•• كانت مباراة هولنداوالأرجنتين درسا فى الأساليب الدفاعية، وكيفية حرمان المنافس من تسلم الكرة، لم يعد الأمر مقتصرا على مقابلة المهاجم، ولكنه أصبح قطع الكرة قبل أن تصل إلى المهاجم، وفى هذا برع الأرجنتينيون والهولنديون.. والحصة الدفاعية هى الوجه الجميل فى المباراة، ولا توجد وجوه أخرى.. إلا أنه فى النهاية نحن أمام نهائى نموذجى، أوروبى لاتينى، وقد أعجبنى صدق توقعات الخبراء الإنجليز الذين أكدوا وصول الأرجنتين للمباراة النهائية، بناء على طريق المنتخب فى القرعة وكان سهلا للغاية.. باستثناء مواجهة هولندا فى الدور قبل النهائى والفوز بركلات الجزاء. •• فى التصدى لركلات الجزاء هناك نظريات علمية يعرفها حراس المرمى ويتجادلون حولها، البعض ينصح الحارس بأن يظل ثابتا فى موقعه، وقام علماء بإحدى الجامعات بإقرار تلك الحقيقة بعد أن درسوا تصرف حراس المرمى فى 286 ركلة جزاء سددت فى بطولات محلية مختلفة فى كل أرجاء العالم، حيث اكتشفوا حقيقة غير قابلة للخطأ، وهى أن الحراس الذين لا يتحركون قبل تسديد الكرة يتصدون بنجاح لركلات الجزاء أكثر من هؤلاء الذين يلقون بأنفسهم نحو أحد جانبى المرمى قبل تسديد الكرة، وجاء فى الدراسة: «أن هؤلاء الحراس الذين يتوجهون إلى جانب معين يتصدون بنجاح لتسديدة واحدة من بين كل أربع تسديدات، فى المقابل فإن الحراس الذين يبقون ثابتين فى أماكنهم يتصدون لست ركلات من بين كل 10 تسديدات». •• قد تكون الدراسات العلمية صحيحة، ويمكن من خلالها شرح الكثير من الظواهر، لكن هل يمكن لها أن تساعد حارس المرمى فى إنقاذ مرماه من ركلة جزاء؟ تقول ساندرا يوهانى المتخصصة فى علم الرياضيات فى جامعة إيرلانجين فى نورنبرج: «لا لأن التصدى لركلة جزاء ضد كل القواعد الطبيعية لعلم الفيزياء، وتضمن تفسيرها للأمر أن اتساع المرمى هو سبعة أمتار و32 سنتيمترا، وارتفاعه يصل إلى مترين و44 سنتيمترا، والمسافة بين المرمى ونقطة الجزاء هى 12 ياردة أو 11 مترا، وأن قطر الكرة هو 22 سنتيمترا، وأن غالبية الكرات التى تسدد من نقطة الجزاء تتراوح سرعتها ما بين 72 و90 كيلومترا فى الساعة أى بمتوسط سرعة يبلغ 83 كيلومترا فى الساعة، أى ما يعادل 23 مترا فى الثانية الواحدة، وهذا يعنى أن الكرة تصل إلى خط المرمى فى نصف ثانية، ويحتاج رد فعل أى حارس فى براعة أوليفر كان أو ديدا أو إيكر كاسياس إلى ربع ثانية على الأقل فيتبقى له ربع ثانية أخرى ليقفز من منتصف المرمى للوصول إلى الكرة وإبعادها عنه، وهذا مستحيل.. وفقا لما تقوله يوهانى. وتضيف أنه فى هذه الحالة سيكون الحارس فى حاجة إلى أن تبلغ سرعته 35 كيلومترا فى الساعة ليصل إلى القائم أو 1ر36 كيلومتر فى الساعة، إذا توجهت الكرة إلى زاوية المرمى العليا، وأن عداء سباقات ال100 متر وحده يمكنه أن يصل إلى هذه السرعات، لكن حارس المرمى ليس بعداء أوليمبى، كما أنه من المفترض أن يتحرك نحو الكرة من وضع الثبات والمحصلة النهائية، وباختصار، أن التصدى لركلة الجزاء هو أمر مستحيل حسابيا وفيزيائيا». •• لكن الحقيقة مختلفة تماما، ويمكن أن يرويها هؤلاء النجوم الذين تعرضوا للإخفاق فى تسجيل ركلات الجزاء؛ لأنهم يعرفون الحقيقة كاملة.. يمكن أن يرويها فيلار وشنايدر وباجيو ورونالدو وأبوتريكة.. و... ومحمود حمد وأحمد العش لاعبا الإسماعيلى، وقد ضيعا ضربتى جزاء أمام وادى دجلة فى كأس مصر».