالأحرى شبابهم الذين عرفوا طريقهم إلى الشارع لن يتراجعوا عن «حرية وعدل ومساواة» يطلبونها لمستقبلهم.
(من مقال: «ما بعد الأرقام»: 19 يناير 2014 )
•••
عبد الناصر في
غزة
- تصوير حسن دياب
ثم كان أن أضعنا «البوصلة» .. وتاهت منا الطرق «تاريخًا، وجغرافيا».
.................
فى بعض مصر، التى تمر مرتبكة بمرحلة «اللا يقين» بدا وكأن قضايا الإقليم والجوار (بما فيها خرائط يُعاد رسمها، وعداوات بديلة، ومعادلات جديدة للصراع) جرى اختزالها فى عناوين اقتصرت على «الإخوان المسلمين» ذات العلاقة البنيوية مع حماس تلك التى كان قد جرى اتهامها ومن ثم تشويهها اعلاميا على نطاق واسع، تارة كأحد أساليب توصيف ما جرى فى يناير على أنه «مؤامرة»، وتارة أخرى كجزء من «الصراع على السلطة» مع الإخوان. ونسى هؤلاء وأولئك حقيقة أن
غزة
كانت قبل حماس، وستظل بعد حماس. وأنها، بحكم الجغرافيا والتاريخ وروابط الثقافة والدم بوابة مصر
الشرقية
والعمق الاستراتيجى لأمنها القومى. وأن اسرائيل
«المحتلة»
هى «الجيش» الذى خاض معه الجيش المصرى خمسة حروب، وأن
سيناء
مازالت ناقصة السيادة بسبب قيود وضعها الطرف «الاسرائيلي» ومازال يتمسك بها حتى الآن. وأن تحت رمالها الطاهرة رفات 250 أسيرا مصريا «أعزل» قامت الفرقة العسكرية الإسرائيلية «روح شاكيد» بقتلهم بل ودفن بعضهم أحياء (كما تقول الرواية الإسرائيلية ذاتها) فيما يُعد ملامح لجريمة حرب مكتملة الأركان.
أضلتنا المعارك الصغيرة والمصالح الضيقة والاستقطاب والكراهية، وانجرفنا (وأتمنى أن أكون مخطئا) إلى ما أريد لنا من سيناريوهات تتبدل فيها معادلات الصراع، وعناوين الحروب، والعقيدة القتالية للجنود. سيناريوهات لا فائز فيها إلا إسرائيل التى لم تعد بحاجة أن تحارب أحدا أو تحمل همَّ أحد، فعدا فصائل المقاومة «المحاصرة» فى
غزة
، تكفل العربُ بأنفسهم؛ صراعات طائفية أو داخلية أو على السلطة. يستدعى بعضهم ثأرات وفتن عمرها أربعة عشر قرنا، ويحلم بعضهم «بالخلافة»، بل ويرفع بعضهم أعلامها السوداء. وتحت هذه اللافتات الزاعقة، أو «بحجتها»، تجد السلطة ألف حجة لقهر المواطن وقمع الحريات وإجهاض الثورات وإلقاء البراميل المتفجرة.
هاهى إسرائيل توشك أن تحسم «استراتيجيا» صراع العقود الستة، بعد أن شُغل محيطها بمعاركه المفتعلة إن طائفيا أو على السلطة.
لأسباب يطول شرحها، لم يأتِ الربيع بديموقراطية حقيقية؛ تَقْوى بها دوله بما توفره من حرية ومواطنة ومحاسبة وشفافية، تنافس بها ديموقراطية توفرها اسرائيل «ليهودها».
فالعراق
أضاعه نظام لم يرث من صدام غير استبداده وقمعه وإقصائه للآخر.
وسوريا
أخفت الأشلاء والدمار بأرقام الاقتراع. وليبيا تبحث عن الدولة التى لم تكن هناك لأربعة عقود كاملة. واليمن حائر فى شكل «العودة إلى ما كان»؛ يمنين، أم قبائل هنا وهناك. والجزائر اختارت رئيسا على كرسى متحرك. ومصر تعثرت فى الاستقطاب وتوابعه. وتاه أهلها الطيبون وسط صيحات الخلافة وتوهمات القدرة وأكاذيب المؤامرة.
وسيناء؛
خط نار الستة والستين عاما، والتى عرفت يوما «منظمة
سيناء
العربية» تنظيما فدائيا من أهلها يزود عن حدودنا
الشرقية
، ويوجع «العدو»، أصبحنا تقريبا لا نعرف عنها شيئا.
(من مقال: «حديث الجوار الاستراتيجي»: 13 يوليو 2014)
•••
By Emad Hajjaj © 2005
ثم كان أن اجتمع «العرب» وانفضوا، وذهبت وفودهم وجاءت، وتخاصموا وتصالحوا، وانشغلوا، لا «بحقائق عصر» وتحديات مستقبل، بل بما يقوله إعلام بعضهم عن بعضهم .. لا أكثر.
.................
فيما تنزف
سوريا
كل يوم دماءً ولاجئين (تجاوز عددهم الثلاثة ملايين)، وفيما يتعثر
العراق
في تفجيراته «اليومية»، ودولته «الإسلامية»، وتحالفات معقدة «لائتلاف دولي» يأتي هنا للمرة الثانية.
