«بعد الاضطرابات والخوف والوعود فى 2011، عادت البلد التى طالما عرفت حكم العسكريين الى حكم الجنرال»، هكذا وصفت صحيفة الجارديان البريطانية، فى افتتاحيتها أمس، المشهد السياسى فى مصر بعد فوز المشير عبد الفتاح السيسى بالرئاسة. وأضافت الصحيفة: «مع وصول جنرال جديد إلى سدة الحكم بعد عملية انتخابية معيبة وإشكالية تكون مصر قد اكملت دائرة كاملة، فكل شىء كان مأمولا عند سقوط نظام مبارك كالديمقراطية قد مات الآن». وفى تقرير آخر قالت الجارديان إن «النتائج الأولية تشير الى اكتساح قائد الجيش السابق بأكثر من 90% من الأصوات إلا أنها أبرزت تشكيك النقاد فى صلاحية الانتخاب بعد حملة قمع المعارضة». وأوضحت الصحيفة أن الأرقام الأولية تشير إلى أن 46% ممن لهم حق التصويت (53 مليون) شاركوا فى الانتخابات، إلا أنها أوضحت أن «هذا الرقم جاء بعد إعلان إجازة رسمية فى البلاد يوم الثلاثاء بالاضافة إلى تمديد التصويت ليوم اضافى وتهديد المقاطعين بغرامة كبيرة». وتابعت الصحيفة البريطانية أنه «لا يوجد أى سبب للشك فى أن المشير السيسى يعتقد أنه يقوم بواجبه أو أنه واثق من انه بدون اليد القوية للدولة فإن مصر سوف تتدهور بشكل لا يمكن إصلاحه». من جانبها، لفتت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إلى ان «فوز السيسى بعدد أصوات اكبر بكثير من ال13 مليون صوت التى حصل عليها مرسى فى الانتخابات الرئاسية السابقة ربما يمثل ترضية جزئية بعد نسبة المشاركة المنخفضة». ولكن بالنسبة للكثيرين، بحسب الصحيفة، فإن «اللامبالاة الواضحة من قبل الناخبين هى ردة غير مريحة لعصر ما قبل 25 يناير عندما كانت نتائج الانتخابات معروفة مسبقا». وأضافت «بالنسبة لكثير من المصريين، كان عدم وجود منافسة حقيقية فى عهد مبارك يؤدى الى نفورهم من تحمل مشقة التصويت لمرشح واثق من الفوز». ونقلت عن عمرو عدلى المحلل السياسى قوله «المشهد فى مصر الآن يحتاج إلى شخص حازم بما فيه الكفاية لتحديد الصالح العام وتنفيذه». وذكرت الصحيفة انه وفقا للدستور الجديد فإن السيسى لا يمكنه الانضمام الى حزب سياسى، كما أن قانون الانتخابات الجديد يبدو أنه مصمم لإضعاف الأحزاب بعد أن حدد نسبة 80% من المقاعد للأفراد و20% فقط لقوائم الاحزاب، وهو عكس ما كان معمولا به بعد ثورة 25 يناير.