نشرت جريدة ذا إيكونوميست The Economist مقالا تناولت فيه مهنة «المفسر». استهل المقال بعرض نص إعلان وظيفة وهمية ظهر مؤخرا على إحدى المدونات: «مطلوب شخص يساعد القراء بالشرح والتفسير على فهم أولئك الذين سوف يشرحون لهم العالم.. وبينما سوف تمضى معظم وقتك فى خلق مفسرين للشراح، سوف تجمع فى بعض الأحيان مفسرى الشراح الآخرين، لتخلق مفسرين لمفسرى الشراح». ترى الجريدة أن هذا أمر يتجاوز كونه مجرد مزحة: فقد استشرت مهنة «المفسر». وأضافت الجريدة أن العديد من مواقع الإنترنت ومن أهمها فوكس فايف ثيرتى إيت تسعى إلى بناء أنشطة استثمارية على فكرة أن الأمور تحتاج إلى شرح. وحذت صحف راسخة حذوها: ففى أبريل، أطلقت صحيفة نيويورك تايمز موقع «أبشوت»؛ وتقوم صحيفة وول ستريت جورنال بالإجابة عن أسئلة مثل «ما هو على بابا؟» ويوفر للقراء «خمسة أشياء ينبغى معرفتها» حول موضوعات مهمة. وابتداء من العام الماضى تقدم الإيكونوميست مهمة المفسر كل يوم على مدونة «الإيكونوميست تشرح». ثم، هناك أم جميع المواقع الشارحة «ويكيبيديا»؛ التى تضم أكثر من 31 مليون «مفسر» بنحو 287 لغة. فإذا كنت فى حاجة سريعة إلى فهم شىء ما، ستكون قراءة الجملة أو الجملتين الأوليين من مقالة على ويكيبيديا بداية معقولة. ••• وأشار المقال إلى أن مفهوم المفسر كأحد الأشكال الصحفية لا يعتبر أمرا جديدا!. ففى موضوع على أحد المدونات عام 2008، على سبيل المثال، رأى جاى روزن، أستاذ الصحافة فى جامعة نيويورك، أن «هناك بعض الموضوعات التى لا يمكننى أن أفهم أى جزء فيها، إلا بعد أن أحيط بها كاملة». فينبغى أن يخلق المفسرون «أداة ناقلة للفهم يمكن أن تعتمد عليها التقارير الصحفية المقبلة «. وظلت الحاجة لمثل هذه الأداة، قائمة دائما، كما يقول روزن اليوم. ولكن لأن الصحف تقع ضمن نشاط بيع الأخبار وفضاء الاستثمار النادر فى الطباعة، كانت تلبية هذا الطلب فى الغالب نبذة قصيرة، أو الفقرة التى تلخص الخطوط العريضة للموضوع. وفى العالم الافتراضى، هناك مساحة للتفسير واحتياجا أكثر من ذلك بكثير: حيث تنهمر على القراء أكثر من أى وقت مضى معلومات مختصرة، يصعب فهمها من دون معرفة خلفيتها. وعلى نحو ما، يعتبر المفسرون، العنصر المعادل لتيارات لا نهاية لها من العناوين، والموضوعات والتغريدات التى يجد من خلالها معظم مستخدمى الإنترنت أخبارهم اليوم. ••• ثم أوضح المقال أن عمل المفسرين سوف يستمر، ولكن السؤال الأكثر صعوبة يتعلق بالشكل الذى سيتخذونه. مقالات ويكيبيديا نبدأ مع موجز، ولكن يمكن أن تكون طويلة جدا بعد ذلك وتفصيلية. وقد تم إعداد أدوات التفسير على موقع فوكس «افهم الأخبار» فى شكل مجموعة من «البطاقات» المختصرة؛ كما يطرح الموقع أشرطة الفيديو اطلق عليها «توضيح فى دقيقتين». ويطرح موقع «أبشوت» المقالات فى صورة تحليلات متعمقة. ويلتزم المفسرون فى موقع الإيكونوميست عادة التمسك بصيغة من أربع فقرات: التمهيد، الخلفية، والشرح والتداعيات. وفى الختام ذكر المقال ما قاله روزن فى إحدى محاضراته لطلابه: حتى عندما تكتب أغنية لتنوير المستمعين. دع ألف مفسر يزدهرون.