المرشحون لبطولة أوروبا

•• كانت ليلة من ليالى الأنس فى مدريد.. أو ليلة الدربى فى العالم.. ليلة الكلاسيكو دوس كلاسيكوس.. أو مباراة ال نصف مليار جنيه إسترلينى، إذ يصل مجموع اسعار لاعبى الفريقين إلى 531,8 مليون جنيه بالضبط.. البداية بدت كتالونية حين سجل نيمار هدف فريقه المبكر والوحيد.. لحظتها اشتعل مدرج جماهير برشلونة، فالأسلحة كلها فى الملعب، ميسى ونيمار وسواريز العائد بعد 123 يوما إيقاف، وقد كانت عودته مثار تعليقات صحف العالم حتى أن صورته كانت غلافا للعديد من الصحف والمجلات، كما أن وسائل الإعلام حاصرت لويس إنريكى مدرب برشلونة بالسؤال عن اشتراك سواريز وذلك قبل المباراة، فرد إنريكى مازحا: «كل سؤال عن سواريز ستكون إجابته بمليون دولار.. وسواريز أول لاعب من أوروجواى يلعب ضد ريال مدريد منذ 30 سنة ومنذ ظهور ستيف أرشيبالدى مع برشلونة..
•• بهذا الفوز الكبير يكون ريال مدريد قد كسر سلسلة مباريات برشلونة المتتالية بدون هزيمة منذ بداية الموسم. وكسر أيضا التيكى تاكا الكتالونية بأخرى مدريدية وهى التى أشرنا إليها بعد الفوز الذى حققه الريال على ليفربول بعقر داره فى بطولة أوروبا (3/صفر).. ففى الأداء قوة وجمال ولاعبوه يتحركون فى كل مكان ويتبادلون مراكزهم بسرعة..
والفريق عنده خط وسط رائع وهجوم مرعب.. وكان إيسكو وكروس من مفاتيح اللعب المهمة، وكذلك بنزيمة بتحركاته الممتازة، والذى اختير رجل المباراة، أما رونالدو فهو كعادته كان جائعا للتهديف يدخل صندوق برشلونة كمن يقتحم موقعا فى حرب شاهرا سيفه.. إنه لاعب مصارع، من مجالدى كوليزيوم روما..
لاشك أن برشلونة افتقد جوارديولا، بينما لم يفتقد ريال مدريد مدربه الأسبق مورينيو الذى قيد لاعبيه بالطرق الدفاعية وأفقدهم ثقتهم فى أنفسهم، وهو مارده إليهم مدربهم الإيطالى أنشيلوتى.. لكن الأهم هو افتقاد اللاعبين فى برشلونة للرغبة فى النجاح وفى تحقيق المزيد منه.. وليست مقياسا المباريات التى خاضها الفريق فى الدورى قبل مواجهة ريال مدريد، فهو لم يلعب أمام الاقوياء، وفى الكرة الإسبانية تتجلى ظاهرة القطبية، فالبطل غالبا إما ريال مدريد وإما برشلونة، وهما ظاهرة عالمية تجاوزت حدود إسبانيا.. وكان ذلك قمة فى ذكاء التسويق، وبيع هذا المنتج إلى جميع دول العالم لدرجة أن مانشيتات الصحف والمواقع الإلكترونية قبل المباراة وبكل اللغات كانت واحدة: «كلاسيكو الأرض».
•• بعد الأداء الذى قدمه ريال مدريد أمام برشلونة وقبل ذلك مع ليفربول فى أنفيلد يتصدر الريال الآن الفرق المرشحة للفوز بكأس أوروبا والاحتفاظ بلقبه.. والمرشحون هم بالترتيب ريال مدريد، وبايرن ميونيخ الذى قدم بدوره مباراة رائعة أمام روما، وبرشلونة، وباريس سان جيرمان، وتشلسى..