تباينت ردود أفعال خبراء سياسيين وإعلاميين حول اللقاءات التي أجراها عدد من مقدمي برامج «التوك شو» مع المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، خلال الأسابيع الماضية «فترة الدعاية الانتخابية» حول نوعية الأسئلة المطروحة وطريقة عرضها ومقدمي البرامج أنفسهم. وفيما أثنى بعضهم على اللقاءات واعتبرها أسهمت في توصيل رؤية السيسي ووجهات نظره، في عدد من القضايا التي تهم الشارع المصري، وصفها آخرون أنها ليست «حوارات تليفزيونية» بالمعنى العلمي، ولكنها مجرد لقاءات أو منابر مصممة لإعطائه مساحة من الوقت ليتحدث بالشكل الذي يريده هو. «ابن خلدون»: حوارات «السيسي» تخدم الإعلاميين أكثر مما تخدمه.. و«الحديدي» أفضلهم قالت داليا زيادة، مدير مركز «ابن خلدون» للدراسات الإنمائية، إن «أغلب أسئلة الإعلاميين الذين حاوروا المشير، كانت دقيقة ومنطقية، وتعبر عن اهتمامات وتخوفات المواطنين». وأوضحت «زيادة»، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، أن «الإعلامية لميس الحديدي، كانت الأفضل بين المذيعين الذين تحاوروا مع السيسي؛ لأن أسئلتها كانت مبنية على منطق، ولم تكن تنجرف بأسئلتها إلى الشائعات أو الاستعراض، مؤكدًا أن الحوار الأول الذي جمع بين الحديدي والإعلامي إبراهيم عيسى، كان هو أفضل حوار». وأضافت مدير مركز «ابن خلدون»، قائلة: «الحوارات التليفزيونية التي يقوم بها المشير تخدم محاوريه أكثر مما تخدمه هو شخصيًّا، ولذلك نرى تهافت مذيعي "التوك شو" لإجراء الحوارات معه؛ لأن هذا سيضيف من رصيدهم، خاصة أن فرص فوز السيسي كبيرة في الانتخابات». المذيعون بدا عليهم الجاهزية.. و«عسل ويازجي» كانتا الأفضل ويقول عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن أسئلة المذيعين الذين قاموا بإجراء الحوارات التليفزيونية مع المشير، ساهمت في توصيل رؤية السيسي ووجهات نظره، خاصة أنه بدا عليهم الجاهزية للتحاور مع المشير، وطرح جميع الأسئلة عليه، فلم يتركوا نقطة إلا وتطرقوا إليها، على حد قوله. وبالرغم من إشارته إلى أن الإعلامية لبنى عسل، كانت الأفضل بين المذيعين الذين حاوروا السيسي؛ «لأنها وجهت أسئلة في الصميم ولم تكن تلف أو تدور» وفقًا لقوله، إلا أن «شكر» أكد في تصريحات ل«بوابة الشروق»، أن أفضل حوار للمشير كان مع الإعلامية زينة يازجي، على شاشة «سكاي نيوز العربية»؛ لأنه كان مركزًا ومختصرًا وليس فيه استعراض، خاصة وأن بعض المذيعين المصريين كانوا يستعرضون، على حد قوله. وأوضح رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن الحوارات التليفزيونية للسيسي كانت كافية لإبراز وجهات نظره ورؤيته في الأحداث والقضايا. حوار السيسي مع لبنى عسل الأفضل فيما رأت مارجريت عازر، القيادية بحزب المصريين الأحرار، وإحدى مؤيدي المشير عبد الفتاح السيسي، أن الإعلاميين الذين حاوروا «السيسي» اجتهدوا قدر استطاعتهم في توضيح رؤيته، فقاموا بسؤاله في كل الجوانب، خاصة أن مساحة الوقت كانت كافية جدًّا لذلك. وأكدت «عازر»، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، أن حوار المشير الثالث، مع الإعلاميين لبنى عسل، ووائل الإبراشي، وخالد صلاح، كان هو الحوار الأفضل؛ لأنه أظهر جوانب كثيرة من شخصية المشير، مضيفة أنها لا تستطيع تحديد من هو أفضل محاور، فجميعهم كانوا على قدر متساوٍ من الكفاءة. «عبد الفتاح»: لقاءات السيسي تفتقد التفاصيل التي تهم المواطن.. وحوار «سكاي نيوز» الأفضل أما الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وجامعة "ميتشجن" الأمريكية، فقال: إن الأسئلة التي وجهها