وأنت تقف سلميا معارضا للتيار السائد اليوم فى مصر بصوته الواحد ورأيه الواحد وتوظيفه الزائف للوطنية وتجاهله للحقوق والحريات وتأييده الكاسح لمنظومة الحكم/ السلطة ولقراراتها وإجراءاتها الاستثنائية، عليك أن تعى أن الوطنية الحقة تلزم بدعم دور القوات المسلحة وقوات الأمن ومؤسسات وأجهزة الدولة الأخرى فى مواجهة الإرهاب وتخليص المواطن والوطن من شروره فى لحظة انفجارات إقليمية متتالية، وأن توضح للرأى العام (قدر استطاعتك) أن الاستخدام الضرورى للأدوات العسكرية والأمنية لا يتناقض لا مع المزج بينها وبين الأدوات القانونية والتنموية والمجتمعية الأشمل ولا مع ضمانات الحقوق والحريات ولا مع رفض «تقنين الاستثناء» على النحو الذى يحمله إصدار قوانين توسع من اختصاص القضاء العسكرى. وأنت تقف سلميا معارضا للتيار السائد اليوم فى مصر بصوته الواحد ورأيه الواحد وتوظيفه الزائف للوطنية وتجاهله للحقوق والحريات وتأييده الكاسح لمنظومة الحكم / السلطة ولقراراتها وإجراءاتها الاستثنائية، عليك أن تسبق طيور ظلام المرحلة ومدعى حق احتكار «الكلام» باسم الوطنية إلى التشريح الموضوعى لظواهر الإرهاب والعنف ولخصائص التنظيمات المتورطة فيهما ولسمات فكر التطرف المروج للممارسات الوحشية والدموية وإلى التناول العلمى للسبل الأفضل لتحصين البيئات المجتمعية من القابلية لاحتضان الإرهاب والعنف، وأن تدرك أنك بذلك تظهر للرأى العام (قدر استطاعتك) حرصك على حماية المواطن والوطن والمجتمع والدولة وتدلل على تهافت طيور ظلام المرحلة وسطحية آراء المدعين والمحرضين. وأنت تقف سلميا معارضا للتيار السائد اليوم فى مصر بصوته الواحد ورأيه الواحد وتوظيفه الزائف للوطنية وتجاهله للحقوق والحريات وتأييده الكاسح لمنظومة الحكم / السلطة ولقراراتها وإجراءاتها الاستثنائية، عليك أن تتيقن من القيمة الإنسانية والمجتمعية لكل كلمة تكتبها أو تقولها إن فى مساحات عامة أو خاصة طلبا لرفع المظالم ولإيقاف انتهاكات الحقوق والحريات وجبر الضرر عن الضحايا ومحاسبة المسئولين ودفاعا عن مسار تحول وبناء ديمقراطى يتناقض مع «تقنين الاستثناء» إن فى قوانين القضاء العسكرى أو فى تعديلات قانون العقوبات أو فى الهجمة الشرسة على بعض المعارضين السلميين وعلى منظمات المجتمع المدنى، وأن تثق فى أن المظالم لا تدوم وأن ضحايا الانتهاكات حتما سيطلبون المساءلة والمحاسبة وأن «الاستثناء» ليس له إلا أن يكتسب شرعية أمر واقع مؤقتة وفى أن كلماتك هذا أوانها وأنها تتسق مع الجهود المخلصة لمواجهة الإرهاب والعنف والانتصار لحق المواطن فى الحياة ولحق الوطن فى التقدم والاستقرار. وأنت تقف سلميا معارضا للتيار السائد اليوم فى مصر بصوته الواحد ورأيه الواحد وتوظيفه الزائف للوطنية وتجاهله للحقوق والحريات وتأييده الكاسح لمنظومة الحكم / السلطة ولقراراتها وإجراءاتها الاستثنائية، عليك أن لا تغفل كون مواقفك وكلماتك حتما ستجلب لك عداء طيور ظلام المرحلة ومدعى حق احتكار «الكلام» باسم الوطنية وحتما ستعرض حياتك الشخصية والمهنية لمصاعب وأزمات وربما أوقعتك أيضا فى خانات ضحايا القمع والمظالم أو فى خانات من يشوهون إفكا وبهتانا، وأن تتثبت من أن الأكلاف هذه ليست بالهينة وأنها تدفع بعض أصحاب المواقف والكلمات المشابهة فى لحظات الوحدة والقلق والعزوف والانعزال إلى التراجع خطوة أو أكثر إلى الوراء وحينها يكون التقدير والاعتراف الإنسانيين بقسوة الظرف وبالخوف على الأهل والعمل والمستقبل وربما بشىء من فقدان الأمل هما جوهر الفعل الصادق الوحيد، وأن تتواضع مدركا أن عدم تراجعك أنت لا يعنى لا بطولة نادرة ولا يحوى ضمانات ثبات لا نهائية. غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.