دعا خطباء وأئمة المساجد أبناء الشعب المصري في خطبة الجمعة اليوم إلى التوحد في مواجهة كل أشكال الإرهاب ورفض دعاوى الشغب والتخريب ومساندة قوات الأمن فى التصدي للإرهاب، محذرين من الفتن التي تنال من وحدة المصريين وتضعف الأمة الإسلامية ومن التجاوب مع أي دعوات للإساءة للدين الإسلامي والحفاظ على حرمة النفس والمال. كما أعرب الأئمة عن أملهم في أن يحفظ الله مصر من كل سوء ويوحد شعبها ويحمى جيشها من كل سوء، مؤكدين رعاية الله لمصر وحفظها من كل مكروه وهو ما ورد بالقرآن الكريم بذكر اسم مصر بالأمن. وطالب خطيب الجامع الأزهر الشيخ محمد زكى مدير الدعوة بالأزهر الشريف المصريين بالمشاركة فى مواجهة البلاء والإرهاب ولا يكونوا سلبين وأن يقف الجميع صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد لمواجهة الإرهاب للحفاظ على أمن بلدهم والحفاظ على النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. وأوضح الشيخ زكى أن من ساعد على قتل مسلم ولو بكلمة يأتي يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آنف من رحمة الله، مطالبا الجميع بعدم السلبية فليس من المروءة أو الدين ترك رجال الجيش والشرطة وحدهم في الميدان يصارعون البلاء بل على الجميع مساندة جهودهم. كما حذر خطيب الأزهر المصريين من حجم التآمر على مصر فى كل زمان ومكان غير أنه أكد أن الله حبى مصر بنعم كثيرة جعلها مباركة جيش وشعبا، مشيرا إلى أنه سيهزم كل من أراد مصر بسوء وأن الله حبا مصر بالأزهر الشريف رمز الوسطية والاعتدال. وأكد مدير الدعوة بالأزهر، أن الفتنة نائمة ملعون من أيقظها، مستنكرا المظاهرات التي لا يريد بها وجه الله وإنما تأجير دنئ لنفوس مريضة خانت الله ورسوله والإسلام والعروبة والوطنية. من جانبه، شدد خطيب الجمعة بمسجد النور بالعباسية على أهمية الأخلاق والقيم الإنسانية وضرورة التخلق بأخلاق القرآن الكريم والتي أكد عليها الإسلام ومنها التعاون والتقوى والبر ونبذ العنف. وأكد خطيب النور الشيخ محمد على أن النبي (ص) حذرنا من حمل المصاحف إلى أرض العدو ونهى عن ذلك حتى لا تنتهك حرمتها، مشيرا إلى أن الدعوة لرفع المصاحف رفعها الخوارج قديما، ووصفها بالماكرة والخبيثة ومثيرة للفتنة، مضيفا أن مصر هي أرض الأنبياء وستبقى رغم أنف الكارهين أرض العروبة والإسلام والتاريخ ولم يمنع فيها إقامة شعائر الله. بدوره أكد خطيب مسجد مصطفى محمود فى خطبة الجمعة أن دين الإسلام أوصى بعدم رفع السلاح إلا فى وجه الأعداء، وليس فى وجه المسلمين، وحتى المسيحيين فأوصى النبي بالحديث إليهم محذرا من فتنة رفع المصاحف التي كان سببها الخوارج، الذين كفروا كل المسلين. وأشار الشيخ محمود سلام إلى ضرورة الحفاظ عن منهج الإسلام الوسطى، بعيدًا عن المناهج التي تخرج الشباب من الدين، مطالبًا الدولة بالمواجهة الفكرية للتكفيريين بجانب المواجهة الأمنية. وبدوره، ركز الدكتور أيمن محمد خطيب مسجد الأنصار بمدينة نصر على أهمية التمسك بمكارم الأخلاق التي أمر بها الرسول عليه الصلاة والسلام، مؤكدا أن حسن الخلق هي أساس القرب لله ورسوله ودخول الجنة، مبينا حاجة المجتمع إلى الخلق القويم والتواضع والتسامح والبعد عن الشقاق والنفاق والتشدد والعنف. كما شدد خطيب مسجد الحسين على خطورة الفتنة والخروج برفع المصاحف مما يفتت وحدة المصريين، محذرا من فرض السياسة على المساجد وإبعادها عن أهدافها التربوية والروحية والتعليمية. من جانب أخر شهد محيط الجامع الأزهر تواجدا أمنيا احترازيا لأي مسيرات أو أعمال شغب فيما انصرف المصلون فى هدوء.