•• كان الأهلى يتكتم دائما قراراته واختياراته، صعب جدا أن تعرف كصحفى ماذا قررت إدارة النادى إلا إذا أرادت الإدارة. وهذا من أسرار النجاح الإدارى للنادى على مدى سنوات.. وأذكر أن الأستاذ إحسان بكر مدير تحرير الأهرام، رحمه الله، وكان أهلاويا جدا، يصف مجلس إدارة الأهلى بأنه: «مجمع الأسرار» فلا يمكن أن تخرج قراراته إلى العلن إلا فى الوقت الذى يراه المجلس.. وقد كنت عضوا فى القسم الرياضى بالأهرام ثم نائبا للرئيس ثم رئيسا للقسم. وطوال فترة عملى بالمؤسسة العملاقة والعريقة لسنوات طويلة لم أنجح مرة فى الفوز بسبق صحفى من حسن حمدى على حساب الأهلى. كنت فى مرات أحاول أن أعرف من سيكون المدرب القادم. فيرفض حسن حمدى الإفصاح عن الاسم. وإذا أفصح فهو ليس للنشر إطلاقا لأنها مصلحة الأهلى. فهو لم يخلط بين المصلحتين. •• أعرف أن هناك اليوم من يرسم على وجهه وشم الشماتة. ويسعده أن يرى حسن حمدى رئيس الأهلى مهزوما أو مكسورا. وأعرف أن هناك من يرى أنه انتصر وانتشى بانتصاره. وأعرف أن بعض هؤلاء كرهوا حسن حمدى رئيسا من فرط كرههم لإنجازات الأهلى وهؤلاء ظلوا يرون الأهلى هو حسن حمدى، وحسن حمدى هو الأهلى.. وهذا غير صحيح تماما.. لأنهم لا يعرفون الأهلى ولا صلابة الأهلى ولا قوة حزب الأهلى. ••• •• فى جريدة الإندبندنت البريطانية كتب الصحفى إيان هيربرت تقريرا عن نكسة منتخب البرازيل عام 1950 حين خسر المباراة النهائية للمونديال على أرضه باستاد ماراكانا أمام أوروجواى. ويرى هيربرت أن الشبح الذى خيم على الاستاد الضخم مازال يسكن البرازيل، ويخشى البرازيليون أن يعود ويطل عليهم مرة أخرى فى صيف هذا العام. •• هذه النكسة التى سجلها ألسيديس جيجيا لاعب أوروجواى بهدفه الثانى فى مرمى البرازيل، عرفت باسم «ماراكانازو» نسبة إلى استاد ماراكانا. ففى يوم 16 يوليو عام 1950 نشرت صحيفة «أو موندو» (العالم) فى ريو دى جانيرو صورة لمنتخب البرازيل وبجوارها عنوان يقول: «هؤلاء هم أبطال العالم». كان ذلك صباح يوم المباراة النهائية. وبعد ساعات من توزيع الصحيفة، كان هناك 200 ألف متفرج يحتشدون بمدرجات استاد ماراكانا الذى شيد خصيصا من أجل هذه البطولة وأعيد تجديده لمونديال 2014 القادم.. وكان احتفال البرازيليين بالكأس قد بدأ قبل أن تنتهى الحفلة.. خاصة أن منتخب البرازيل يلعب على المركز الأول دائما، لأن المركز الثانى بالنسبة لعشاق الفريق يساوى المركز الأخير. •• خسر منتخب البرازيل كأس العالم فى ذاك اليوم.. خسر 1/2 أمام أوروجواى. وبكى المشجعون باستاد ماراكانا، وبكى والد بيليه كما قال لى أسطورة الكرة البرازيلية أثناء زيارته للقاهرة عام 1997.. فى ذلك اليوم صمتت الطبول التى تدوى دائما فى هذا الملعب الرحب الضخم. ولم يتصور ناقد أو محب لكرة القدم أن تلك البطولة سوف تشهد فى نهايتها هذه الدراما التى غطت على مفاجأة فوز فريق الولاياتالمتحدة التى لا تجيد لعب كرة القدم على منتخب إنجلترا أساتذة كرة القدم 1/صفر. لدرجة أنه عندما بث مراسلو الصحف الإنجليزية النتيجة ظن زملاؤهم أن النتيجة هى 10 / صفر لصالح إنجلترا وأن هناك خطأ ما فى أجهزة التلغراف التى بثت الخبر! •• بعد 8 سنوات من هذه النكسة نشر الكاتب البرازيلى والمؤلف المسرحى نيلسون رودريجيز فى مجلة مانشيتى سبورت تقريرا عن عقدة النقص التى أصابت الكرة البرازيلية بسبب نكسة 1950.. وجاء فى التقرير أن اللاعب البرازيلى يلعب ضد نفسه فى كل مباراة، يلعب ضد شبح عام 50. يلعب ضد الشيطان الذى يسكن بعض المشجعين. •• ترى هل مازال الشبح يسكن البرازيل؟!