قبل 80 عامًا، لم يكن لمصطلح «الإذاعة الرسمية» وجود على الأرض المصرية، إلى أن بدأت الحكومة في بث أول إذاعة رسمية للدولة في يوم 31 مايو عام 1934، بعد أن أغلقت جميع الإذاعات التي كانت تبث حينها مثل: «راديو فيولا»، «محطة وادي الملوك»، «رايدو سابو» وغيرها من المحطات الإذاعية التي اعتاد سكان القاهرة والإسكندرية سماعها والتفاعل معها بشكل يومي عن طريق «الجوابات»، في يوم 29 مايو من العام نفسه. وبعد مرور 80 عامًا على إعلان الحكومات امتلاكها للأثير، لم يعد بالإمكان إحكام السيطرة بشكل كامل على «الهواء»، وأصبحت الشبكة العنكبوتية وخطوط الإنترنت طريقة مُثلى للبث بحرية أكثر قليلًا من الإذاعات الأرضية، وفي مصر استطاع عدد من الشباب تدشين محطات الراديو على الإنترنت، أشهرهم «جرامافون»، و«مدينة البط»، و«ترام»، و«حريتنا». واليوم، قرر أصحاب تلك المشاريع من الشباب المستقلين بالتعاون مع مركز دعم لتقنية المعلومات إحياء الذكرى ال80 لغلق الإذاعات الأهلية، وخصصوا اليوم يومًا للتدوين والكتابة عن الإذاعات الأهلية وتاريخها من خلال «هاشتاج» #على_الهوا. وذكر حساب راديو جرامافون: «الفايدة الأهم لوجود راديوهات أهلية في حاجة زي مصر هو التنوع الثقافي واللغوي العظيم اللي مبيقدرش راديو الحكومة يغطيه»، وتابع: «يعني إحنا من سنة 1934 لحد سنة 1984 لما مسك صفوت الشريف ماسبيرو مكانش في مصر راديوهات إقليمية ويحسب لصفوت الشريف المبادرة دي، يعني احنا من سنة 1934 مسمعناش مذيع واحد بيتكلم سيناوي، أو نوبي مع أن الراديو أصلًا أداة صوت». وفي سياق منفصل، قال حساب راديو جرامافون أيضًا: «هل تعلم: عبد الناصر حوّل الإذاعة المصرية ل(مواطن ذو شخصية اعتبارية) بعدين عين المواطن ده موظف عنده في الرئاسة.. هل تعلم: حتى كلية إعلام القاهرة معندهاش موجة بث تدريبية للطلبة يتعلموا فيها يعني 'يه راديو و قالك إعلام؟» أما أحمد كمال فكتب مستخدمًا هاشتاج #على_الهوا: «الإذاعات الأهلية في مصر مبدأتش سنة 22 زي ما الراديو المصري بيقول في كل احتفالاته؛ لأنه كان أكيد إن الجيش الإنجليزي كان عنده راديو، كمان فرع شركة (بيضافون) في القاهرة كان ليه راديو بيسوّق عليه أسطواناته أو يأجر أثير البث لباقي الشركات علشان يعلنوا كمان، و طبعًا مدى البث كان شديد الضعف وبالتالي الإذاعات نفسها كانت قليلة التأثير بس زيادة العدد ثم اتحادهم سنة 32 هو اللي عمل الفرق». ولفت أحمد سوشيالاوي إلى «تحجيم حق البث كان لإحكام سيطرة الأنظمة على السياسات، ولكن الإنترنت هدم المبدأ من أساسه، ورغم ذلك ما زال الراديو أداة إعلامية هامة». وأشار أحمد خير إلى «المبررات اللي ساقتها الحكومة لمنع البث #على_الهوا من 80 سنة، من نشر للإسفاف والتعدي على الذوق العام، هي اللي بتتقال النهارده عن الإنترنت». وأيده أحمد كمال في تغريدة منفصلة: «لما الحكومة قررت تقفل الراديوهات الأهلية استخدمت نفس السبب اللي بيه بتتوقف القنوات دلوقتي الثوابت المجتمعية وابتذال المحتوى»، وتساءل باهر عصمت: «هل ممكن يكون إنشاء الإذاعات زي الأحزاب كده بالإخطار؟ الإخطار هنا غرضه تنظيم استخدام الترددات».