أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن القيادة الفلسطينية على استعداد للموافقة على استمرار المفاوضات "الفلسطينية الإسرائيلية" ما بعد انتهاء المهلة المحددة في 29 أبريل الجاري، شريطة أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، وتلتزم بأن تكون المفاوضات جادة للتوصل إلى ترسيم الحدود ما بين دولتي فلسطين وإسرائيل على أساس حدود عام 1967. وقال عباس، خلال لقائه عددا من الصحفيين الإسرائيليين اليوم الثلاثاء في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن "الورقة التي سلمها الجانب الأمريكي ممثلا بوزير الخارجية جون كيري إلى القيادة الفلسطينية والتي على أساسها تم استئناف المفاوضات "الفلسطينية – الإسرائيلية" حددت بصريح العبارة أن المفاوضات ستجري على أساس حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعليه وافقت القيادة الفلسطينية على استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى حل الدولتين وفق قرارات الأممالمتحدة. وأشار إلى إصراره على أن أي تمديد للمفاوضات يجب أن يصاحبه تجميد إسرائيلي كلي لكل أشكال النشاط الاستيطاني والبناء في الأراضي المحتلة بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية طيلة فترة المفاوضات حول الحدود، إلى جانب التفاوض حول جميع قضايا الحل النهائي. وأضاف عباس، أن "الاتفاق مع الولاياتالمتحدة بشأن الإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو تم بمعزل عن الاتفاق على استئناف المفاوضات، وأن إسرائيل، وتحديدا نتنياهو، وافقت على الإفراج عنهم جميعا دون استثناء لكن على أربع مراحل. وتابع أن الحكومة الإسرائيلية هي التي ماطلت ولم تفرج عن الدفعة الرابعة من الأسرى فجاء الرد الفلسطيني تماما كما أكدناه من قبل بوثيقة مكتوبة وسلمناها إلى الحكومة الإسرائيلية عبر الوسيط الأمريكي مارتن أنديك وفيها قلنا إننا سنرد على التأخير بالانضمام إلى المعاهدات والمواثيق الدولية واخترنا جانبا معينا من المعاهدات التي انضممنا إليها وهي في غالبيتها لها علاقة بالقضايا الإنسانية وحقوق الطفل ومحاربة الفساد. وأكد أبومازن رفض إبعاد أي أسير من أسرى الدفعة الرابعة ورفض كل أشكال الإبعاد بحق الفلسطينيين، لأن ذلك مناقض لكل القوانين الإنسانية والدولية والأخلاقية. وقال: «نحن مستمرون في عقد اللقاءات مع الجانب الإسرائيلي وقد يعقد اجتماع، ربما غدا، وبعد غد اجتماع آخر ثنائي أو ثلاثي، ولمن يقول لديكم إنه ليس هناك شريك فلسطيني نؤكد لكم إننا شركاء حقيقيون لسلام حقيقي، أما إذا كان بينكم وزراء يقولون بعكس ذلك فهذا شأنهم، نحن نريد حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، حيث تعيش دولة فلسطين المستقلة بأمن واستقرار إلى جانب دولة إسرائيل». وأكد عباس أن الانتخابات من حيث المبدأ خيار الفلسطينيين سواء نجحت المفاوضات أو فشلت، لأن الهدف هو تجديد الشرعية ولذلك لا خلاف بين الانتخابات والمفاوضات. وأضاف، "نحن لا نقول إما حماس أو إسرائيل، واليوم توجه وفد من القيادة الفلسطينية إلى غزة لإجراء حوار مع حماس حول الانتخابات، ونحن لا نخضع لضغط أحد، وإذا تم التوافق على بند الانتخابات نحن جاهزون لتحقيق المصالحة وهذا لا ينفي أن إسرائيل شريكة في عملية السلام ولا ينفي أن الدولة الفلسطينية ذات السيادة لن تتحقق سوى عبر المفاوضات. وأعرب الرئيس الفلسطيني عن أمله بأن يعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط على غرار مؤتمر جنيف أو مؤتمر أنابوليس، وأن تشارك الأسرة الدولية وتحديدا الرباعية الدولية في رعاية هذا المؤتمر.