أعلن تجمع من شباب المهندسين تشكيل قائمة جديدة تحمل اسم «بناء»، وذلك في تحرك مفاجيء بعد أن تم الإعلان عن دمج القائمتين المتنافستين سابقًا تحت اسم «القائمة الموحدة» في 16 مارس الماضي، وقبل أسبوع واحد من إجراء انتخابات النقابة في 5 أبريل. «بوابة الشروق» ترصد خريطة التنافس الانتخابي في نقابة المهندسين. من يتنافس على مقاعد النقابة؟ كان التنافس تاريخيًا بين القوائم المدعومة من الإخوان المسلمين، والقوائم المدعومة من الدولة، وبعد فوز الإخوان المتكرر منذ الثمانينات، وقعت النقابة تحت الحراسة بحكم قضائي منذ مايو 1995، واستمر ذلك الوضع حتى قيام الثورة رغم صدور حكم في ديسمبر 2009 بإنهاء الحراسة، وتم رفع الحراسة رسميًا في أكتوبر 2011. قائمة الاستقلال في أول انتخابات بعد الثورة تنافست قائمة الاستقلال وعلى رأسها المهندس مصطفى النبراوي، مع قائمة «تجمع مهندسي مصر» التابعة للإخوان وعلى رأسها المهندس ماجد خلوصي مما أسفر عن فوز كبير لقائمة الإخوان. في يناير 2014 تمكنت قائمة الاستقلال من حشد المهندسين في جمعية عمومية صوتت لسحب الثقة من المجلس الإخواني بسبب ما اعتبرته مخالفات إدارية ومالية، واستغلالاً سياسيًا للنقابة. قائمة «مهندسو مصر المستقبل» تشكلت هذه القائمة حديثًا وعُرفت بين شباب المهندسين باسم «قائمة العسكريين المتقاعدين» لاشتمالها على عدد كبير من ضباط الهيئة الهندسية المتقاعدين، وأيضًا رؤساء الهيئات والشركات الحكومية، مثل اللواء مهندس إسماعيل النجدي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، والمهندس محسن صلاح رئيس شركة المقاولون العرب، ويأتي على رأس القائمة الدكتور عمرو عزت سلامة، وزير التعليم العالي الأسبق. بعد إعلان الإخوان رسميًا عدم مشاركتهم في الانتخابات القادمة، بدا واضحًا اقتصار المنافسة بين القائمتين، وتبادل القائمون عليهما التراشق الإعلامي، مثل تصريحات المهندس مصطفى النبراوي في 27 فبراير لقناة أون تي في: «الدكتور عزت عمرو سلامه لم يكن يوماُ ما بعيد عن الحزب الوطنى المنحل، ولا عن جماعة الإخوان المسلمين» مشيرًا إلى أن الدولة العميقة فى مصر منحازة لقائمته. القائمة الموحدة من أجل «ظروف البلاد» في 16 مارس فاجأت القائمتان متابعي العمل النقابي بإصدار بيان مشترك أعلنا فيها الاندماج في قائمة واحدة وذلك «نظرا لظروف البلاد الراهنة وما ينتظرها من استحقاقات دستورية فى خارطة الطريق وما يستتبع ذلك من انتخابات رئاسية وبرلمانية يجب الانتهاء منها بخير فى الفترة القصيرة القريبة». حملت القائمة اسم «القائمة الوطنية الموحدة»، وقال البيان أن هذا القرار استجابة لمطالب المهندسين بالتوحد، وأن كلا القائمتان ستتخلى عن أي مطالب تخص كل حركة على حدة، ونظرًا لقلة عدد المقاعد بالنسبة لعدد المرشحين فسيتنازل البعض لزملائهم. وقال البيان: «ونخص بالشكر والتقدير د. م. عمرو عزت سلامة المرشح على مقعد النقيب لتغليبه للصالح العام للبلاد عن أيه مكاسب انتخابية ضيقة، فقرر ضرب المثل بتنازله عن ترشحه لصالح توحد جموع المهندسين تحت قائمة موحدة يتصدرها نقيبا م/ طارق النبراوى». قائمة بناء.. الاستقلال عن السلطة والإخوان في الثلاثاء 25 مارس أعلن تجمع من شباب المهندسين تشكيل قائمة جديدة تحمل اسم «بناء»، وجاء في بيانها التأسيسي الذي حمل عنوان «المهندسون بين مطرقة الإخوان وسندان الدولة» أن المجموعة عملت منذ تشكلها على ضمان استقلال كامل للعملالنقابي، بعيدًا عن أي نشاط سياسي او حزبي، إلا أن تشكيل القائمة الموحدة لم يلبِ مطالبهم. وقال البيان: «تواصلنا مع الجميع من أجل قائمة مستقلة تضم كل المؤمنين بالقضية النقابية، إلا اننا اكتشفنا اثناء سعينا هذا أن هناك تأثير لأطراف مرتبطة بالسلطة التنفيذية تعيق هذه الجهود، أطراف تسعى للضغط من اجل قائمة تضم افراداً ليس لهم رصيد نقابي ولا يملكون إلا مناصبهم وعلاقتهم بأجهزة الدولة و بعض أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل – الراعي الرسمي للحراسة التي نهبت وعطلت مصالح المهندسين، ومن هنا كان لزاماً علينا أن نقف بكل صدق مع أنفسنا ونتخذ موقفاً قاطعاً بالانسحاب من هذه القائمة». وقال شريف شحاتة، أحد منسقي قائمة «بناء»: «وصلتنا معلومات أنه حدث تدخل من الدولة لدمج القائمتين من أجل تهدئة الوضع بالبلد كما قال بيان الدمج، ولكننا نرفض ان يتم ذلك على حساب استقلال النقابة، وبدخول شخصيات نعرف جيدًا ولائها للحكومة قبل مطالب المهندسين، ومننهم أعضاء بالحزب الوطني السابق أو متورطون في فرض الحراسة على النقابة». وتابع شريف في تصريحات لبوابة الشروق: «انسحبنا من قائمة الاستقلال رغم أننا نعرف أن الوقت ضيق ولا يكفي لمجرد وجود مرشحين لنا على كل المقاعد، لكن ما يهمنا هو أن نقدم تجربة ناضجة يمكن أن نبني عليها فيما بعد للوصول لنقابة مستقلة تمامًا». وأشار شريف إلى أن قائمتهم قوامها الأساسي من شباب المهندسين، وستترشح في بعض المحافظات على رأسها الجيزة والقاهرة، وفي بعض الشعب منها كهراء وميكانيكا ونسيج وعمارة، وستدعم قوائم مستقلة صغيرة أخرى في بعض المحافظات.
