يعانى أكثر من 3 آلاف أسرة بشارع عبدالله رفاعى بالمرج الأمرين يوميا، إثر الإتاوات التى يفرضها عدد من المسجلين الخطر بالمنطقة على سكان الشارع وإشعال النيران فى منازلهم ومحالهم التجارية والقتل ما لم تدفع الإتاوات، على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية بالقاهرة التى اكتفت بتحرير المحاضر دون التحرك الفعلى للقبض على المتهمين. «الشروق» التقت العشرات من أهالى المنطقة المزدحمة بالسكان لدق ناقوس الخطر قبل وقوع مذبحة جديدة على غرار مذبحة أسوان، فى ظل حالة الاحتقان الشديد التى تنتاب جميع الاهالى لتعرضهم للمضايقات التى يتعرضون لها على يد مسجلى الخطر بمنطقة بركة الحاج التى لا تبعد عن منازلهم سوى بضعة أمتار قليلة. ونظم الأهالى مظاهرة خلال جولة «الشروق» بالمنطقة، رددوا خلالها هتافات تطالب المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بإيجاد حل أمنى سريع للقضاء على ظاهرة دفع الإتاوة، رافعين لافتات مدونا عليها «انقذونا من فرض السيطرة وإرهاب المواطنين» و«إغاثة للمهندس محلب انقذونا من مذبحة اسوان 2». «تعدوا على زوجتى وأولادى أمامى، وكانوا عايزين ابوس ايدهم عشان ابنى اتخانق مع واحد منهم».. بهذه الكلمات بدأ أحمد عبدالحميد، موظف بالمعاش، كلامه بصوت يملؤه الحزن قائلا: اعترض أحد المسجلين، يملك سيارات نصف نقل مسروقة ولا تحمل لوحات معدنية، طريقى اعتراضا منه على قيام ابنى بنقل المارة بالتوك توك، فحدثت مشادة كلامية بينهما، تعدى خلالها على ابنى بالضرب وحطم التوك توك. وأشار عبدالحميد إلى قيام قائد السيارة وبصحبة عدد كبير من المسجلين خطر بمحاصرة منزله، واقتحامه وتعدى على زوجته وابنائه الثلاثة بالضرب، واصروا على محاصرة المنزل حتى يقوم هو بتقبيل يد قائد السيارة، ولكنه رفض إلى ان تدخل عدد من الاهالى لحل المشكلة مقابل دفع الإتاوة لهم. «دفعنا آلاف الجنيهات للمسجلين من بركة الحاج، لتفادى المشاكل التى تتفاقم مع مرور الوقت».. بهذة الكلمات التقط أدهم لطفى، 48 عاما، أطراف الحديث قائلا: إن معاناة 3 آلاف أسرة من ساكنى شارع عبدالله الرفاعى مع المسلجين خطر فارضى الإتاوات ترجع إلى عدة سنوات، اضطر خلالها الأهالى إلى دفع آلاف الجنيهات حرصا على سلامتهم وسلامة ذويهم وعدم المساس بمصدر رزقهم. وأشار إلى أنه إذا رفض أحد من الاهالى دفع الإتاوة يحاصرون منزله بالأسلحة البيضاء والنارية لإجباره على الدفع وفى حالة إصراره على عدم الدفع يشعلون النيران بمنزله. «انجدونا من البلطجية مش عارفين نعيش.. حسبى الله ونعم الوكيل» هذا ما قاله عبدالعال حسنى، 75 عاما باكيا موجها إياها إلى رئيس الوزراء ووزير الداخلية. وعلى مقربة منه يجلس الحاج على تمام، 75 عاما، صاحب محل أخشاب قائلا ان 10 مسجلين خطر من منطقة بركة الحاج اشعلوا النيران داخل محله، مما أثار غضبه فحدتث مشادة كلامية بينهما تطورت إلى قيام المتهمين بإطلاق النيران عليه، مشيرا إلى ان أحد عواقل المنطقة المجاورة لهم عقد جلسة صلح «عرفية» بينهما إلا انه قضى بتغريمه بدفع بمليون جنيه للمتهمين خوفا منهم قائلا: ماعنديش المبلغ دا كله عشان ادفعه ومش عارف أعمل ايه». جروح وكدمات متفرقة بالجسم هى آثار ظاهرة على سيد جبريل، 45 عاما، سائق، طالته إثر تعدى 20 مسجل خطر من بركة الحاج عليه بالضرب بعد رفضه دفع الإتاوة، مشيرا إلى أن عددا من أمناء الشرطة بقسم المرج يحصلون على «شهرية» من المتهمين، ليقوموا بإبلاغهم فى حال تحرك قوة أمنية للقبض عليهم أو لتسهيل قيامه بفرض الإتاوات على أهالى المنطقة.