يعِد البابا تواضروس الثانى، بابا وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، زيت الميرون، للمرة الأولى، منذ اعتلائه للكرسى البابوى، فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، اليوم، وغدا، بحضور عدد كبير من الأساقفة والقساوسة. والميرون، أو سر التثبيت، هو من أسرار الكنيسة السبعة، ويطلق على الدهن بالميرون سر المسحة المقدسة، حيث يدهن الطفل به أثناء المعمودية لتحل الروح القدس وتسكن بداخله، بحسب المعتقدات المسيحية. وكلمة ميرون هى تعريب دقيق للكلمة اليونانية «ميرون» وتعنى الطيب، وانتقلت الكلمة إلى اللغة القبطية بنفس نطقها اليونانى. والميرون بحسب القاموس اليونانى، هو «العصير النقى الذى يُستخرج من النبات»، كما يعنى أيضا «الزيت النقى». وبالرغم من أنها المرة الأولى التى يقوم البابا تواضروس الثانى بإعداد زيت الميرون فى عهده لكنها المرة الأصعب حيث تأسست روابط مسيحية تهاجم شخصه وتتهمه بمخالفة الإيمان، لتغييره طقوس إعداد الميرون، وأصدرت بيانا شاركت فيه روابط منها، حماة الإيمان ومجموعة الصخرة الأرثوذكسية وتاريخ الأقباط المنسى، ومجموعة أبناء البابا شنودة المتمسكين بكل تعاليمه. ولم يصمت البابا تواضروس على الحملة الشرسة التى تتهمه بمخالفة العقيدة، ورد عليها بمجلة الكرازة قائلا: «لدينا غيرة كبيرة على كنيستنا الأرثوذكسية ولا ننتظر أن يعلمها لنا آخرون مهما كانت التسميات التى يطلقونها على أنفسهم». وأضاف: «ليس فى المسيحية ما يمنع من استخدام نتاجات العقل والعلم والتطور والتقدم فى تسيير أمور كنيستنا دون المساس بعقائدنا وأساسيات إيماننا المستقيم وليس من الحكمة استخدام الهاون فى الطحن ونحن نملك الخلاط الكهربائى». ويتكون زيت الميرون المقدس فى الكنيسة القبطية من 28 صنفا من التوابل أو نوافح الطيب، كما يُعرف أيضا ب «قصب الطيب» أو «عود الوج»، وتنبت جميعها فى الهند.