ذكرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «فاو» في تقرير لها أن هناك أكثر من 80 ألف نوع من الأشجار تكتظ بها الغابات والحدائق في العالم، لا يخضع لإدارة فعلية منها سوى 2400 نوع أو نحو 3%، فيما تقدمه من منتجات وتتيحه من خدمات، والباقي «97%» لا يعلم عنها العالم شيئا. وأضاف التقرير أن نحو 700 نوع فقط من تلك الأشجار تخضع للانتقاء أو التربية، أي أن أقل من واحد بالمائة من جميع أنواع الأشجار في العالم يجري تقييمه لتحسين إنتاجيته وقدرته على التكيف في مختلف ظروف مواقع الغرس، وفي إطار برامج مختارة أو برامج للإكثار. وحذر تقرير، أصدرته «فاو»، اليوم ووزع في القاهرة حول حالة الموارد الوراثية للغابات في العالم، من أن نصف الأنواع الحرجية المستخدمة على الصعيد الدولي، والتي تُبلغ عنها البلدان إنما تقع تحت طائلة التهديد نتيجة للتحويل الجاري للغابات إلى مراع وأراض زراعية، إلى جانب استغلالها المفرط وتأثيرات تغير المناخ. وصرح المدير العام المساعد لمنظمة «فاو» الخبير إدواردو روخاس-بيرياليس مسؤول قسم الغابات، بأن «الغذاء والسلع والخدمات الأخرى التي تتيحها الغابات كأصول ضرورية لحياة ورفاه البشرية تعتمد بدورها على الرصيد الثري للتنوع الوراثي العالمي للموارد الحرجية». وأضاف أن «هذا التقرير يمثل خطوة رئيسية لبناء قاعدة المعلومات والمعارف المطلوبة للنهوض بصونية الموارد الوراثية الثمينة وتحسين إدارتها». من جانبها، قالت الخبيرة ليندا كوليت، أمين لجنة "فاو" المعنية بالموارد الوراثية أن البيانات المستمدة من 86 بلداً تؤكد عدم كفاية الوعي بأهمية الموارد الوراثية الحرجية في تحسين الإنتاج وتعزيز النظم الإيكولوجية للغابات. ودعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإدارة الغابات ومواردها الوراثية على نحو أفضل، ضماناً للتوافر الطويل الأمد لهذه الأصول في متناول سكان الريف الذين يعتمدون عليها كمصادر للغذاء والرزق، وأيضاً تعزيز مرونتهم الاستجابية للتمكن من جني فوائدها على المدى البعيد. يذكر أن «فاو» تستضيف في مقرها بالعاصمة الإيطالية روما الاجتماع نصف السنوى للجنة الغابات خلال الفترة من 23 إلى 27 يونيو الجاري.