يستحق الزميل والصديق ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، التحية والتقدير هو وكل زملائه بالمؤسسة على الجهد الكبير الذى بذلوه فى مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادى تحت شعار «مصر.. طريق المستقبل». كنت أظن أن ياسر صحفى متميز فقط، لكنه أثبت أن لديه مواهب إدارية فريدة. لأنه عندما تستطيع أن تجمع كل هذا العدد من الوزراء وكبار المسئولين والمستثمرين ورؤساء الشركات والخبراء والمختصين النوعيين فى كل المجالات الاقتصادية تحت سقف واحد ولمدة ثلاثة ايام فتلك موهبة تستحق الإشادة. حضرت مساء الثلاثاء الجلسة الختامية لمدة زادت على ساعتين، كثير من الحضور كان لديه يقين أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيحضر. وفى منتصف الجلسة سارت همهمة بأن الرئيس قد وصل بالفعل أو فى طريقه للمؤتمر. عند هذه اللحظة استدارت كل كاميرات الفضائيات والمصورين من على منصة الوزراء والخبراء لتركز على مدخل القاعة الفسيحة بفندق الماسة بمدينة نصر. العدسات ظلت مصوبة إلى الخلف. وعقب نهاية المؤتمر علمت أن الرئيس نوى الحضور فعلا، لكن إحدى الفضائيات تسببت ربما دون قصد فى عرقلة ذلك، حينما أعلنت على الهواء أن الرئيس فى طريقه للمؤتمر، وربما تكون توصية أمنية هى التى نصحت بعدم الذهاب فى أعقاب نشر الخبر قبل وصول الرئيس. الكاميرات عادت مرة أخرى لتركز على المنصة، حيث تبادل الوزراء والخبراء إعلان التوصيات كل فى مجاله. المؤكد أن المؤتمر وفر بيئة ملائمة لتبادل الأفكار والاقتراحات وشرح المشاكل بين الحكومة والمستثمرين. كنت متفائلا بأن ميزة المؤتمر هى توصله إلى قرارات، وليس مجرد توصيات متكررة، لدرجة أن الدكتور هانى سرى الدين وهو يتلو توصيات لجنة الاستثمار قال إن هناك دراسة لبنك مصر أجراها عام 1927 طالبت بتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وهى التوصية التى لاتزال تتكرر فى كل المؤتمرات حتى الآن. وتفاءلت خيرا أكثر حينما تحدث ياسر رزق فى بداية الجلسة مطالبا بقرارات محددة وليس توصيات، لأنه لا يعقل على حد قوله أن تكون الحكومة هى التى توصى وهى صاحبة القرار. لكن للأسف الشديد حينما استمعت إلى التوصيات لمدة ساعتين كانت معظمها تتحدث فى المطلق. كنت أتمنى أن يركز المؤتمر على حل خمس أو ست مشاكل مستعصية بدلا من الحديث الفضفاض عن مئات القضايا والمشاكل المستمرة منذ عشرات السنين وأغلب الظن أن بعضها سوف يستمر لسنوات طويلة لأن حلها يحتاج لاستثمارات ضخمة وكفاءات إدارية متنوعة وذهنيات جديدة تماما لم تتلوث بالروتين القاتل أو تخشى اتخاذ القرار. سألت مستثمرا مصريا بارزا عن تقييمه للمؤتمر فقال إنه كانت مناسبة اجتماعية جيدة ووفر بيئة ممتازة لتبادل الآراء، لكن ليس هكذا يتم جذب الاستثمار والمطلوب بيئة وقرارات وتشريعات محددة وليس نوايا طيبة. قبل نهاية المؤتمر بقليل شعرت ببعض التفاؤل حينما تحدث د.أشرف العربى وزير التخطيط بلغة يغلب عليها الصدق والإصرار على النجاح، وزاد تفاؤلى حينما تحدث الوزير منير فخرى عبدالنور عن التزامه وتعهده بإصدار مجموعة من القوانين الاقتصادية خلال أسابيع أو شهور. مرة أخرى شكرا لأخبار اليوم على هذا الجهد، وننتظر نتائج الأمانة العامة للمؤتمر برئاسة أشرف العربى ومنير فخرى عبدالنور، ونرجو أن يكون المؤتمر خطوة مهمة للمؤتمر الدولى الأكبر الخاص بشركاء الاستثمار الذى سيعقد فى فبراير المقبل.