سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملصق «هل صليت على النبى اليوم؟».. لغز يبحث عن حل شاب إخوانى: تحرك سلفى بالاتفاق مع الأمن مصادر سلفية: محاولة للعودة إلى الجانب الدعوى.. وتجاوب الناس وراء انتشارها خبراء: محاولة التفاف مصيرها الفشل.. والمجتمع سيرفض والسيسى لن يسمح
ظاهرة تلفت الانتباه مؤخرا، فقد انتشرت بكثافة ملصقات دينية على جدران القاهرة وضواحيها، تحض على الالتزام بالذكر والتسبيح والصلاة على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، فى شكل قريب من أداء جماعة الإخوان وحلفائها فى التيارات الإسلامية، الأمر الذى عزاه مراقبون إلى قرب حلول شهر رمضان، فيما أكد آخرون أنه عودة واضحة من جانب تيارات «الإسلام السياسى» إلى خانة الدعوة عقب خسارة مشروعهم السياسى. الشيخ محمد حسين يعقوب، عضو مجلس شورى العلماء، أحد كبار مشايخ السلفية، دعا أبناء التيار الإسلامى للعودة للدعوة إلى الله وترك الحياة السياسية، وقال يعقوب لأبناء التيار الإسلامى، فى تسجيل له: ضاعت الدعوة فى غمار السياسة، وعلينا تربية القلوب والعودة للدعوة الإسلامية. وأضاف فى أحد دروسه هذا الأسبوع: «الضرر وقع على الدعوة، ووقع الإسلاميون فى أخطاء بدءا من قضية التوحيد ذاتها وموالاة الكفار، كذلك الجلوس مع المذيعات المتبرجات، والجلوس على فيس بوك وتويتر، فضاعت الدعوة فى غمار هذا، ونريد العودة للدعوة مرة أخرى ونبدأ من «ألف باء»، بعد أن انشغل الدعاة بالشئون الحزبية. وقالت مصادر فى الدعوة السلفية إن الدعوة تنشط بالفعل فى المجال الدعوى بما فى ذلك حملة «هل صليت على النبى اليوم؟»، ولكن المصادر استطردت بالقول إن الجزء الأكبر من هذه الحملة يتم بصورة ذاتية من خلال تجاوب أشخاص عاديين أعجبتهم الفكرة فقرروا نشرها. من ناحيته أكد الشيخ محمود عبدالحميد، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية على وجود ما أسماه «نشاط مكثف» للجناح الدعوى داخل السلفيين لإبعاد شبهات تغليب السياسة والحزبية على الجوانب الإيمانية والروحية، قائلا ل«الشروق» لم تطغ السياسة عندنا على حساب الدعوة ونعكف حاليا على تجهيز ندوات ودورات دينية متتالية، بالإضافة لإعداد الدعاة والجلسات القرآنية المنتظمة قبل شهر رمضان. فى المقابل قال قيادى إخوانى شاب بإحدى محافظات الدلتا ل«الشروق» إن جماعة الاخوان حاليا لا تملك «موارد مالية» لمثل تلك الأنشطة الإيمانية، فالسيولة التى تملكها الجماعة توجه لأسر ضحايا رابعة والنهضة وتخصصها للدفاع عن أبناء الجماعة بالسجون، وشباب الإخوان الذين كانوا يتولون مثل هذه الأعمال بين محتجز ومطارد حاليا، ولو كنا وراء نشر هذه المطبوعات لكنا ختمناها بأحد الشعارات والرموز الدالة على الجماعة كعادتنا». وكشف القيادى الذى رفض ذكر اسمه عن قيام شباب الدعوة السلفية بطبع المطبوعات وتوزيعها فى جميع محافظات الجمهورية، وأن ذلك يأتى ضمن اتفاق السلفيين مع النظام الجديد الذى تعهد لقيادات حزب النور بعدم التضييق عليهم فى أنشطتهم الدعوية، وهو مارأيناه من سماح الأمن بنشر تلك المطبوعات على واجهات المحال والميادين العامة وأبواب المساجد وعلى أسوار المنشآت الحكومية والسيارات». من ناحية أخرى بعث عدد من قواعد تنظيم الإخوان فى مصر ودول بالخليج بتقارير تلقاها التنظيم الدولى للجماعة وقياداتها فى الدوحة تفيد بضرورة إعلان هزيمة الإخوان سياسيا، وترك العمل السياسى إلى الأبد، والعودة للعمل الدعوى والخيرى لإنقاذ ما تبقى التنظيم. أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، قال إن قواعد التيارات الاسلامية وجماعة الإخوان المسلمين منها تحديدا، يشعرون بالإخفاق نتيجة محاولاتهم التوفيق بين العمل الدعوى والسياسى، ومع إدراكهم للأمر الواقع حاليا فإنهم سيميلون الى محاولة ملء «الفراغ الإيمانى» فى مجتمع يعانى من تردٍّ شامل وظواهر كالتحرش والمخدرات وانحطاط الذوق العام. وتوقع بان فشل الإخوان والسلفيين نتيجة «الرفض الشعبى» للإسلام السياسى فى مصر مؤخرا، قائلا: أى فصيل منهم سيحاول مجددا التحليق بجناحى «الدعوة والسياسة» سيكون مصيره السقوط المروع مجددا، والتاريخ منذ القدم يرسخ لقاعدة «للقرآن مجال ورجال وللسيف مجال ورجال»، متسائلا عن دور الأزهر فى القيام بالدور الوعظى والدعوى مطالبا ب«تحريره» عن السلطة التنفيذية ليتمكن من ذلك. وأستطرد « أتوقع أن السلطة الجديدة لن تسمح بكيان يجمع بين السياسة والدعوة، وأن السيسى والحكومة سيرفضان الصيغة الملتبسة للعلاقة بين الحزب والجماعة، مشيرا إلى أن ضمان عدم التفاف تلك الجماعات وعودتها مرة أخرى يتمثل فى سماح النظام بالتعددية السياسية وظهور أحزاب حقيقية تلغى ثنائية «الوطنى والإخوان «التى سيطرت على المعادلة السياسية فى مصر لعقود. وقال أحمد زغلول، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالمركز الفرنسى للدراسات: «أدت الأحداث مؤخرا وتداعياتها إلى تقوية الآراء الموجودة منذ البداية بالتركيز فى العمل الدعوى بديلا عن المشاركة السياسة»، والتى خفتت نتيجة اللحظة التاريخية التى أعقبت 25 يناير 2011 خاصة لدى التيارات السلفية فى المقام الأول، ثم لدى جماعة الإخوان. ويضيف زغلول: كانت التخوفات تتلخص فى إهمال المساجد والدروس العلمية، ثم تجرؤ المجتمع على الدعاة فى وعى القطاعات الرافضة للعمل السياسى، وهو ماحدث فعلا فأصبحت صورة الداعية مهزوزة، بعض الناس يرونه انتهازيا يتحرك لصالح جماعات وأشخاص لا لفكرة ومشروع.