سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أستاذة الإعلام ماجدة باجنيد: الانضباط والصدق والحزم .. دلالات الحوار الأول للمرشح الرئاسى لحظات الصمت قبل الإجابة عن كثير من الأسئلة انعگاس لتأثير المؤسسة العسگرية
«قدم صورة لرئيس مصر» هكذا كان الانطباع الاول لحوار المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى على قناتى «سى بى سي» و«أون تى في» حسب رؤية الدكتورة ماجدة باجنيد أستاذ الإعلام بجامعة الاهرام الكندية، والتى أكدت ان السيسى كان حريصا على تصدير صورة رئيس مصر فى طريقة ظهوره على الشاشة واسلوبه فى الرد على الاسئلة، وهو ما يتفق من وجهة نظرها مع حالة فى الشارع المصرى تريد استعادة الاحترام لرموز مصر، ومنها منصب الرئيس الذى اهتزت صورته بفعل الحالة الثورية التى عاشتها مصر خلال الاعوام الماضية، وممارسات الرئيس الاسبق مبارك والسابق محمد مرسي. وقالت باجنيد إن السيسى فرض حالة من الانضباط على الحوار، وذلك عندما قال لمضيفيه لميس الحديدى وابراهيم عيسى: «انتو عاوزينى اجاوب ولا هتتكلموا انتو». كذلك أظهر المرشح الرئاسى صورة الحزم المطلوب فى إدارة الدولة وذلك من خلال اكثر من موضع فى الحوار، ومنها عندما استوقف إبراهيم عيسى عند كلمة عسكر، وقال له: «لن اسمح لك مرة تانية تقول على جيش مصر عسكر». وعندما اجاب بشكل قاطع بأن الجيش لن يكون له دور سياسى، وايضا عندما أعلن بشكل واضح موقفه من جماعة الاخوان، وان دور الجماعة انتهى فى الحياة السياسية بخروج الملايين ضد سياستهم فى 30 يونيو، وهو ما تفسره باجنيد بأنه احد دلالات صدق حديثه، حيث لم يلجأ لإجابات دبلوماسية. وتحفظت أستاذة الاعلام على طبقة الصوت الهادئة التى التزمها المرشح الرئاسى خلال حواره التليفزيونى الاول، وحتى فى تلك اللحظات التى كانت إجاباته قاطعة وفاصلة، وقالت انه ربما لم يتلق بعد تدريبات فى مخاطبة وسائل الاعلام، وفق ما هو متعارف عليه فى صناعة صورة الرئيس عبر الميديا، أو أنه أراد ان يقدم نفسه بصورة واقعية، خاصة انه ابدى ارتياحا للحديث عن اسرته وحياته الخاصة. وتعلق هنا باجنيد على الحديث عن الالتزام الدينى والاخلاقى والاسرى الذى اطل من الحوار، وتقول انه يعبر بصفة عامة كونه شخصا ملتزما، وهى النقاط التى تهتم بها الحملات الرئاسية فى الغرب رغم انها تخاطب مجتمعات منفتحة، لأن الناخب دائما يفضل اختيار الرئيس الذى يتمتع بصفة الالتزام. واشارت الى لحظات الصمت قبل الاجابة عن كثير من الاسئلة، والتى تراها انعكاسا لتأثير المؤسسة العسكرية التى عمل بها معظم سنوات عمره، وقالت إنها صفة غالبة فى القادة العسكريين، الذين يستوعبون بدقة ما يوجه لهم من أسئلة قبل الاجابة عنها. وعن شكل اللقاء على الشاشة قالت ماجدة باجنيد ان الحوار بدا كما لو كان على الهواء حيث لم يتدخل المونتاج بشكل محسوس، مشيرة الى المستوى العالى لمفردات الصورة من ديكورات وتصوير. وقالت إن ابراهيم عيسى كان الاكثر توافقا مع الحوار، وكان اداؤه مناسبا للقاء مع مرشح لمنصب رئيس مصر، وأخذت على أداء لميس الحديدى انها تعاملت مع ضيفها باعتباره شخصية شعبية، أكثر منه حوارا مع رئيس قادم كما هو مفترض فى المرشحين للرئاسة، واللذين بالضرورة سيصبح احدهما رئيسا لمصر بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات