«ميتروجول» إله التهديف اليونانى ستعتمد اليونان على المهاجم كوستاس ميتروجلو لبلوغ دور الستة عشر فى نهائيات كأس العالم لكرة القدم هذا الصيف. وسيكون ميتروجلو الذى تطلق عليه الجماهير اسمه «ميتروجول» مطالبا بالتعبير عن امكانياته الكبيرة بعد بداية بطيئة لمشواره الدولى أو حتى مشواره الحالى مع فولهام الإنجليزى. وولد ميتروجلو (26 عاما) فى اليونان لكنه نشأ فى المانيا فى ظل انتقال عائلته إلى هناك عندما كان طفلا. وقضى ميتروجلو وهو شاب فترة مع دويسبورج قبل أن ينتقل إلى بروسيا مونشنجلادباخ وأصبح لاعبا فى الفريق الأول. وبعد موسم واحد عاد ميتروجلو إلى اليونان لينضم إلى أولمبياكوس قبل أن ينتقل إلى فولهام فى يناير 2014. وإضافة إلى معدله الجيد فى تسجيل الأهداف أظهر ميتروجلو نضجا فى قيادة هجوم بطل اليونان وسيبدأ الآن مهمة جديدة تتمثل فى قدرته على التأقلم مع الدورى الإنجليزى إذا نال الفرصة. لكنه رغم ذلك سيتعين عليه حاليا التأقلم مع أجواء كأس العالم. وخطف ميتروجلو الأضواء بعدما أصبح أول لاعب يونانى يحرز ثلاثة أهداف فى مباراة بدورى الأبطال وفعل ذلك مع أولمبياكوس أمام أندرلخت فى أكتوبر الماضى. ولم يكن هذا المهاجم من اللاعبين المفضلين لدى أوتو ريهاجل مدرب اليونان السابق واستمر الأمر كذلك فى السنوات الأولى للمدرب الحالى فرناندو سانتوس. لكن لم تعد هناك أى شكوك فى قدرته على قيادة هجوم اليونان فى كأس العالم خاصة بعدما أحرز ثلاثة أهداف فى مباراتى ذهاب وإياب الملحق الأوروبى ليقود بلاده للتفوق 4 2 على رومانيا. مثل المشاركة فى نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية على التوالى نجاحا كبيرا لليونان لكنها تريد هذه المرة اجتياز دور المجموعات بعدما خرجت مبكرا من المسابقة فى 2010. وحققت اليونان فوزها الأول فى كأس العالم قبل أربع سنوات وهزت حينها شباك المنافسين لأول مرة أيضا بعدما أخفقت فى ذلك فى ظهورها الأول بالمسابقة فى 1994 الذى شهد خسارتها فى مبارياتها الثلاث بدور المجموعات ودخول مرماها عشرة أهداف ودون أن تسجل أى هدف. وبالنسبة لفرناندو سانتوس مدرب اليونان الذى سيترك منصبه بعد كأس العالم يبدو الهدف واضحا. وقال سانتوس الذى قاد اليونان بطلة أوروبا 2004 تحت قيادة «الملك» أوتو ريهاجل للوصول لدور الثمانية فى بطولة أوروبا 2012 «الهدف الأول لليونان هو التقدم فى المسابقة ثم سنرى كيف تسير الأمور». لكن فى المقابل لا يوجد منتخب مرشح بقوة للتأهل وربما يكون بوسع اليونان الاستفادة من قوة خط دفاعها الذى لم يسمح سوى بدخول أربعة أهداف فى مرماه على مدى عشر مباريات بالتصفيات. وأضاف «هدفنا هذه المرة الوصول إلى دور الستة عشر. نحن فى مجموعة متوازنة ولا يوجد منتخب مرشح بقوة. المهمة لن تكون سهلة لكن بوسعنا القيام بها. لدينا القدرة على التسجيل فى أى وقت. نحتاج إلى الأهداف كى نفوز». طريقة اللعب ستكون اليونان مطالبة بتطوير قوتها الهجومية لأنها لم تسجل سوى 12 هدفا فى مبارياتها العشر بالتصفيات وهو ما يزيد بهدف واحد فقط على ما سجلته سلوفاكيا صاحبة المركز الثالث بالتصفيات. وأظهرت اليونان خلال مواجهة رومانيا فى الملحق أنها قادرة على تسجيل أكثر من هدف عندما تكون فى حاجة إلى ذلك إذ تفوقت 4-2 فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب بعدما أحرز المهاجم كوستاس ميتروجلو ثلاثة أهداف فى المباراتين. فيرناندو سانتوس لن تكون هناك فرصة أفضل من نهائيات كأس العالم لكرة القدم لإسدال الستار على مسيرة دامت أربع سنوات للمدرب البرتغالى فرناندو سانتوس مع منتخب اليونان بطل أوروبا السابق. وواصل المدرب البالغ عمره 59 عاما والذى تولى المسئولية خلفا لأوتو ريهاجل فى 2010 قيادة اليونان للصعود إلى البطولات الكبرى بعدما بلغ الفريق كأس العالم للمرة الثانية على التوالى كما صعد لدور الثمانية فى بطولة أوروبا 2012. وقرر سانتوس الذى عمل فى أندية يونانية منذ 2001 عدم تمديد تعاقده مع اليونان ومن المتوقع أن يعود للعمل مع الأندية مجددا. لكن المؤكد أن جماهير اليونان ستفتقد هدوء سانتوس وتأثيره على أداء المنتخب إضافة إلى ارتباطه أيضا بعلاقات قوية مع اللاعبين والمشجعين والمسئولين وبشكل أكبر من سلفه ريهاجل. وما ساعد سانتوس كثيرا على النجاح معرفته الكبيرة بكرة القدم اليونانية من خلال الخبرة التى اكتسبها أثناء تدريب أندية القمة هناك أيك أثينا وباناثينايكوس وباوك. ويعيش سانتوس بشكل دائم فى اليونان ويقضى معظم وقته فى مشاهدة المباريات ومتابعة المواهب الشابة كما أنه يبدو محظوظا بشكل أكبر من ريهاجل فى وجود وفرة أكبر من اللاعبين الجاهزين. ورغم أن سانتوس شوهد وهو يدخن على مقاعد البدلاء فإن المدرب البرتغالى أصبح أكثر هدوءا فى الفترة الأخيرة. وقضى سانتوس سنوات عديدة فى اليونان لكنه لا يتحدث لغتها علنا لكن أسلوبه الواقعى فى التعامل مع الأمور جعله يحظى بشعبية كبيرة بين المشجعين.