يخطئ من يعتقد، أو يحاول أن يجعلنا نعتقد بأن بوسعه أن يتنبأ بما ستصير إليه الأمور فى المشرق العربي المرتبك المتشابك «إقليميا ودوليا». ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة المؤكدة أن ماجرى فى
العراق
«القوى» قبل ربع قرن (أغسطس 1990) كان حجر الزاوية فى كثير مما جرى إقليميا. وأن
العراق
، الذى ضربت اسرائيل مفاعله النووى (يونيو 1981) قبل أن تجتاحه «عاصفة الصحراء» العربية
الأمريكية
(يناير 1991) كان أول الخارجين من معادلة القوى الإقليمية، التى جرى إعادة ترتيبها بعد مغازلة السفيرة
الأمريكية
لغرائز الديكتاتور الإمبراطورية فى ذلك اليوم الحار من أغسطس 1990. استُدرِج صدام «القادسية» إلى
الكويت
، ليخرج منها يلعق جراحه مكابرًا لسنوات تحت الحصار قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فى مشهد السقوط الأخير لتمثاله فى ساحة الفردوس فى قلب عاصمة الرشيد (أبريل 2003). لتنقل لنا الشاشات يومها كيف انهال بسطاء
العراقيين
على التمثال بالأحذية، فى مشهد يشبه ما جرى لصورة مبارك فى تظاهرات
المحلة الكبرى
الشهيرة (أبريل 2008)
•••
في دروس
العراق
القديمة / الجديدة ما يمكن أن نقرأه فيما يلي:
1 «فى التنوع ثراء». هكذا تعلمنا الطبيعة وسنن الله فى خلقه. والدولة التى تفشل فى إدارة التنوع تضع نفسها ومواطنيها على طريق قد ينتهى بما نراه فى
العراق
..
2 «الصندوقراطية» غير الديموقراطية، وأن بناء مجتمع ديموقراطى حقيقى يتعايش أبناؤه ويتعاونون لبناء المستقبل يحتاج ما هو أكثر من صور الأصابع المغموسة بالحبر على أبواب مراكز الاقتراع، وأن الطريق الممهد لفشل الدولة هو أن يتباهى فريق بالأرقام والنسب المئوية ناسيا ما تقوله تجارب التاريخ من أن أسوأ الديكتاتوريات هى «ديكتاتورية الأغلبية». هكذا تعلمت أوروبا درس «الرايخ الثالث» وهكذا علمنا سبحانه درس حُنَين «.. إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ» مع الأخذ فى الاعتبار باختلاف السياق.
3 لا يزدهر التطرف ويجد ظهيرا شعبيا إلا وسط بيئة من الإحباط والإحساس بالتمييز وغياب العدالة والمواطنة.
4 الذين لعبوا مبكرا بنار الطائفية مستدعين الدين إلى ساحة السياسة، لم يدركوا أن هذه هى النتيجة. «معظم النار من مستصغر الشرر».
5 رغم أن الكل إقليميا ودوليا بات صاحب مصلحة فى إعادة العفريت إلى قمقمه، إلا أن البادى فى الأفق حشدٌ طائفىٌ ينذر بما لا تحمَد عقباه. والمشهدُ الجاثمةُ ظلاله على منطقة دخلت قرنها الواحد والعشرين، لا يكاد يختلف عما عرفته مائة مرة على مدى تاريخها المكتوب: تحت رايات «دينية»، يختلف الساسةُ على السلطة، فيندفع أولئك المؤمنون البسطاء الغيورون على دينهم، طالبين الموت والجنة. فتدور الدائرة «المقدسة» للعنف والدماء.
يتقدم العالم كله من حولنا. ونبقى فى مكاننا نستدعى ثأراتنا القديمة، ونستل سيوفنا الصدئة. نجلوها، ثم نزخرفها بالشعر والآيات الكريمة.. لنحارب معاركنا القديمة، التى لأنها «مقدسة» فلن تنتهى أبدًا.
لا ننشغل كثيرا بالاستبداد، لأننا منشغلون بمعاركنا القديمة.
ولعل فى هذا تلخيصٌ لقصة تاريخنا كله.
(من مقال:
«العراق
.. في القصة تفاصيل أخرى»: 15 يونيو 2014)
•••
وبعد ..
فقد كان في أكتوبر 2002 أن ألقى الأستاذ محمد حسنين هيكل بمحاضرة في الجامعة
الأمريكية
عنونها «مصر الآن» حذّر فيها نظاما لم يفهم «أن مجرد التواجد فى الحكم ليس كافيا فى حد ذاته لاضفاء الشرعية على أى تنظيم أو نظام». ثم كان في مايو2013 أن ألقى الشيخ راشد الغنوشي محاضرة في
واشنطن
قال فيها نصا «أن الأغلبية لا تكفي في مراحل الانتقال ، وأننا نحتاج ائتلافا واسعا لنوجه رسالة مفادها ان البلد للجميع».
أعود إلى محاضرتَي الأستاذ والشيخ. ثم أعود إلى ما يقوله هيكل الآن في حواراته، وإلى ما يكتبه الأساتذة فهمي هويدي وزياد بهاء الدين وعبد الله السناوي وعمرو الشوبكي وحمزاوي وعزمي بشارة وبلال فضل وأنس حسن … وغيرهم كثير ممن لم تدركهم ذاكرةٌ هرمت، فضلا عن ما يتبادله شباب الإخوان وغيرهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فأخشى أن هناك نذرا في الأفق. وأتمنى أن لا يصدق فينا المثل المصري الشائع عن «الحكمة من أن الله خلق لكل منا أذنين».
لمتابعة الكاتب:
twitter: @a_sayyad
Facebook: AymanAlSayyad.Page
روابط ذات صلة:
سجل المبادرات المجهضة
فيما نحن منكفئون
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
بين المطرقة والسندان (2) «المعادلة الصفرية»
غزة: حديث «الجوار» الاستراتيجى
غزة: حديث «الجوار» الاستراتيجى
غزة: حديث «الجوار» الاستراتيجى
أيمن الصياد يكتب: المصريون الخمسة
أبلغ عن إشهار غير لائق