ستذهب إيران إلى البرازيل وهى تتصدر تصنيف المنتخبات الآسيوية لكن فرصتها فى اجتياز دور المجموعات لأول مرة فى نهائيات كأس العالم لكرة القدم لن تكون سهلة فى ظل عدم خوضها مباريات ودية قوية وسلسلة من الأمور السلبية المتعلقة بالفريق. وتحسر البرتغالى كارلوس كيروش مدرب إيران على موقف المنتخب الناتج عن مشكلات سياسية ومادية بعد الخسارة أمام غينيا وهى النتيجة التى تسببت فى تعرض الفريق لانتقادات حادة من وسائل الإعلام المحلية الغاضبة من العروض الضعيفة. وقال كيروش عند سحب قرعة كأس آسيا 2015 فى مارس الماضى: «سنبذل قصارى جهدنا. لدينا موارد محدودة ونعانى من بعض الأمور خلال الاستعداد للبطولة لكن الاتحاد المحلى يبذل مجهودا كبيرا ليقدم أفضل ما لديه للفريق». ورغم الوقوع فى مجموعة واحدة مع الأرجنتين المرشحة للفوز بكأس العالم فإن آمال إيران زادت فى الوصول لدور الستة عشر لأول مرة فى ظل اللعب أيضا مع البوسنة ونيجيريا وسط توقعات بأن تكون المنافسة ثلاثية على بطاقة التأهل الثانية إلى جانب رفاق ليونيل ميسى. لكن فى الواقع تبدو فرصة إيران صعبة فى تحقيق فوزها الثانى فقط فى كأس العالم بعد انتصارها الوحيد فى 1998 على حساب غريمتها السياسية الولاياتالمتحدة. وقال كيروش: «يجب أن نخوض كأس العالم باعتبارها مرحلة تعلم وهذا لا يعنى أن نذهب إلى هناك من أجل السياحة. يجب أن نذهب إلى البرازيل ونترك إرثا ويكون ذلك عن طريق الظهور بشكل جيد وأن نخرج من البطولة ومستوانا أفضل وبخبرة أكبر». وأضاف: «لا شك أنه ومنذ وصولى تطور مستوى اللاعبين والفريق. إيران تملك مستقبلا واعدا.. منذ ثلاثة أعوام كانت إيران تحتل المركز الرابع أو الخامس فى تصنيف منتخبات آسيا والآن أصبحت فى الصدارة». ومن المتوقع أن تعتمد إيران فى البرازيل على الدفاع المنظم المتكتل مع شن هجمات مرتدة سريعة. كيروش يبحث عن إنجاز فى المونديال من المتوقع أن تصل فترة عاصفة من ثلاث سنوات قضاها كارلوس كيروش كمدرب لمنتخب إيران إلى نهايتها بعد مهمة مستحيلة فى كأس العالم لكرة القدم حيث سيحاول قيادة الفريق إلى تجاوز دور المجموعات لأول مرة واسكات المنتقدين. ورغم أنه قاد المنتخب الايرانى إلى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة بعد فوزه بصدارة مجموعته فى التصفيات الآسيوية العام الماضى إلا أن خطط كيروش المولود فى موزمبيق واختياراته للاعبين كانت موضع انتقادات شديدة. لكن المدرب البالغ عمره 61 عاما لم يتراجع أبدا عن قناعاته التدريبية فى مسيرة قاد خلالها البرتغال وجنوب أفريقيا وريال مدريد كما عمل مساعدا لأليكس فيرجسون فى مانشستر يونايتد. وليس مدهشا أن شخصا استطاع إبهار فيرجسون أن يواجه منتقديه ورأسه مرفوع فى وسائل الاعلام الإيرانية وواجه مدربى الأندية المحلية من أجل الحصول على لاعبيه وكانت له الكلمة الأخيرة فى مشاحنة علنية مع نظيره فى كوريا الجنوبية تشوى كانج هى قبل مباراة الفريقين الأخيرة فى التصفيات. وأظهرت هذه المباراة التى جرت فى اولسان فى يونيو الماضى الجانب الإيجابى الذى جلبه كيروش للمنتخب الإيرانى. نيگونام..المفاعل النووى لهجمات إيران جواد نيكونام هو صانع اللعب والقائد ومنفذ ركلات الجزاء ومتخصص الركلات الحرة ولاعب أساسى فى خط وسط إيران واضافة إلى هذا سيحمل على عاتفه آمال بلاده فى مشاركتها الرابعة بنهائيات كأس العالم لكرة القدم فى البرازيل. ولدى نيكونام (33 عاما) خبرة كبيرة بعد خوض أكثر من 130 مباراة دولية مع بطل آسيا ثلاث مرات منذ مشاركته الأولى قبل 14 عاما. ويجيد نيكونام الاستحواذ على الكرة والتمرير بدقة وقوة ويبدو ظاهرا بقوة فى خط الوسط بقميصه الشهير رقم 6 وهو يترك بصمة واضحة فى الهجمات المرتدة. وأصبح نيكونام بانتقاله أول لاعب إيرانى يلعب فى دورى الدرجة الأولى الإسبانى وأمضى هناك ست سنوات أحرز فيها 20 هدفا فى نحو 150 مباراة. وأنهى مشواره فى إسبانيا فى 2012 وعاد إلى بلاده لينضم إلى الاستقلال وقاده للقب الدورى المحلى والوصول لقبل نهائى لدورى أبطال آسيا. ورشحه مستواه العالى للقائمة المختصرة لجائزة أفضل لاعب آسيوى لكنه خسر اللقب لصالح الصينى تشينغ تشى. ورحل نيكونام عن الاستقلال فى بداية العام الحالى وانضم إلى الكويت الكويتى وعزز من رصيده فى تسجيل الأهداف وإن كان ذلك فى مسابقة أقل قوة. وفى ظل الوقوع فى مجموعة واحدة مع الأرجنتين المرشحة لإحراز اللقب سيكون نيكونام مطالبا بأداء دور دفاعى كبير فى وسط الملعب إلى جانب زميله أندرانيك تيموريان فى ظل توقعات بتوالى الهجمات من المنتخب القادم من أمريكا الجنوبية. طريقة اللعب: يمتلك المنتخب الإيرانى دفاعا قويا يوقف خطورة المنافس. وساعد النهج الحذر المنتخب الإيرانى على الفوز على قطر ولبنان ثم كوريا الجنوبية ليتأهل لنهائيات البرازيل لكن تشكيلة كيروش ستواجه اختبارا أكثر صعوبة فى كأس العالم حيث سيلعب الفريق ضد الأرجنتين والبوسنة ونيجيريا فى المجموعة السادسة. كما استدعى كيروش لاعب فولهام ومنتخب المانيا للشباب سابقا اشكان ديجاجاه لإضافة لمسة ابداع على الفريق بينما شارك فى الأشهر الأخيرة مع المنتخب الإيرانى حارس المرمى الألمانى المولد دانييل داورى بجانب المدافع المولود فى كاليفورنيا ستيفن «مهرداد» بيت آشور. وتحقق انتصار ايران الوحيد فى كأس العالم على غريمتها السياسية الولاياتالمتحدة عام 1998 وأى فوز آخر فى البرازيل سيكون على الأرجح أكبر إنجازات كيروش التدريبية