صحيح صار لمصر رئيس جديد، لكن ربما يكون السؤال الذي يشغل بال كثيرين الآن «أين سيقيم المشير عبد الفتاح السيسي؟»، فرغم التجديدات التي يشهدها قصر الاتحادية حاليًّا، خرجت تصريحات لخبراء تتحدث عن وجود صعوبة للإقامة في هذا القصر. وأرجع الخبراء فكرة صعوبة إقامة السيسي بالقصر الرئاسي بمصر الجديدة إلى الدواع الأمنية التي تشهدها البلاد، مرجحة تنقل الرئيس الجديد للإقامة في عدة قصور رئاسية، كما أنه لا يريد تكرار تجربة مبارك الذي كان قليل الحركة، ولكن يعتزم التجول في مختلف المحافظات لمتابعة أحوال الشعب . وما بين هذا وذاك، شهدت السنوات الماضية، تغير مقر الإقامة الرئيسي والمفضل لدى ملوك ورؤساء مصر، بداية من الخديوي إسماعيل وحتى المتوقع مع المشير عبد الفتاح السيسي. «من عابدين للاتحادية» من قصر عابدين إلى الاتحادية، هكذا تغير مقر إقامة حكام مصر منذ الخديوي إسماعيل في القرن التاسع عشر وحتى الرئيس المؤقت عدلي منصور. فقصر عابدين ظل لأكثر من 100 عام مقرًّا لإدارة الدولة المصرية، منذ أن أنشأه الخديوي إسماعيل ومن خلفه في حكم مصر من الأسرة العلوية حتى عزل الملك فاروق، وإعلان محمد نجيب كأول رئيس للجمهورية، والذي حافظ على قصر عابدين كمقر للحكم، وهو ما لم يغيره الرئيسان جمال عبد الناصر وأنور السادات. لكن منذ أن تولى عبد الناصر الحكم لم يعد قصر الرئاسة سوى مقر إداري لإدارة شؤون الدولة، واحتفظ عبد الناصر بإقامته في منزله بمنطقة منشية البكري شرق القاهرة، بينما أقام السادات في منزله بالجيزة. كما أن الرئيس الأسبق حسني مبارك أقام في فيلا بمصر الجديدة، ولم يكن يذهب لقصر الاتحادية سوى في أوقات العمل الرسمية، رغم أنه كان صاحب قرار تحويل القصر إلى مقر لرئاسة الجمهورية في الثمانينيات من القرن الماضي. أما الرئيس المعزول محمد مرسي، فكان ينتقل يوميًّا من منزله في التجمع الخامس إلى مقر الرئاسة في الاتحادية، على عكس خلفه عدلي منصور، الذي كان أول رئيس يقيم في فيلا السلام الملاصقة لقصر الاتحادية، بسبب صعوبة تنقله إلى القصر يوميًّا من منزله في مدينة 6 أكتوبر. «السيسي وقصر السلام» وفي تعليق منه على ما سبق، قال اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية ل«بوابة الشروق» إن المشير عبد الفتاح السيسي سيقيم في قصر السلام محل إقامة المستشار عدلي منصور الحالي، مشيرًا إلى أنه سيتخذ من قصر الاتحادية مكتبًا إداريًّا له، كما هو الحال المتبع مع منصور. بينما ذكر الكاتب الصحفي مصطفى بكري أن المشير السيسي سيحكم مصر من المكان الطبيعي المخصص لذلك سواء كان قصر القبة أو قصر السلام أو دون ذلك، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي سيمارس مهام عمله الطبيعية دون أي ضغوط أو حسابات. وأضاف بكري في تصريح ل«بوابة الشروق» أنه من المؤكد أن المشير السيسي لن يحكم مصر من مخبأ أو مكان سري، مناشدًا الجميع عدم الالتفات لمثل هذه الأمور.