الإعلاميون للمشير، لم تكن كافية لتوضيح رؤيته ووجهات نظره بالكامل، مضيفًا: «كان هناك غياب لمناقشة تفاصيل الحياة اليومية للمواطن المصري، وبدلًا من ذلك تم التركيز على الرؤية والأهداف العامة فقط». وأكد «عبد الفتاح»،، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، أن حوار الإعلامية السورية زينة يازجي، مع السيسي، على قناة «سكاي نيوز العربية»، تفوق على حوارات المشير الأخرى في برامج «التوك شو» المصرية، وكانت هي أفضل من حاورته أيضًا؛ لأنها لم تفرض شخصيتها خلال اللقاء، وتركت الضيف يقوم بتوضيح وجهات نظره دون أن تقاطعه كثيرًا، بعكس ما قام به بعض الإعلاميين المصريين الذين كانوا يقاطعونه كثيرًا، وبعضهم كان يستعرض فقط، على حد قوله. قيادي بحملة «صباحي»: «السيسي» أجرى لقاءات وليس حوارات.. و«الحديدي» تميزت بأسئلتها في الاقتصاد ومن جانبه، رفض الدكتور وحيد عبد المجيد، القيادي بحملة حمدين صباحي، تسمية ظهور السيسي في القنوات الفضائية بأنها «حوارات»، مؤكدًا أن ما أجراه الإعلاميون معه لا ينطبق عليه «حوارات تليفزيونية» بالمعنى العلمي، ولكنها كانت مجرد لقاءات أو منابر مصممة لإعطائه مساحة من الوقت ليتحدث بالشكل الذي يريده هو. ويضيف «عبد المجيد»، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، «من أجروا تلك اللقاءات مع السيسي كانوا سائلين وليسوا محاورين، فكانوا يسألون فيما يرغب هو في الإجابة عليه فقط، وجميع هؤلاء السائلين كانوا على مستوى واحد، ولكن ربما تميزت الإعلامية لميس الحديدي، عنهم بأسئلتها في الجانب الاقتصادي، فكانت أسئلتها في هذا الشأن دقيقة ومحددة؛ نظرًا لخلفيتها الاقتصادية القوية». وأكد «عبد المجيد»، أن «السيسي يحرص على الظهور حتى في اللحظات الأخيرة، قبل بدء الصمت الانتخابي؛ لأنه يريد إرضاء أكبر عدد ممكن من القنوات والمذيعين أكثر من رغبته في التحدث، لا سيما أن حديثه مكرر في كل اللقاءات»، على حد قوله. خبراء وأساتذة إعلام: حوار «سكاي نيوز» مع «السيسي» أكثر عمقا وترتيبا يقول الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام، بجامعة القاهرة، إن أسئلة مذيعي «التوك شو» للسيسي تفاوتت بين العمق الشديد والدقة، وبين السطحية الملحوظة، وهذا التفاوت أظهر مقدار ثقافة وحرفية كل مذيع. وأكد «مكاوي»، في تصريحات ل«بوابة الشروق»، أن «الحوارات التي أجراها المشير، مع قنوات خارجية وإعلاميين غير مصريين، كانت أفضل من حواراته مع الإعلاميين المصريين؛ لأن الإعلاميين في الخارج أكثر احترافية ولديهم إعداد جيد، وطريقة أكثر كفاءة في إلقاء السؤال والاستماع للإجابة، ولكن الإعلاميين المصريين يقومون "بالدردشة" أكثر من كونهم يحاورون ضيفًا»، على حد قوله. فيما أكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلان، بجامعة القاهرة، أن حوار الإعلامية زينة يازجي مع المشير، على قناة «سكاي نيوز العربية»، كان هو الأفضل بين كل الحوارات التي أجراها المشير، مضيفًا أن «زينة كانت محترفة وواضحة ومباشرة، وتعاملت معه بمهنية كبيرة، وذلك بعكس الإعلاميين المصريين الذين كانوا يهابون الموقف ولم يتصرفوا بشكل طبيعي». واتفقت معه الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذ الإذاعة والتليفزيون، بجامعة القاهرة، قائلة: إن حوار قناة «سكاي نيوز العربية» كان أكثر تنظيمًا ومرتبًا وأكثر عمقًا، وأسئلة المذيعة كانت أكثر تركيزًا وتحديدًا، ولم تفرض شخصيتها على الحوار. وأشارت «مصطفى»، إلى أن وجود مذيع واحد ربما كان عاملًا في تميز حوار الإعلامية زينة يازجي، مع المشير عبد الفتاح السيسي.