رد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على منتقدي سياسته الخارجية، اليوم الأربعاء، بالإصرار على أن اعتماد الولاياتالمتحدة على الدبلوماسية أكثر من التدخل العسكري يساعد في حل أزمات عالمية مثل أوكرانيا وإيران وتعهد بتكثيف الدعم للمعارضة السورية. ورسم أوباما في كلمة ألقاها في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت بولاية نيويورك أسلوبًا عامًّا للتعامل مع الشؤون الخارجية خلال الفترة المتبقية من رئاسته يتضمن نقل المعركة ضد الإرهاب من أفغانستان إلى مواجهة تهديدات متفرقة في أماكن أخرى من العالم. ولاقى ميل أوباما للاعتماد على الدبلوماسية والابتعاد عن التورط في صراعات في الخارج انتقادات من الجمهوريين المعارضين في الكونجرس والعديد من الخبراء في السياسة الخارجية الذين يفضلون اتباع نهج أقوى. وتمثل سوريا أحد هذه المجالات، ودافع أوباما في كلمته عن قراره عدم التدخل عسكريًّا هناك وأبدى استعداده لتكثيف المساعدات لجماعات المعارضة السورية التي تسعى للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقال أوباما: «بصفتي الرئيس فقد اتخذت قرارًا بضرورة عدم الزج بالقوات الأمريكية في خضم هذه الحرب التي تتزايد طبيعتها الطائفية وأعتقد أن هذا هو القرار الصائب». وأضاف: «لكن هذا لا يعني أنه يجب علينا ألا نساعد الشعب السوري ونقف بجانبه ضد ديكتاتور يقصف شعبه ويحرمه من الطعام». وقال أوباما: إن إدارته ستعمل مع الكونجرس «لتكثيف» الدعم للجماعات التي «تمثل البديل الأفضل للإرهابيين والطغاة المستبدين». وأضاف أنه سيتم تخصيص المزيد من الموارد للدول المجاورة لسوريا وهي الأردن ولبنان وتركيا وأيضًا العراق. وأعلن أوباما أيضًا عن خطط لإنشاء صندوق لمكافحة الإرهاب حجمه خمسة مليارات دولار بهدف تدريب وتجهيز شركاء في دول أخرى على محاربة التطرف العنيف. وطرح الرئيس خطة أمس لسحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان باستثناء 9800 جندي بحلول نهاية العام الحالي على أن يتم سحب الباقين بحلول نهاية 2016 لإنهاء أكثر من عقد من التدخل العسكري الأمريكي هناك. ودفع تركيز الرئيس على الدبلوماسية والأحجام عن استخدام القوة العسكرية بعض الدبلوماسيين الأجانب إلى التحسر في أحاديث غير رسمية على ما يعتبرونه غيابًا للزعامة الأمريكية بعد أكثر من خمسة أعوام من رئاسة أوباما استغرق الكثير منها في إنعاش الاقتصاد الأمريكي المثقل بالمشاكل.