امتدت الأيدى الثلاثة إلى التورتة، عبدالرحمن الأبنودى صاحب الفرح والاحتفال، وزوجته السيدة نهال كمال، والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل. المناسبة أيضا كانت ثلاثية: شاعر مصر وصوتها العالى الذى كان يحتفل بعيد ميلاده السادس والسبعين، وبصدور ديوانه «مربعات»، الذى شغل المصريين فى شهور كتابته بصورة يومية.. المناسبة الثالثة كانت إنسانية، فهى أول ظهور للأبنودى فى القاهرة بين أصدقائه منذ تسع سنوات، استقر خلالها فى بيته الريفى بقرية عين غصين، بالإسماعيلية. قاعد كانى قاعد ماشى كانى ماشى مع إنى لسه مِواعد الفجر اللى مجاشى فى ديوانه الفريد، كان الأبنودى يقدم تعليقه الشعرى والسياسى والإنسانى على الأحداث الصاخبة التى تعيشها، كأنه صوت الضمير الجمعى، وجاء شكل القصائد على طريقة المربعات التى ابتكرها شعراء الصعيد منذ قرون، وعلى نهجها أيضا كانت القصائد المنسوبة للشاعر ابن عروس. وبعد انتهاء الموجة الشعرية العارمة، جمع الأبنودى مربعاته فى ديوان صدر عن هيئة الكتاب المصرية. الحفل الكبير بعيد ميلاد «الخال» وصدور ديوانه استضافته جريدة الأهرام، وقع الشاعر عبدالرحمن الابنودى ديوانه الجديد «المربعات»، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب فى حضور أدبى وثقافى نادر. الكاتب محمد حسنين هيكل الذى كتب مقدمة الديوان، ومعه الروائى بهاء طاهر، وجمال الغيطانى، الموسيقار محمد سلطان، والمخرج مجدى احمد على. مصطفى حجازى واحمد المسلمانى مستشارا رئيس الجمهورية، وصابر عرب وزير الثقافة، وأحمد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام، ومحمد عبدالهادى رئيس التحرير. وفى مقدمة الديوان كتب محمد حسنين هيكل: فى القراءة المتقطعة الأولى فإن المربعات كل يوم بدت لى نوافذ على فضاء لا يصل إليه النظر، وعند القراءة الثانية الموصولة سياقا واحدا بدت لى المربعات أفقا غير محدود ساحة بحر واسع، لكنه خضم حافل بكل فصول الطبيعة فى الوقت نفسه فى اللحظة ذاتها». ووجه الأبنودى الشكر إلى «أستاذنا العظيم محمد حسنين هيكل الذى كان يقرأ المربعات، وهو فى الخارج، وقال لى إنه يعرف منها أشياء كثيرة عن مصر فطلبت منه أن يكتب التقديم»، كما رحب الأبنودى بأصدقائه، ووجه الشكر لأحمد السيد النجار، وقال إن هذا هو اللقاء الأول بينهما. ورحب بالدكتور صابر عرب، وقال إنه يتعامل معه بصفته صديقا، وأضاف: كنت أريد أن أجمع الزجل من 1932 إلى 1954 وسهل لى الأمر، وأعطانى كنوزا، وأتمنى أن أضع فى يدكم ثروة من ثروات مصر التى ضاعت مع الزمن من بيرم التونسى للكمشوشى الزجال السكندرى. وعن ديوان مربعات قال الأبنودى إنه للقراءة وليس للأداء، واختتم الحفل بقصيدة عمرها 50 سنة بعنوان «صيادين النجم»، وأهداها إلى أحمد دومة، مطالبا الإفراج عنه. الكاتب جمال الغيطانى قال إن الأبنودى لقب بالخال لحب الناس فيه وقربه منهم، كما وجه الشكر لهيكل لأنه هو الذى أرسى تقليد الاحتفال بالكبار، عندما أقام حفلا فى عيد ميلاد نجيب محفوظ، وسأله عمن يريد رؤيته. فطلب أن يرى أم كلثوم، ودعاها هيكل للحفل، وكان اللقاء الوحيد بينهما. الملحن محمد سلطان تحدث عن بداية عمله مع الأبنودى الذى كان بناء على طلب فايزة أحمد. أما الفنان حمدى أحمد فقال: رغم أنى أكبر سنا من الأبنودى فإننى سعيد أن عشت عصر الأبنودى الذى صاغ عقل ووجدان أمة. أما الإعلامية نهال كمال زوجة الأبنودى فعبرت عن سعادتها، قائلة إن هذا اليوم تاريخى فى حياتى وحياة الأبنودى وأسرته وسعيدة بالديوان الجديد مربعات، كما عبرت ابنتا الأبنودى عن سعادتهما بحضور عيد ميلاده وصدور ديوانه «مربعات». انتهى الاحتفال، لكن صوت الأبنودى المتفائل فى المربعات يواصل التنبيه: الثورة.. ما انتهتْشى سيبكُم من الغيوم تيجى الغيوم وتمشى شُفْتوا غيوم بتدوم؟